مشاركة

تلقيه الآنسة سارة العوضي، سكرتير ثاني

السيد الرئيس،

أود في البداية أن أشكركم على تنظيم هذه الجلسة الهامة، كما أشكر المتحدثين على بياناتهم القيّمة.

وتضم دولة الإمارات صوتها إلى بياني المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، كما نشيد بجهود باكستان في تقديمها للقرار الذي أنشأ اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا في عام ألفين إثنين وعشرين.

إن هذه المناسبة تذكرنا بالحاجة الملحة للتصدي للإسلاموفوبيا ومظاهر التعصب الأخرى في جميع أنحاء العالم، خاصة في ظل تفشي هذه الظاهرة، وتسببها في تأجيج الانقسام والعداء.

ومن المؤسف للغاية استغلال المتطرفين لظاهرة الإسلاموفوبيا في المنصات الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تأجيج مشاعر الكراهية، والتحريض في بعض الحالات على ارتكاب أعمال عنف، ومنها تدنيس كتب مقدسة ومواقع دينية.

ومن هذا المنطلق، تُدين دولة الإمارات الدعوات التي تروج لكراهية الأديان، وتحرض على التمييز والعداء والعنف، سواء ضد المسلمين أو ضد اتباع الأديان الأخرى. وتشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.

 وأود في هذا السياق أن اقترح ثلاث توصيات رئيسية:

أولًا، يجب تعزيز جهود الأمم المتحدة الرامية إلى مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا.  ويُعد اعتماد الجمعية العامة للقرار مئتين أربعة وستين على ثمانية وسبعين (78/264) بشأن “تدابير مكافحة الإسلاموفوبيا” خطوةً هامة تعكس التزام المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات ملموسة. وفي هذا الصدد، ترحب دولة الإمارات بترشيح الأمين العام لمعالي ميغيل موراتينوس لتولي منصب المبعوث الخاص لشؤون مكافحة الإسلاموفوبيا، ونحث على تسريع إجراءات الموافقة على تخصيص الموارد المالية اللازمة لضمان التنفيذ الفوري للقرار، لأهمية ذلك في التصدي الفعال لهذه الظاهرة الهدامة.

ثانياً، يجب ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي باعتبارها عنصراً أساسيا في مكافحة ومنع ظاهرة الإسلاموفوبيا. وقد اعترف مجلس الأمن في قراره رقم ألفين ستمئة وستة وثمانين (2686) بشأن “التسامح والسلام والأمن” بأن خطاب الكراهية والتطرف وأشكال التعصب الأخرى من العوامل التي تضاعف تهديدات السلم والأمن الدوليين. وهذا القرار يُعتبر أول قرار يتصدى لمسألة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية وكراهية المسيحية، ويدعو إلى اتباع نهج قائم على التنسيق بين الأمم المتحدة والمجتمعات لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي ومنع نشوب الصراعات. ونحث جميع الجهات المعنية على تنفيذ هذا القرار.

ثالثاً، يُعدّ الحوار البناء بين الأديان والثقافات أمراً بالغ الأهمية في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا . وتجسد “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي تم توقيعها بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في أبوظبي عام ألفين وتسعة عشر التزام بلادي الثابت بالحوار كأساس للتعايش السلمي. فمن واجبنا جميعاً أن نواصل دعم الجهود الرامية إلى تفكيك المفاهيم الخاطئة، وتعزيز سبل التفاهم والاحترام المتبادل بين جميع الأديان والثقافات.

وختاماً، السيد الرئيس، فإن مكافحة الإسلاموفوبيا تتطلب منا بذل جهود أكبر على مستوى الأمم المتحدة وحول العالم. ومن جانبنا، فإن دولة الإمارات ستظل ملتزمة بالعمل نحو تحقيق هذا الهدف.

وشكراً،