مشاركة

شددت الإمارات العربية المتحدة على أهمية المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في منع نشوب الصراعات وعلى بذل جهود أوسع للحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

جاء ذلك خلال البيان الذي أدلت به سعادة السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أمام المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن اليوم، حول المرأة والسلام والأمن.

وأكدت سعادتها على إن المشاركة الفعالة للمرأة هي في صلب تنفيذ جدول أعمال المرأة والسلام والأمن، بما في ذلك الاعتراف بقوة المرأة وبالأدوار الحيوية التي تضطلع بها في المجتمعات المحلية، فضلا عن إشراكها في العمليات السياسية وعمليات السلام، وبناء المؤسسات. وأضافت أن الدولة ستستمر بتعزيز مشاركة المرأة كمبدأ أساسي في جهودنا العالمية في مجال السلام والأمن، وهي ملتزمة بالعمل من أجل التنفيذ الفعال لجدول أعمال المرأة والسلام والأمن.

وأشادت السفيرة نسيبة بالخطوات المهمة التي قامت بها المنظمة الدولية لتفعيل جدول أعمال المرأة والسلام والأمن على مدار السنوات القليلة الماضية، لكنها في نفس الوقت شددت بأنه يتعين على هذا التقدم أن يستمر بوتيرة أسرع. وأشارت إلى أن تنفيذ جدول الأعمال على أرض الواقع لا يزال يمثل تحديا بسبب تلاقي التهديدات بما في ذلك ظهور الإرهاب والتطرف واستهداف النساء والفتيات في مناطق الصراع، وكذلك الأزمات طويلة الأمد كما هو الحال اليوم. وأشارت إلى التدني المخيّب للآمال في عدد النساء المشاركات في جهود بناء السلام والوساطة ودعت المجتمع الدولي إلى الالتزام بتحسين ذلك عن طريق ربط المساهمات المالية بالمطالبة في مشاركة المرأة في عمليات السلام لتصل نسبة 50 في المائة.

 كما تشير السفيرة نسيبة لأهمية الدعم المالي لتنفيذ جدول أعمال المرأة والسلام والأمن بشكل فعال، وسلطت الضوء على “سياسة المرأة 100٪” التي أطلقتها الدولة في الآونة الأخيرة، لضمان استهداف نسبة 100٪ من المساعدات الخارجية الثنائية والمتعددة الأطراف في إدماج المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة كعنصرين أساسيين في سياسة الوزارة وبرامجها وذلك بحلول عام 2021.  وأضافت قائلة أن: “البحث يستمر في إثبات العلاقة المباشرة بين المساواة بين الجنسين ومنع النزاعات، معربة عن اعتقادها بأن هذه السياسة هي طريقة حقيقية وملموسة لتحقيق ذلك”.

ونوهت إلى أن أحد العناصر الأساسية في الاستراتيجية العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ جدول أعمال المرأة والسلام والأمن هو شراكتها مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة. وقد أشارت السفيرة نسيبة إلى أن أنه بالرغم من أن مساهمة الإمارات العربية المتحدة لعام 2018 بمبلغ 5 ملايين دولار أمريكي والمقدمة إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة لم تكن مشروطة، إلا أن الدولة قد حثت على استخدام جزء من الأموال لضمان تنفيذ جدول أعمال المرأة والسلام والأمن.

وأشارت إلى أنه استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لزيادة عدد النساء في عمليات حفظ السلام، سيقوم الاتحاد النسائي العام لدولة الإمارات العربية المتحدة ووزارة الدفاع وهيئة الأمم المتحدة للمرأة بتنظيم دورات تدريبية في المجال العسكري وعمليات حفظ سلام للنساء العربيات، لتكون الأولى من نوعها في المنطقة، مؤكدة على أن تحسين المساواة بين الجنسين في عمليات السلام يعد أمرا استراتيجيا.

وشددت السفيرة نسيبة على الحاجة الماسة للنهوض بالمشاركة الفعالة للمرأة في عمليات السلام الرسمية وغير الرسمية في جميع أنحاء العالم. وقالت أنه: “في منطقتنا، نواجه تحديا للأزمات طويلة الأمد، التي تدار فحسب في ظل غياب الحلول السياسية. وأكدت على أن دولة الإمارات ستسعى إلى دعم المبادرات السياسية القائمة، بما في ذلك العمل مع مبعوثي الأمم المتحدة لدعم المشاركة الفعالة للمرأة في بناء السلم”.

واغتنمت سعادتها الفرصة لتهنئ كلا من نادية مراد والدكتور دينيس موكويجي على حصولهما على جائزة نوبل للسلام لعام 2018، كما أثنت عليهما لتسليطهما الضوء على محنة الناجين من العنف الجنسي المتصل بالنزاع، وكذلك على جهودهما في تحسّن حياة المتضررين منهم.

كما أشارت في هذا الصدد كيف يكون بمقدور الأصوات الفردية أن تضع المرأة والسلام والأمن في صميم الأجندة العالمية.