مشاركة

لا شك أن جائحة كوفيد-19 تمثل تحدياً صحياً عالمياً غير مسبوق وتتطلب تعاوناً عالمياً استثنائياً. وقد اعتمدت دولة الإمارات في استجابتها للجائحة على المستويين المحلي والدولي على مبدأها الذي تأسست عليه وهو أننا أقوى باتحادنا لا بتفرقنا. ومن هذا المنطلق، قامت دولة الإمارات بنقل الإمدادات الطبية الضرورية إلى أكثر من 65 دولة في إطار شراكات ثنائية، ووفرت طائراتٍ لتشغيل جسر جوي للأمم المتحدة ونقل أدوات اختبار ومعدات للحماية الشخصية (PPE) إلى منظمة الصحة العالمية. وقد تولت مدينة دبي العالمية للخدمات الإنسانية، والتي تعتبر من أكبر مراكز تقديم المساعدة الإنسانية في العالم، تدبير أكثر من 80% من معدات الحماية الشخصية من أجل جهود الإغاثة العالمية لمنظمة الصحة العالمية. أما على المستوى المحلي، فقد وفرت الدولة الاختبارات والعلاج المجاني للمواطنين والمقيمين والزوار دون تمييز، مع التركيز على الخدمات المخصصة للمُسنين والأشخاص ذوي الإعاقة والعمال المهاجرين. كما اعتمدت حزمة حوافز اقتصادية لحماية الموظفين وتوفير السيولة للسوق الإقليمي الأكبر.

التعاون الدولي

يُصيب فيروس كوفيد- 19 الجميع ولا يفرق بين أحد على أساس الأصل أو العرق أو الدين، وتُذكرنا هذه الظروف الاستثنائية بضرورة تعاون الدول معاً لتنسيق ردها وتبادل الدروس المستفادة ومساعدة الفئات الأكثر ضعفاً.

وقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها الدولة حتى أغسطس 2020 أكثر من 1300 طن من المساعدات إلى 108 دولة لمساعدة ما يقرب من مليون عاملٍ طبي يعملون في مجال الاستجابة لجائحة كوفيد- 19. كما تم تحويل بعض الأصول الخارجية لشركات مملوكة للدولة إلى مراكز للعلاج والحجر الصحي تحت تصرف الحكومات المحلية، وخصوصاً مركز إكسل لندن في المملكة المتحدة والذي يُعتبر من أكبر مراكز المعارض والمؤتمرات الدولية، حيث تم تحويله إلى مركز للعلاج والحجر الصحي بطاقة 4000

كما عملت دولة الإمارات بشكل وثيق مع الأمم المتحدة في جهود الإغاثة المتعددة الأطراف، حيث قدمت في شهر يونيو مجموعات اختبار للفيروس بقيمة 10 ملايين دولار إلى منظمة الصحة العالمية، ودخلت في شراكة مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في شهر مايو لإطلاق جسر جوي دولي باستخدام طائرات إماراتية لتوفير الإمدادات الصحية والإنسانية الأساسية في جميع أنحاء أوروبا وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. كما اشتركت دولة الإمارات مع منظمة الصحة العالمية في ترتيب رحلات جوية وتقديم إمدادات للإغاثة في إيران والصومال وإثيوبيا، وتم تحويل التمويل المقدم من الدولة عبر الأمم المتحدة لمنع العنف الجنسي والعنف القائم على أساس نوع الجنس، إلى جهود الاستجابة لجائحة (كوفيد- 19).

وعلى مستوى الأمم المتحدة في نيويورك، كانت دولة الإمارات ضمن الدول المشاركة في رعاية أول قرار للجمعية العامة يدعو للتضامن العالمي لمكافحة جائحة كوفيد- 19، وقراراً أخر يتعلق باللقاحات والمساواة في الحصول على الإمدادات الطبية. كما أيدت دولة الإمارات دعوة الأمين العام لوقف عالمي لإطلاق النار من أجل تسهيل العمليات الإنسانية والتخفيف من انتشار المرض وأيدت بيانات تتعلق بفتح الأسواق وسلاسل التوريد

وقد أطلقت دولة الإمارات سلسلة نقاشات غير رسمية جمعت القادة في الخطوط الأمامية للتصدي لجائحة كوفيد- 19 العالمية مع المندوبين الدائمين في الأمم المتحدة لتقديم إحاطة إلى الدول الأعضاء حول الأولويات والإجراءات، وكان ضمن الضيوف السيدة/ كريستالينا جورجييفا، مدير عام صندوق النقد الدولي، والسيد/ بيتر مورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والسيد/ ديفيد نابارو، المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية بشأن فيروس كورونا.

كما تعمل دولة الإمارات من خلال البحوث والذكاء الاصطناعي وأدوات التشخيص، على الاستفادة من التطور التكنولوجي في وقف انتشار جائحة كوفيد- 19 وإيجاد العلاج والدواء.

خلال القمة الاستثنائية لمجموعة العشرين، انضمت دولة الإمارات لمبادرة تعليق خدمة الديون التي قادها البنك الدولي. وقد تشاور صاحب السمو الشيخ/ محمد بن زايد آلِ نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مع الزعماء الدينيين بمن فيهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس للتعبير عن تضامن دولة الإمارات مع كافة الأديان خلال هذه الفترة الصعبة.

The UAE is conscious that theوقد أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى أن “دولة الإمارات تُدرك تماماً أن جائحة كوفيد-19 هي أكثر من مجرد أزمة صحية طارئة، وأنه لا يمكن التغلب على التحديات الكبيرة وغير المسبوقة التي تمثلها هذه الجائحة إلا من خلال التصميم المشترك والتعاون العالمي” . وأضاف سموه: “كما نتفهم أيضاً الأهمية البالغة لحماية الحقوق الإنسانية لجميع سكان دولة الإمارات بغض النظر عن جنسيتهم أو وضعهم. لذلك، واتساقًا مع مبدأ وهدف التنمية المستدامة المتعلق بــ “عدم التخلي عن أحد”، تبنت الحكومة الإماراتية استجابة وطنية متعددة الأبعاد في مواجهة جائحة كوفيد-19 ترتكز على مبادئ الثقة العامة والشفافية وتوفير الاختبار والعلاج للجميع”. Highness Abdullah bin Zayed Al Nahyan, Minister of Foreign Affairs and International Cooperation

الإجراءات المحلية

أحرزت دولة الإمارات تقدماً ملحوظاً في احتواء تفشي فيروس كوفيد-19 من خلال استخدام نهج متعدد الجوانب لاكتشاف العدوى مبكراً، وإجراء اختبارات للفيروس وتتبعه على نطاق واسع، مع إعطاء الأولوية لمساعدة الفئات الضعيفة والاستثمار في الابتكار.

وتتبع دولة الإمارات استراتيجية شاملة للاختبار تغطي كافة أنحاء الدولة، مما يمكنها من اكتشاف الحالات الجديدة مبكراً وتقليل مخاطر انتشارها. وتُعتبر دولة الإمارات من أعلى الدول في معدلات الاختبار في العالم نسبة إلى عدد مواطنيها، حيث تم اختبار أكثر من مليوني شخص في كافة أنحاء الإمارات السبع والتي يقل عدد سكانها عن 10 ملايين شخص. والأهم من ذلك، أن الاختبار مجاني، بما في ذلك من خلال مرافق اختبار الفيروس عبر السيارات وتقديم الخدمات المنزلية إلى كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة. وقد حرص قادة دولة الإمارات على تشجيع على الاستفادة من هذه الخدمات عبر إطلاق رسائل عامة ومن خلال القدوة الشخصية كمثال يُحتذى به .

بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت دولة الإمارات سياسات تُراعي الاعتبارات الجنسانية خلال الجائحة، بما في ذلك إطلاق برامج العمل عن بعد للنساء الحوامل والأمهات المربيات للأطفال الصغار مع تقديم المزيد من الخدمات الاجتماعية..

وقد ذكر الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية: “أود أن أشكر الاتحاد الأفريقي وحكومتي الإمارات وإثيوبيا ومؤسسة جاك ما وجميع شركائنا لتضامنهم مع البلدان الأفريقية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا”.Dr. Tedros Adhanom Ghebreyesus, Director-General of the World Health Organization

البحث والابتكار

تواصل دولة الإمارات الاستثمار في فهم وتخفيف وإيقاف تفشي فيروس كورونا المستجد من خلال الاستعانة بالتقدم الطبي والتكنولوجي، حيث تمكنت في غضون أسبوعين من بناء مُختبر جديد لتشخيص فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في مدينة مصدر، والذي يُعتبر أول منشأة من نوعها يتم إنشائها بهذا النطاق خارج الصين، حيث تتجاوز طاقة المختبر إجراء عشرات الآلاف من الاختبارات يومياً. وتُعتبر شركة طيران الإمارات الأولى عالمياً على مستوى شركات الطيران في ابتكار إجراء فحوصات للركاب للكشف عن الفيروس قبل صعود الركاب إلى طائراتها.

ويطور مركز أبوظبي للخلايا الجذعية علاجاً واعداً لفيروس كوفيد-19 باستخدام الخلايا الجذعية، حيث يعمل الباحثون في جامعة خليفة في أبوظبي على نموذج أولي لأجهزة تنفس صناعي تبلغ تكلفة الواحد منها 2% فقط من تكلفه نظيراتها الحالية. وقد توصلت دراسة قادتها دولة الإمارات إلى أن مرضى السرطان أكثر تعرضاً للإصابة بالفيروس (بنسبة الضعف مقارنة بباقي السكان). وقد اعتمدت وزارة الصحة والوقاية في الدولة سرعة تقديم الخدمات الافتراضية الصحية. كما يستخدم مسؤولو الصحة طائرات الدرونز (بدون طيار) والروبوتات في تطهير وتعقيم الأماكن بشكل كامل للحد من فرص التعرض للإصابة بالفيروس.

كما ذكر السيد/ ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي أن “دولة الإمارات تواصل القيام بدورها الرائد في الاستجابة للأزمات العالمية، وخاصة ضد جائحة كوفيد-19، حيث يساهم جسر دبي الجوي الجديد في تسريع استجابة المجتمع الدولي ومساعدتنا بالتأكيد على إنقاذ الأرواح، شكراً لدولة الإمارات على شراكتها الهامة”.WFP Executive Director, David Beasley

تتعامل دولة الإمارات مع جائحة فيروس كورونا المستجد بروح الابتكار والتعاون التي تقود نهجها تجاه العالم، مسترشدة في ذلك بمجموعة من الأطباء العالميين والعلماء والعاملين في قطاع الصحة وصناع السياسات وقادة المجتمع المدني والشباب وغيرهم ممن يعملون لحماية مجتمعاتهم، ومن خلال التعاون العابر للحدود من أجل التعافي بصورة مشتركة وشاملة وعادلة.