مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتينائبة المندوبة الدائمة

يرجى المراجعة أثناء الإلقاء

السيدة الرئيسة،

 بدايةً أشكر هيلين لاليّم، والسيدة غادة والي والسيدة فاليري غوارنيريه على إحاطاتهن الوافية وموافاتنا بصورة مُفصَلة عن تطورات الوضع في هايتي، والتي تتابعها دولة الإمارات عن كثب. وأرحب بمشاركة معالي وزراء كل من هايتي وجمهورية الدومينكان وكذلك ممثل كندا في اجتماع اليوم.

وفي سياق تطورات الأوضاع في هايتي، أعرب عن بالغ قلقنا إزاء التصعيد الأخير في مستوى الاضطرابات في أرجاء البلاد، بما في ذلك الهجمات ضد البنية التحتية المدنية كالمرافق التعليمية والصحية، إذ ندين كافة أعمال العنف هذه، والتي تستهدف المجتمعات في هايتي وتُمزق النسيج الاجتماعي وتُعرقل جهود إحلال السلام المستدام في هايتي. وتؤكد المجريات الراهنة على ضرورة وقف جميع الأعمال العدائية والعمل على التهدئة وتغليب لغة الحوار مع ضمان شموليته، باعتبارها خطوات جوهرية ستمكن هايتي من البدء في تمهيد الطريق نحو حل سياسي مستدام.

السيد الرئيس،

إن نهب مستودعات المساعدات الغذائية، ومنها تلك التابعة لبرنامج الأغذية العالمي هو أمرٌ غير مقبول، لاسيما مع تعرض ما يَقرُبّ من نصف سكان البلاد حالياً لانعدام حاد في الأمن الغذائي. إن مثل هذه الممارسات تُعرقل جهود إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، كالغذاء والمياه، والتي تُعَد شِريّان الحياة للمجتمعات الأكثر ضعفاً، الأمر الذي يقتضي ضمان إيصال المساعدات الاغاثية للمحتاجين بأمان وسرعة ودون عوائق للتخفيف من وطأة الظروف المعيشية المزرية في هايتي.

وفي ظل استمرار تدهور الأوضاع في هايتي، تبرز الحاجة الماسة لبناء قدرات القطاع الأمني في البلاد، خاصة النظام القضائي والشرطة الوطنية، للاستجابة للتحديات الأمنية المعقدة، وفي مقدمتها تصاعد عنف العصابات والتدفق غير المشروع للأسلحة، وسننظر في مشروع القرار الذي سيقدم من قبل حاملي القلم في هذا الصدد.  ونرى هنا أن الدور التكاملي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يعد أساسياً لتحقيق تلك الغايات، إذ نتطلع إلى النتائج الملموسة التي ستحققها برامج المكتب في هذا الجانب.

ونرى كذلك أن معالجة التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية والسياسية في هايتي يتطلب اتباع نهجٍ كامل وشامل. وفي الوقت الذي يواصل فيه مجلس الأمن متابعة الأوضاع، نتطلع إلى صدور التقريرين المقبلين للأمين العام وكذلك المستجدات التي ستوافينا بها الحكومة الهايتية بشأن التطورات المتعلقة بالتسوية السياسية، حيث ستكون جميع هذه التقارير مهمة لتوجيه مناقشات المجلس بشأن هايتي في الشهر المقبل، وسنعمل بدورنا على دراسة هذه التقارير بعناية.

وختاماً، نثمن جهود مكتب بينو وكافة موظفي الأمم المتحدة الذين يعملون في ظروف صعبة ودون كللٍ لمساندة ودعم شعب هايتي، الذي نواصل التأكيد على تضامننا معه.

وشكراً، السيدة الرئيسة.