مشاركة

أكدت دولة الإمارات التزامها بمكافحة التطرف العنيف، وجاء في كلمة ألقتها سعادة السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، خلال الحلقة النقاشية التي أدارتها تحت عنوان “دور المرأة في التصدي للتطرف العنيف” إن “التطرف العنيف هو حقيقة عالمية لا تقتصر على منطقة معنية ولا تمثل دينا محددا، وأن المذاهب الراديكالية مثل تلك التي تروجها مجموعة داعش تسيء بسمعة الإسلام وهي تتعارض مع المعتقدات الإسلامية العالمية ومعتقدات المجتمع الإماراتي، القائمة على التسامح الديني والمشاركة الفعّالة للنساء في المجتمع”.

وتُعتبر الحلقة النقاشية تلك الأولى ضمن سلسلة حلقات النقاش التي تُعقد حول المرأة والسلام والأمن، والتي تستضيفها دولة الإمارات في إطار الشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بصفتها الأمانة العامة للدراسة العالمية عن تنفيذ قرار مجلس الأمن 1325(2000).

وقد حددت الحلقة النقاش الصلة بين جدول الأعمال الخاص بالمرأة والسلام والأمن والاستراتيجيات الرامية الى مشاركة النساء ودورهن القيادي في جهود مكافحة التطرف العنيف مؤكدة أنه يجب اعتبار المرأة شريكا متساويا ومصدرا في هذه الجهود.

كما قالت السفيرة نسيبة “إن المجتمع الدولي بحاجة الآن، أكثر من أي وقت مضى، الى إعادة التفكير في كيفية وضع استراتيجيات مكافحة التطرف العنيف على المستويات المحلية والوطنية والدولية بهدف دمج المنظور الجنساني وزيادة مشاركة المرأة في إنشاء وتنفيذ هذه الاستراتيجيات”. وقد ضم الاجتماع عددا من الخبراء في هذا المجال المعروفين على الصعيد الدولي، بمن فيهم السفيرة ميلان فرفير، المديرة التنفيذية لمعهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن وسفيرة الولايات المتحدة السابقة لقضايا المرأة العالمية، والسيدة رضيكة كوماراسوامي، المعدّة الرئيسية للدراسة العالمية حول تنفيذ قرار مجلس الأمن 1325(2000)، والسيد محمد رفيع الدين شاه، الموظف المسؤول في مكتب فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة، والسيدة كارولين سليكر، أخصائية في مجال حقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والسيدة نورين تشودري فنك، رئيسة قسم البحث والتحليل في المركز العالمي للتعاون الأمني، والسيدة سعاد اللامي، مؤسسة ومديرة المركز النسائي لمدينة الصدر والعيادة القانونية في العراق، والسيدة جوي أونيسوه، رئيسة ومؤسسة الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية في نيجيريا.

وبعد التشديد على التزام دولة الإمارات في مكافحة التطرف العنيف، أضافت السفيرة نسيبة أن “المرأة مؤهلة لتكون شريكاً فعالا في جهود مكافحة التطرف العنيف واعتبارها حصناً واقياً ضد التعصب والتطرف وعامل تغيير ايجابيا ضمن أسرتها، ومجتمعها، والمجالات العامة بهدف الحيلولة دون أن يقود التشدد الى التطرف العنيف وارتكاب الأعمال الإرهابية”. كما سلطت الضوء على أشكال الاتصال الجديدة غير التقليدية، مثل وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها المتطرفون لأغراض التجنيد في صفوفهم، وقالت “إن دولة الإمارات ترى أن من الضروري في هذا الوقت الحاسم التحدث عما هو مناسب من عدمه عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”. وقد أشادت السفيرة فرفير، المديرة التنفيذية لمعهد جورج تاون، بدور دولة الإمارات الرائد في هذا المجال، مشيرة إلى “أن معهد هدايا يُعتبر مركزاً حيوياً وهو يقوم ببحوث متقدمة للغاية تشمل وجهات نظر النساء”.

إن مجموعة الحلقات النقاشية، التي ترعاها دولة الإمارات، ستسهم بصورة فعّالة في الاستعراض الذي تقوم به الدراسة العالمية للتقدم الذي أحرزه قرار عام 1325 حول المرأة والسلام الأمن والتحديات التي يواجهها. وستُفضي كل حلقة إلى موجز يتم إعداده بالشراكة مع معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن يتضمن ما تناولته هذه المناقشات. كما ستوفر هذه الملخصات معلومات وافية الى الدراسة العالمية، وستكون متاحة على شبكة الإنترنت الخاصة بهيئة الأمم المتحدة للمرأة. ومن الجدير بالذكر بأن دولة الإمارات قدمت دعماً مالياً لتنفيذ الدراسة العالمية.

كما ستُبرز حلقات النقاش في المستقبل الآثار الجنسانية للتكنولوجيات الجديدة للحروب، ودور النساء في القطاع الأمني وأهمية التمكين الاقتصادي في حالات ما بعد الصراع.