مشاركة

دعت الإمارات العربية المتحدة، المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.

جاء ذلك خلال البيان الذي أدلى به السيد ماجد محمد المطوع، عضو الوفد الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، أمام المناقشة المفتوحة الربع سنوية التي عقدها مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء “حول الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية”، معتبرا خلاله مبادرة السلام العربية بمثابة مرجعا هاما لحل القضية الفلسطينية.

كما شدد على أهمية توقف إسرائيل عن ممارساتها غير المشروعة من تهويد وخلق وقائع جديدة وتوسيع المستوطنات وهدم الممتلكات الفلسطينية، والتي كان آخرها هدم 70 منزلا في القدس الشرقية، داعيا المجتمع الدولي لاتخاذ كافة التدابير لإنهاء هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة. كما دعا أيضا إلى مواصلة تكثيف المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني للتخفيف من محنته الاقتصادية الراهنة، لافتا في هذا الصدد للمساعدات السخية التي قدمتها دولة الإمارات خلال عام 2017 و2018 والتي تزيد قيمتها عن 364 مليون دولار للأشقاء الفلسطينيين ولوكالة الأونروا، وأيضا لعزمها مواصلة دعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى الدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط.

وتطرق السيد المطوع للقضايا المتفاقمة الأخرى في الشرق الأوسط، بما في فيها الأزمات والتحديات الجديدة التي تعد ذات أهمية قصوى لمجلس الأمن، وتتطلب اتخاذ تدابير حاسمة، بما في ذلك تحرك المجتمع الدولي لتهدئة التوترات وإيجاد الحلول السياسية بشأنها ضمانا لصون الأمن والاستقرار الإقليميين.

وحول الشأن اليمني، جدد السيد ماجد محمد المطوع، التزام دولة الإمارات بمواصلة جهودها ضمن تحالف دعم الشرعية في اليمن، لدعم المساعي المبذولة من أجل التوصل الى حل سياسي للأزمة اليمنية استنادا الى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن الساعية إلى تنفيذ اتفاق استكهولم واستئناف المسار السياسي. وأكد على “عدم وجود حل عسكري للصراع اليمني، وعلى أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة”.

كما أدان في هذا السياق بأشد العبارات هجمات الميليشيات الحوثية المتكررة على أراضي المملكة العربية السعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، وتهديدها للملاحة في البحر الأحمر، مشيرا إلى أن هذه الأفعال من شأنها ان تقوض الإمكانيات تحقيق تقدم في تنفيذ اتفاقيات أستوكهولم  ووقف إطلاق النار في الحديدة، وذلك في وقت حرصت فيه دولة الإمارات ومعها التحالف العربي على تقديم فرصة للسلام من خلال اعادة انتشار القوات وإعطاء الأولوية للجهد السياسي للوصول إلى حل شامل.  ودعا مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات أكثر حزما وصرامة لوضع حد لهذه الانتهاكات، بما في ذلك منع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.  وعبر أيضا عن إدانة دولة الإمارات الشديدة لنهب الميليشيات الحوثية المعونات الإنسانية، ومنع وصولها إلى مستحقيها، مجددا موقف الإمارات الملتزم في مواصلة العمل مع الأمم المتحدة والشركاء الرئيسيين لتحسين الأوضاع الإنسانية وتلبية احتياجات الشعب اليمني الشقيق حيث بلغ إجمالي المساعدات الإماراتية لليمن منذ عام 2015 مبلغ 5.5 مليار دولار.

وفي سياق أمن الملاحة في المنطقة، شدد السيد المطوع على المسؤولية الجماعية التي يتحملها المجتمع دولي، لتجنب نشوب النزاعات وخلق المزيد من التوترات، بما في ذلك منع أي أطراف من محاولة المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وإمدادات الطاقة العالمية.

واعتبر تعرض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد لحياة طواقمها بمثابة تطوراً خطيرا لا يهدد التجارة البحرية فحسب، بل أيضاً الاستقرار الإقليمي بشكل أوسع.

وأكد على موقف دولة الإمارات الداعي إلى أهمية ضمان حرية الملاحة البحرية وخطوط إمدادات الطاقة وحماية أمن الممرات والمضايق البحرية، خصوصا مضيق هرمز وباب المندب مشددا بهذا الخصوص على ضرورة تحلي كل الأطراف المعنية بالصبر والحكمة والتعقل، والالتزام في وضع الجهود الدبلوماسية على رأس أولوياتها لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

وتطرق السيد المطوع للأوضاع في كل من سوريا وليبيا، مبديا قلق دولة الإمارات إزاء التطورات الأخيرة في هذين البلدين، وأكد على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد الكفيل بإنهاء هذه الأزمات، ودعا جميع الأطراف المعنية للجلوس على طاولة المفاوضات وإيجاد حل للخروج من هذه الأزمات استنادا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعبر بشكل خاص عن قلق دولة الإمارات إزاء استغلال الجماعات الإرهابية للفراغ الأمني في ليبيا وتفاقم مأساة المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، مما يزيد من صعوبة إيجاد حل سلمي للأزمة، داعيا لتضافر الجهود الدولية للخروج من الوضع المتأزم وإعادة الاستقرار في ليبيا.

واختتم السيد ماجد محمد المطوع، بيانه، داعيا المجتمع الدولي لأن يولي اهتمامه الجاد والصادق لوضع حد لجميع الأعمال والممارسات المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك أعمال العنف التي ترتكبها الجماعات المتطرفة والإرهابية بدعم وتمويل من بعض الدول، ومحاسبة تلك الأطراف المسؤولة عن اندلاع الصراعات في المنطقة واستمرارها.