مشاركة

2 يوليو، نيويورك: أنهت يوم الخميس دولة الإمارات وجمهورية لاتفيا المرحلة الأولى من عملية استعراض الأمم المتحدة لمؤتمر القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي ترأسا اجتماعاتها التحضيرية شراكة على مدار اليوميين الماضيين. وتشكل عملية الاستعراض محطة تاريخية مهمة على المستوى العالمي، إذ ترمي إلى تحقيق الاستفادة القصوى من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجالات التنمية ومستقبل الإنترنت. وبموجب عملية الاستعراض هذه، ستقوم الأمم المتحدة باعتماد وثيقة ختامية للدول الأعضاء ومجتمع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شهر ديسمبر القادم.

وجاءت اجتماعات اليومين الماضين في هذا الإطار إذ جرت خلالها جملة من النقاشات والمداخلات التي إدارتها المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، والمندوب الدائم لجمهورية لاتفيا لدى الأمم المتحدة، جانيس مازيكس.

وكان سعادة السيد سام كوتيسا، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 69، قد عين في مطلع شهر يونيو، كل من السفيرة نسيبة والسفير مازيكس لرئاسة عملية الاستعراض واعتماد الوثيقة الختامية في ديسمبر كانون الأول. وناب المندوب الدائم لأيسلندا، اينار كونسرن،عن السيد كوتسيا حضور الاجتماع، ملقيا بيانا بالنيابة عنه قال فيه:”إن عملية الاستعراض جاءت في الوقت المناسب حيث يعمل المجتمع الدولي على وضع وبلورة الجهود والطموحات لجدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015. ومن المهم ليس فقط الوقوف على ما تحقق من تقدم في تنفيذ نتائج القمة العالمية، ولكن أيضا من مواصلة الزخم لإطلاق العنان لإمكانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة”.

وفي معرض تعليقها حول تعيين دولة الإمارات لإدارة عملية الاستعراض والمشاورات التي تسبق القمة، قالت السفيرة لانا نسيبة “إنه لشرف لدولة الإمارات أن تشارك في تسهيل استعراض الأمم المتحدة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعمل مع الدول الأعضاء والأطراف غير الحكومية للوصول إلى رؤية مشتركة لمستقبلها”. ولفتت السفيرة إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد شهد تحولا ملحوظا منذ أن انطلاق القمة في عام 2003، مما يستوجب إجراء مراجعة للفرص والتحديات التي يجب مواجهتها على مستوى العالم”.

وتقدر تقارير الأمم المتحدة أن نسبة المشتركين بخدمة الهاتف المحمول عالميا قد ارتفعت منذ أن عقدت المنظمة قمة مجتمع المعلومات الأولى في 2003 من أقل من 20 في المائة إلى 96 في المائة كما هو عليه الحال اليوم. وزاد الوصول إلى الإنترنت من حوالي 10 في المائة في عام 2003 إلى 46 في المائة في هذا العام. في الوقت نفسه، أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى وجود ثغرات مستمرة في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية، وتفاوت في استخدامها بين الرجال والنساء. كما سجلت وجود مخاوف تتعلق بشأن الخصوصية والأمن وإجراءات تنظيم استخدام الإنترنت.

وشهد الاجتماعات التحضيرية جملة من المناقشات بين الدول الأعضاء والأطراف غير الحكومية بشأن الطموحات المرجوة من القمة المقرر في شهر ديسمبر، فضلا عن إحاطات تقدم بها ممثلون عن هيئات ووكالات الأمم المتحدة ذات الصلة، مثل مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، والاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تطرقوا فيها الى التقدم الذي حصل منذ 2003 والسنوات اللاحقة والنتائج المرجوة من القمة القادمة، لا سيما فيما يخص ما يمكن أن تسهم به تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دفع عجلة التنمية عالميا.

وبهذا الصدد، قالت السفيرة نسيبة إن الأشهر الستة المقبلة لن تحل بالطبع جميع القضايا التي نشأت على مدار السنوات الـ 12 الماضية ومع هذا، فنحن الآن في موقف جيد يتيح لنا تحديد النقاط الصعبة التي تحتاج إلى عمل جماعي، وتحديد ما هو واقعي لشهر ديسمبر.”

وحظي تعيين دولة الإمارات لرئاسة لمشاورات عملية الاستعراض بترحيب دولي واسع، نظرا لما قدمته هيئة تنظيم الاتصالات من تشجيع ودعم للقمة، فضلا عن النهوض السريع الذي حققنه محليا في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات منذ تأسيسها.

وأكدت السفيرة نسيبة “إن دولة الإمارات هي في مجالات عديدة تضرب مثالا بشأن ما تهدف القمة لتحقيقه”، مضيفة: “نحن دولة نامية انتهجت أساليب متعددة من السياسات العامة، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، والتعاون الدولي من أن أجل أن يصل المحمول والإنترنت للجميع عالميا.

وأشارت السفيرة إلى أن الإمارات قد استخدمت علاوة على ذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز نظم التعليم، والرعاية الصحية، وإدارة الموارد، وضمان المنافع الاجتماعية والبيئية إلى جانب استثمارها من أجل تحقيق النمو الاقتصادي”.

بدوره قال المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات، حمد المنصوري، تعليقا على تعيين دولة الإمارات لرئاسة عملية الاستعراض “نحن سعداء جدا بهذا التعيين ونعتبر ذلك اعترافا بالدور الذي تلعبه دولة الإمارات في تحقيق أهداف القمة العالمية لمجتمع المعلومات، وشاهد على الجهود المخلصة التي بذلناها في هذا المجال. ونحن نتمنى التوفيق للجميع ونؤكد دعمنا الكامل لبعثة الإمارات في هذا الدور المهم.

ولفت المنصوري إلى أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كونها أصبحت اليوم من الركائز الرئيسية لردم الفجوة الرقمية وثبت أنها ذات أثر فعال في تقديم المعلومات والخدمات في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد، وغيرها من المجالات. وقال “منذ عام 2003 و2005، أصبحت القمة العالمية لمجتمع المعلومات أداة مهمة لتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ونحن في هيئة تنظيم الاتصالات ندعم مهام عملية الاستعراض ونتائج القمة على الصعيد الوطني من خلال اللجنة الوطنية لمتابعة القمة العالمية لمجتمع المعلومات ودوليا من خلال تشكيل شراكات مع الاتحاد الدولي للاتصالات ووكالات الأمم المتحدة الأخرى”.

وسوف يعقد الاجتماع التحضيري الثاني لاستعراض القمة العالمية لمجتمع المعلومات في الفترة من 20 -22 أكتوبر 2015 في نيويورك، فيما سيتم إصدار الوثيقة النهائية للاستعراض خلال الاجتماع رفيع المستوى للقمة والمقرر عقده في 15-16 ديسمبر كانون الأول.

وعقب اجتماع الدول الأعضاء الذي جرى في 1 يوليو، عقد اجتماع آخر في 2 يوليو، شارك فيه عدد من الأطراف والشخصيات غير الحكومية والشركات المختصة من القطاع الخاص. وكان من بين المتحدثين ممثلون عن شركات مثل (مايكروسوفت) و(انترنت سواسيتي) و(أيكان) التي تقوم بإدارة عناوين المواقع الالكترونية على الانترنت وآخرون.

للاطلاع على المزيد من المعلومات يمكنكم زيارة موقع القمة على الرابط التالي: unpan3.un.org/wsis10