مشاركة

دعت سعادة السفيرة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة إلى عدم تسييس الجهود الدولية المبذولة من أجل مكافحة العنف ضد المرأة، معتبرة أنها قضية عالمية تتطلب استجابة شاملة.

ووجهت سعادة مندوبة الدولة خلال البيان الذي أدلت به أمام الندوة الخاصة التي عقدتها الأمم المتحدة أمس في نيويورك بمناسبة “اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة” الذي يصادف يوم 25 من شهر نوفمبر من كل عام الشكر إلى بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة لإطلاقه حملة “اتحدوا” للقضاء على العنف ضد المرأة، مثمنة جهود فمزيلي ملامبو نغكوكا المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وزينب بانغورا الممثلة الخاصة للأمين العام عن العنف الجنسي في حالات الصراع، موجهة الشكر لجميع المتحدثين على وقوفهم أمام العنف ضد النساء في جميع أرجاء العالم.

وذكرت نسيبه خلال الندوة التي عقدت بمشاركة بان كي مون وعدد من ممثلي الدول الأعضاء وكبار المسؤولين المعنيين في الأمم المتحدة، أنه رغم الجهود المبذولة في هذا الشأن إلا أن شيوع العنف ضد المرأة المرتكب منزليا أو من قبل مجتمع أو دولة ما لا تزال نسبته عالية جدا في مختلف أرجاء العالم.

وقالت “عند خضوع أكثر من نصف سكان العالم للعيش في خوف أو العيش مع عواقب العنف أو فقدان أرواحهم في أسوء الحالات فإن هذا الأمر ليس مشكلة للنساء فحسب بل انه يمثل مشكلة لجميعنا الأسر والجماعات والمجتمعات والدول – وإذا كانت هذه الأعمال ترتكب في جميع أنحاء العالم فإن عواقبها ستكون عالمية أيضا”.

وشددت السفيرة نسيبة على الحاجة إلى اعتماد استراتيجيات ونهج جديدة لمعالجة الأسباب الجذرية للمشكلة ولتمكين المرأة بوصفها عنصرا ذاتيا للتمكين والأمان للعيش من دون تهديد بالعنف، مستعرضة أدلة وبيانات جديدة لدعم حوار وبرامج تشاركية شاملة بشأن العلاقات بين الجنسين وقبول العنف.

وتطرقت للجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لمعالجة هذه القضايا عن طريق مبادرات الوقاية ونشر الوعي والحماية والمبادرات في مجال السياسة العامة. وأشارت إلى أن سياسات الدولة المعنية بتعليم الفتيات والحقوق القانونية للنساء، إضافة إلى تقديم العلاج والدعم التأهيلي للضحايا، مسلطة الضوء على استمرار دولة الإمارات في تطوير سياسة شاملة عن العنف المنزلي.

وذكرت أن العنف ضد المرأة هو مشكلة عالمية تتطلب استجابة عالمية ودعت إلى مواجهة تسييس هذه المسألة وفرض التعريفات التي تقترح أن العنف ضد المرأة يرتبط الى حد ما بجماعات أو ثقافات أو أديان أو مناطق محددة، مستعرضة أشكال العنف الجنسي في مناطق الصراع وللتوجهات الجديدة للعنف ضد النساء الذي يرتكبه المتطرفون مثل جماعة “داعش” التي تستهدف بوحشية حقوق وحريات النساء كجزء من معتقدهم السادي.

وأكدت السفيرة نسيبة أن إنهاء العنف ضد المرأة يتطلب مشاركة من جانب الرجال والأولاد، مشيدة بجهود الأمين العام وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في إطلاق مبادرة “هو من أجلها” الهامة التي تركز على المساهمات التي يمكن للرجال والأولاد تقديمها في مسألة المساواة بين الجنسين.

وأعربت عن فخر دولة الإمارات كون أن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية كان أول رجل في دولة الإمارات أعلن التزامه بهذه القضية الهامة في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي.

وأكدت السفيرة نسيبة أنه يمكن القضاء على العنف ضد المرأة عن طريق بناء مجتمعات تحترم وتمكن المرأة كل يوم وفي كل جزء من أجزاء العالم.

وكان الأمين العام بان كي مون قد اعتبر خلال بيانه أمام هذه الندوة العنف المرتكب ضد النساء والفتيات بمثابة وباء عالمي يدمر الأرواح ويقسم المجتمعات ويعيق من تحقيق التنمية، مشيرا إلى أن هذا النوع من العنف غير محدد بمنطقة معينة أو نظام سياسي أو طبقة ثقافية أو اجتماعية وبأنه موجود على جميع المستويات في كل مجتمع في العالم ويحدث في أوقات السلم ويزداد سوءا خلال أوقات الصراع وأعرب عن شكره لجميع المتحدثين في الندوة على التزامهم.

شارك في الندوة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان باباتونديه أوسوتيميهن وسيدة نيويورك الأولى شيرلين مكراي رئيس المجلس القضائي في الإكوادور والدكتور غوستافو جالك والممثلة والكاتبة والمنتجة تيري هاتشر وآيلا غوكسل من مؤسسة تعليم الأم والطفل.

من جانبها قالت سعادة فمزيلي ملامبو نغكوكا إن الندوة تسلط الضوء على الأعمال التي تسبب الألم والخجل والخوف للفتيات والنساء، مطالبة بالاستمرار في جمع الحقائق والأرقام الوطنية وأن نستعملها في الإشارة إلى تطور التشريعات والسياسات الفعالة.

وشددت على ضرورة تعزيز وتنفيذ القوانين والأحكام القائمة التي تمنع العنف وتدعم الناجين منه إضافة إلى تحسين نوعية الخدمات الأساسية لتوفير الحماية للناجين وسلامتهم ومعافاتهم ومساعدة النساء في استخدام هذه الخدمات.

من ناحيتها قالت شيرلين مكراي إن العنف ضد النساء والفتيات هو مشكلة عالمية تتطلب حلا عالميا، مشيرة إلى أن مدينة نيويورك ترغب في المساعدة في هذه الجهود بما عن طريق التوقيع على أول اتفاق رسمي مع الأمم المتحدة مذكرة تفاهم من شأنها أن تجعل مدينة نيويورك أول مدينة أميركية تشارك في المبادرة العالمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة عن المدن الآمنة التي تلتزم بجعل مناطق في المدينة آمنة لجميع النساء والفتيات وخالية من الإساءة الجنسية.

من جهته أعرب الدكتور باباتونديه اوسوتيميهن المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان عن شكره لسعادة السفيرة نسيبة على كلمتها، مشيدا بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لهذه القضية في المنطقة وعلى الصعيد العالمي.