مشاركة

أكدت دولة الإمارات في الأمم المتحدة عزمها جعل عام 2020 عاما فريداً لقطاع الفضاء الإماراتي، وذلك عبر إطلاقها أول مسبار عربي الى كوكب المريخ لتكون واحدة من بين تسع دول فقط حول العالم تسعى إلى استكشاف هذا الكوكب، فضلا عن استضافتها المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية في دبي والذي يعد من أكبر المؤتمرات الفضائية الدولية.

جاء ذلك خلال البيان الرسمي الذي أدلى به وفد الدولة لدى الأمم المتحدة أمس أمام المداولات العامة التي أجرتها اللجنة الرابعة للجمعية العامة المعنية بالمسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار حول بند “التعاون الدولي في استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية”، مؤكدا البيان حرص حكومة الإمارات على بناء قطاع فضاء إماراتي قوي ومستدام.

واستعرض ما حققته وكالة الإمارات للفضاء في مجال إطلاق السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في الدولة بما في ذلك تنظيم وتطوير هذا القطاع، وتحديد مبادئها وطموحاتها ومنهجها الرامي إلى تطوير برنامجها الفضائي الوطني.

وتطرق إلى بعض الانجازات المهمة التي حققتها الدولة في مجال بناء شراكات استراتيجية إقليمياً وعالمياً تعنى بالفضاء، بما في ذلك توقيعها على أكثر من 16 اتفاقية تعاون مع وكالات الفضاء الدولية وجهات حكومية معنية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وانضمامها إلى مجموعة من المنظمات والهيئات العالمية، مثل “لجنة استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية” و”الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية”، وفريق استكشاف الفضاء، واعتمادها للعديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي من شأنها أن تعزز التعاون الدولي في مجال الفضاء.

وكشف في هذا الصدد عن عزم دولة الإمارات التصديق قريباً على “اتفاقية الإنقاذ” الدولية، مؤكدا التزامها بتطوير قطاع الفضاء واستكشافه بطرق سلمية وانعكاس ذلك في شبكة العلاقات الدولية التي أسستها دولة الإمارات مع الجهات الرائدة الأخرى في الفضاء الخارجي.

ولفت البيان للجهود التي تبذلها الدولة لإطلاق أول مسبار عربي “مسبار الأمل” الى كوكب المريخ، وذلك بمشاركة أكثر من 150 مهندسا ومهندسة إماراتيين بحلول عام 2020، موضحا أن مهمة هذا المسبار ستتركز على المساهمة في بناء المعارف العلمية والتطبيقات الفضائية وبناء قدرات بشرية إماراتية عالية الكفاءة، فضلا عن توفير البيانات والنتائج العلمية لأكثر من 200 معهد بحثي ومركز دراسات.

واستعرض سلسلة المشاريع والمبادرات الرائدة الأخرى التي أطلقتها الدولة في مجال استكشاف الفضاء الخارجي بما فيها إنشاء “مدينة المريخ العلمية” لمحاكاة الحياة على كوكب المريخ؛ موضحا أن هذه المدينة الفضائية ستكون الأولى من نوعها والأكبر عالميا وستمتد على مساحة مليون و900 ألف قدم مربعة.

وتعهد البيان بأن تواصل الدولة تعزيز مشاركتها بالجهود العالمية الرامية إلى ضمان الاستدامة طويلة الأمد لتنمية هذا القطاع، بما يسهم في دعم الدور الفاعل لصناعة وعلوم وتقنيات الفضاء في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.

ولفت إلى مشاركتها الفاعلة في المنتديات الدولية المهمة ذات الصلة بالفضاء، كالمنتدى الرفيع المستوى لليونيسبيس + 50 / 0UNISPACE+5/ وكشف عن استضافة الدولة الدورة الثانية والأخيرة للمنتدى الدولي رفيع المستوى المُعنون “الفضاء كمحرك للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة” خلال الفترة من 6-9 نوفمبر القادم بالتعاون مع الأمم المتحدة وذلك بعد نجاحها العام الماضي في استضافة الدورة الأولى من هذا المنتدى والذي تَوَلّدَ عنه إعلان دبي 2016.

واختتم البيان بالتأكيد على أهمية توطيد التعاون الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة لتعزيز الجهود الرامية إلى الحفاظ على الفضاء الخارجي واستدامة استخدامه التنموي في إطار تدابير بناء الثقة والأمن والتقيد بمبادئ المسؤولية المشتركة والشفافية وكبح سباق التسلح.