مشاركة

استضاف (مجلس النساء القياديات) التابعة لجامعة هارفارد كيندي في ولاية ماساشوستس الامريكية، المندوبة الدائمة لدولة الامارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة سعادة السفيرة، لانا نسيبة، في الاجتماع الربيعي الذي أقامه يوم الجمعة المصادف 8 مايو.

وألقت السفيرة نسيبة كلمة في الجلسة الختامية للفعالية سلطت فيها الضوء على الأوضاع في الشرق الأوسط من منظار الإمارات والأمم المتحدة. كما تطرقت في بداية الكلمة إلى أوجه الشبه بين الإمارات والولايات المتحدة، قائلة إن “الإمارات بلد قائم على المبادئ الأساسية المتعلقة بالانفتاح والاعتدال التي تحتضن أناسا يحملون أكثر 200 من جنسية مختلفة ومن كافة الأديان يتعايشون معا بسلام”.

وبالحديث عن أهمية تمكين النساء في النموذج الإماراتي للتنمية، أكدت السفيرة على “الدور المهم الذي تلعبه القيادات الوطنية في الإمارات والتي أرست مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية والمساواة في الفرص في الدستور وكفلتها لجميع المواطنين”.

وعزت السفيرة أسباب نجاح الاستراتيجية التي تبنتها القيادة في الإمارات بشأن تمكين النساء الى ما قدمته من فرص في مجال التعليم، موضحة “إن الأرقام الكبيرة والاستثنائية لعدد الخريجات الجامعيات كان لها أثر إيجابي كبير على استقرار اقتصادنا وأمننا وفي بناء الاقتصاد المعرفي الذي خططنا لتنفيذه”.

ونوهت السفيرة بأن الإمارات شرعت في عام 2012 قانونا يقضي بتعيين النساء كعضوات في المجالس الإدارية العليا للشركات الخاصة والمؤسسات الحكومية كجزء من إيمانها بأن تمثيل النساء في المجالس الإدارية العليا يضمن أن يكن جزءا أساسيا من نموذج التنمية وبناء الدولة وعملية صنع القرار.

واغتنمت السفيرة الفرصة للحديث عن الأوضاع في الشرق الأوسط والتحديات التي نتجت عن الصراعات التي تشهدها المنطقة والتي تسببت في نزوح ما يقارب من 14 مليون شخص في العراق وسوريا، أي ما أكثر من ربع عدد النازحين على صعيد العالم، حسبما أوضحت.

وأشارت إلى ان الازمات الانسانية التي برزت، تمثل تحديا للمجتمع الدولي فيما يخص قدرته على تقديم الخدمات الرئيسية بشكل فعال أو توفير الأمن أو الحماية لمن يحتاجها، مما دفع باللاجئين لاتخاذ إجراءات يائسة وخطيرة لضمان قوت حياتهم بما في ذلك دفع أطفالهم للعمل أو تزويج الفتيات القاصرات مما تسبب في تعريضهم بشكل أكبر لتجارة وتهريب البشر والاستغلال.

ولفتت السفيرة الى أن الجماعات المتطرفة تستغل مسألة توقف عملية السلام في الشرق الأوسط والتوقف الذي طالها لتنفيذ أجندتها، مضيفة أن دولة الإمارات ترى أنه لا بديل مبادرة السلام العربية التي طرحها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله والتي يجب عدم تجاوزها. وقالت “نحن نؤمن بأنها مبادرة ذات رؤية وتظل تقدم حلا شاملا وفاعلا في تحقيق السلام والعدالة”.

وبخصوص أولويات الامارات على الصعيد الدولي، قالت نسيبة إنها تتركز على اجتياز التحديات العالمية المشتركة مثل تمكين النساء وتقديم الدعم الدول ذات الدخل المنخفض لتطوير اقتصادهم المستدام وتقديم الدعم الإنساني والإغاثة ومكافحة التطرف وإيجاد الحلول السياسية لعدد من الصراعات التي تواجهنا اليوم.

وعن تجربتها في العمل في محفل الأمم المتحدة التي تمتد لعامين تقريبا، قالت نسيبة إنها تنظر الى الأمم المتحدة كـ “منظمة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها، مضيفة أنه مضى 70 عاما على تأسيسها، ولا تزال تواصل قدما اجتياز التحديات وتولى مهام لا يمكن-ولن ترغب ربما-أية مؤسسة في اخذها على عاتقها”. وأشادت السفيرة بما قدمته الأمم المتحدة في مجال التصدي لانتشار مرض الإيبولا والزلال الذي ضرب النيبال وما تسعى للتوصل له من اتفاق بشأن أهداف التنمية المستدامة.

 وتطرقت نسيبة إلى موقف الإمارات والتزامها بمبادئ القانون الدولي والعدالة التي تسعى المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ورغبتها في العلاقات الثنائية والإقليمية بما يخدم المصالح الوطنية والسياسة الخارجية.

وأشارت السفيرة إلى أن عمل الأمم المتحدة يمكن أن يتحسن بشكل أكبر لو أنها تفاعلت بشكل أسرع وأكثر حسما لمنع جماح التطرف من التصاعد ووقف الانحدار نحو الفوضى بسبب التراخي في سوريا والعراق واليمن وليبيا.

وفي سؤال وجه لها في ختام كلمتها حول التحديات التي لا تزال تعترض طريق النساء في الإمارات، قالت نسيبة “نحن في مكانة محمودة وعلى المستويين العالمي والإقليمي بفضل الدعم غير المحدود الذي تقدمه القيادة النسائية في بلدنا للمرأة للوصول لأعلى المستويات وفي كل القطاعات. التحدي الوحيد الذي يواجه النساء هو أن يغتنموا الفرص المتاحة لأقصى المستويات وأن يعملوا على تحقيق أعلى درجات التفوق”.