مشاركة

أقامت سعادة السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة بالشراكة مع كل من هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومعهد جورج تاون في مقر الأمم المتحدة أمس حلقة النقاش الثالثة بعنوان “المرأة والسلام والأمن في ظل التغيرات المناخية” وذلك في إطار سلسلة حلقات النقاش التي تنظمها الدولة بشأن المرأة والسلام والأمن.

حضر الحلقة مجموعة من الخبراء الدوليين المعروفين على نطاق واسع في هذا المجال من بينهم جيفري ساكس المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأهداف الإنمائية للألفية ولكشمي بوري مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ونائبة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة وسوزان ماركهام كبيرة منسقي المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وإليانور بلومستروم مديرة برنامج ورئيسة مكتب بمنظمة بيئة المرأة والتنمية.

وفي بيانها أمام هذه الحلقة شددت السفيرة نسيبة على الأثار المتباينة لتغير المناخ على النساء، مؤكدة أن آثار تغير المناخ في العالم النامي تظهر بشكل أكثر حدة على النساء اللاتي يشكلن 70 في المائة من الفقراء في العالم.

وأشارت إلى أن المرأة في هذه المناطق تعاني من محدودية فرص الحصول على الموارد والدخل كما تعاني في الكثير من الأحيان من تقييد حقوقها ومشاركتها السياسية.

وقالت انه رغم أن النساء في الغالب هن أكثر الفئات تأثرا بالتغيرات المناخية إلا أنهن يدركن تماما احتياجات أسرهن ومجتمعاتهن، منوهة بأن استمرار تأثر النساء بالتغيرات المناخية بصورة غير متناسبة يجعل من الأهمية بمكان تعزيز المشاركة الحيوية والقيادة الفعالة للمرأة لاسيما في مجال وضع وتنفيذ السياسات الخاصة بالتصدي للتغيرات المناخية.

من جانبه سلط السيد ماجد السويدي المستشار ببعثة الدولة لدى الأمم المتحدة وكبير المفاوضين المعنيين بتغير المناخ الضوء على الدور الرائد الذي تقوم به دولة الإمارات في مجال الاستجابة العالمية الحالية لتأثير تغيرات المناخ بما في ذلك استضافة أبوظبي لاجتماع “Abu Dhabi Ascent” الذي شكل محطة مهمة في التحضير للقمة العالمية التي نظمها الأمين العام للأمم المتحدة بشأن المناخ.

وأشار السويدي الى ما اتخذته دولة الإمارات من مبادرات على الصعيدين الوطني والدولي لتعزيز الحلول الخاصة بالتصدي لتغيرات المناخ بما في ذلك قيامها بشراكات دولية كصندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول المحيط الهادئ الذي تبلغ قيمته 50 مليون دولار أمريكي وحقق نتائج ملموسة في بلدان مثل تونغا وساموا وجزر المحيط الهادئ الأخرى التي تعتبر من بين أكثر البلدان تأثرا بتغيرات المناخ.

وحرص المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأهداف الإنمائية للألفية جيفري ساكس على التأكيد على أن النساء هن الأشد تضررا من التغيرات المناخية في المناطق الفقيرة والريفية الأمر الذي اعتبره أمرا ملحا ويتطلب تمكين المرأة للتكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف منها، مشددا على أهمية حصول النساء والفتيات على فرص التعليم باعتباره أحد مفاتيح التصدي لتغير المناخ.

من جانبها أقرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ونائبة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة لكشمي بوري بأن تمكين المرأة يعد أساسيا لإيجاد حلول مستدامة لأبرز تحديات هذا العصر والمتمثلة في تغير المناخ وتحقيق السلام والأمن، مضيفة أن مشاركة وقيادة المرأة في التصدي لهذه التحديات أصبحت الآن امرا مهما وعاجلا أكثر من أي وقت مضى.

كما حرصت كبيرة منسقي المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سوزان ماركهام خلال مداخلتها على إبراز أهمية تصدي المرأة لتغير المناخ، مؤكدة على أهمية إدماج المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في سياسات وبرامج التكيف مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره.

ونوهت مديرة برنامج ورئيسة مكتب بمنظمة بيئة المرأة والتنمية اليانور بلومستروم بما أجمع عليه جميع المحاورين من ضرورة تخصيص مساحات للنساء ليس فقط لتبادل الأفكار والخبرات فيما بينهن بل أيضا للعمل وإيجاد الحلول المناسبة.

وأجمع أغلب المحاورين في الحلقة على إبراز الدور الحيوي الذي تلعبه النساء في التكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف منها على الصعيد المحلي وفي المناقشات المتعلقة بالسياسات.

تجدر الإشارة إلى أن حلقات النقاش هذه تتم برعاية دولة الإمارات في إطار الدراسة العالمية المعنية باستعراض التقدم المحرز في تنفيذ القرار 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن والتحديات التي تواجه التنفيذ وهي الدراسة التي تقوم أيضا دولة الإمارات بتمويلها.

ومن المنتظر نشر موجز عن حلقة نقاش بالتعاون مع معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن على البوابة الإلكترونية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة علما بأن حلقات النقاش المقبلة ستسلط الضوء على تمكين المرأة من الحصول على العدالة في حالات ما بعد الصراع وتمكينها اقتصاديا.