تلقيه: الآنسة أمل المنهالي
السيد الرئيس،
في البداية، أضم صوتي إلى بيان دولة الكويت بالنيابة عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبيان العراق بالنيابة عن مجموعة الـ77 والصين. ولا يفوتني أن أعرب عن تقديري لإدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي ووكيلة الأمين العام، السيدة ميليسا فليمنغ، على تقريرها الشامل وجهودهما المستمرة.
تأتي هذه المناقشة في ظل ظروف دولية شائكة، يتعرض فيها الفضاء المعلوماتي العالمي لضغوط غير مسبوقة، وذلك في جانب منه يعود لاستمرار انتشار خطاب الكراهية والتطرف، والمعلومات المضللة، والخاطئة، – ولا سيما عبر الإنترنت، و وسائل التواصل الاجتماعي –مما يهدد السلام والتماسك الاجتماعي. ولطالما حذرت بلادي من تنامي هذه الظواهر، لاسيما في سياق النزاعات الجيوسياسية، والأزمات الصحية والمناخية، بما يقوّض الثقة بالمؤسسات الدولية وعمليات الأمم المتحدة.
ويتوجب علينا جميعاً العمل سوية لتكريس جهود التعاون في مجال الفضاء المعلوماتي العالمي، وتعزيز الاستخدام السلمي له، وضمان أن يكون مصدراً موثوقاً ومحايداً للمعلومات. ومن هذا المنطلق، تؤكد دولة الإمارات دعمها لجهود الأمم المتحدة في تعزيز نزاهة المعلومات، والدفع قدماً بجهود التعاون مع الأوساط الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني والشباب، لنشر الوعي بالإعلام الرقمي ومهارات التحقق من المعلومات، من أجل تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين.
كما يجب التصدي للفجوة الرقمية التي ما زالت تحول في العديد من الدول دون الوصول إلى المعلومات. وتدعو دولة الإمارات إلى تمكين سائر أفراد المجتمع، بما في ذلك النساء والفتيات، من الوصول إلى التكنولوجيا، وبناء قدراتهم في هذا المجال.
وتؤكد بلادي أيضاً على أهمية تطوير الاتصال الاستراتيجي في مجالات حفظ السلام والعمل المناخي وحقوق الإنسان، وأهداف التنمية المستدامة 2030، وبناء تكامل ناجح بين الابتكار الإعلامي والعمل الميداني القائم على الحقائق.
السيد الرئيس،
لا شك أن التوسع الذي نشهده في استخدام الذكاء الاصطناعي يحمل معه إسهامات واسعة في تحقيق التنمية المستدامة، وفرصاً كبيرة في تعزيز الإنذار المبكر والوقاية. غير أنه في حال ترك هذه التقنيات دون ضوابط، قد تُسهم في نشر المحتوى المضلل الذي يُغذي الانقسامات ويُعمق الاستقطاب داخل المجتمعات، ويؤجج النزاعات. وعليه، فهناك حاجة لوضع حوكمة شاملة للذكاء الاصطناعي، والضمانات اللازمة لحماية نزاهة المعلومات في العصر الرقمي دون تقييد مجالات البحث والتطوير في هذا المجال.
ومن جانب آخر، نؤكد على ضرورة توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة في زيادة كفاءة الأمم المتحدة وتسريع جهود إصلاحها في إطار مبادرة “الأمم المتحدة الثمانين”.
كما ترى دولة الإمارات أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تؤدي دوراً محورياً في منع ومكافحة خطاب الكراهية عبر الإنترنت. ويُعدّ قرار مجلس الأمن رقم 2686 بشأن “التسامح والسلام والأمن” – وهو الأول من نوعه الذي يعترف بأن خطاب الكراهية والتطرف يمكن أن يساهما في إشعال النزاعات – خطوة أساسية، إذ يطلب من عمليات حفظ السلام والبعثات السياسية الخاصة التابعة للأمم المتحدة، ضمن ولاياتها، رصد مثل هذه الأفعال التي تؤثر سلباً على السلام والأمن، وتقديم التقارير بشأنها لمجلس الأمن.
وفي هذا السياق، تعرب بلادي عن بالغ قلقها إزاء الانتشار الواسع لخطابات التحريض والكراهية الممنهجة، والتي طالت حتى الصحفيين في مناطق النزاعات. وندعو إلى حماية الصحفيين والعاملين الدوليين في مناطق النزاع ورفض سياسة التحريض ضدهم.
السيد الرئيس،
في إطار عناصر البند الذي نناقشه اليوم، تؤكد دولة الإمارات مجدداً على أهمية تعدد اللغات في الأمم المتحدة. ونشدد على ضرورة تحقيق التكافؤ الكامل بين اللغات الست الرسمية، لا سيما اللغة العربية، في جميع وسائط الاتصال والوثائق الرسمية ومنصات الإعلام الأممية. وفي هذا الإطار، نتطلع إلى إحياء اليوم الدولي للغة العربية، الذي يُصادف الثامن عشر من ديسمبر، ونعرب عن تقديرنا للجهود التي تبذلها مراكز الإعلام التابعة للأمم المتحدة في هذا الصدد.
وختاماً، نؤكد استعدادنا التام للعمل مع كافة الشركاء لدعم العمل الأممي في مكافحة المعلومات المضللة، وخطاب الكراهية، وصولاً لتعزيز قيم التعايش السلمي ونشر ثقافة السلام والتسامح، وتعزيز مساعينا في تحقيق الأمن الدولي والتنمية المستدامة.
وشكراً السيد الرئيس.