مشاركة

نيويورك – شاركت دولة الإمارات بالأمس في مراسم التوقيع على اتفاقية باريس للمناخ خلال حفل رفيع المستوى عقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وتم التوصل الى هذا الاتفاق عقب المفاوضات المكثفة التي شهدتها الدورة الـ 21 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي عقدت في باريس خلال شهر ديسمبر من العام الماضي.

وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة – في كلمة دولة الإمارات خلال الحفل – “تفتخر دولة الإمارات بأن تكون من أوائل الدول الموقعة على اتفاقية باريس والتي تعكس توجيهات قيادتنا الرشيدة المتمثلة بمد جسور التعاون والتواصل مع المجتمع الدولي لإيجاد أفضل السبل والممارسات للحد من تداعيات التغير المناخي”.

ولفت الدكتور الزيودي إلى المبادرات الاستراتيجية التي اتخذتها دولة الإمارات لتنويع اقتصادها والانتقال به إلى اقتصاد قائم على المعرفة تماشياً مع “رؤية الإمارات 2021″، مشيرا إلى استراتيجيات التنمية والخضراء والابتكار.

وأكد معاليه على أن هذه الاستراتيجيات والخطط الشاملة ستعمل على تعزيز سياسات التنويع الاقتصادي وستسهم بشكل كبير في المحافظة على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

وتركز اتفاقية باريس على تنظيم آليات وجهود الحد من التغير المناخي لما بعد عام 2020 عبر إطار عمل مرن يمنح الدول القدرة على تحديد نطاق عملها للتخفيف من تداعيات التغير المناخي والتكيف معها وتعزيز عملية التنويع الاقتصادي؛ وستبدأ أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ اعتبارا من شهر مايو المقبل باتخاذ إجراءات عملية تمتد لعدة سنوات وتنبثق عن تفاصيل هذه الاتفاقية الرامية إلى إيجاد سبل مبتكرة ومناسبة لظروف الدول المشاركة وتحفيز البلدان المتقدمة والنامية على تحقيق أهدافها المستهدفة على المستوى الوطني التي تم تقديمها قبيل مؤتمر الأطراف الـ 21.

وعلى هامش الحفل وقعت دولة الإمارات والمملكة المغربية مذكرة تفاهم بهدف تعزيز آفاق التعاون المشترك في مجالات الاستدامة والحد من تداعيات التغير المناخي بالإضافة إلى التحضير لمؤتمر الأطراف في دورته الـ 22 الذي تترأسه المغرب وسيتم عقده في مدينة مراكش في نوفمبر 2016.

وقام معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي في إطار مشاركة دولة الإمارات بفعالية توقيع اتفاقية باريس للمناخ بعقد اجتماعات ثنائية مع وزراء كل من أستراليا وكندا وفرنسا ومدغشقر والمالديف والمغرب والفلبين بالإضافة إلى مايكل بلومبرغ المبعوث الخاص للأمم المتحدة لشؤون المدن وتغير المناخ لمناقشة سبل التعاون في مجال تغير المناخ والبيئة والتنمية المستدامة.

يذكر بأن وفد دولة الإمارات تضمن إلى جانب معالي الدكتور الزيودي كلا من سعادة رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي وسعادة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة وسعادة ماجد حسن السويدي القنصل العام لدولة الإمارات في نيويورك وممثلين عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي وشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” وهيئة كهرباء ومياه دبي “ديوا” ودائرة الأراضي والأملاك في دبي.

وأشارت رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي الى التزام الهيئة بالقيام بدورها والدعوة لاتباع نهج عاجل ومتعدد لتغير المناخ بالتعاون مع كافة الجهات المعنية بشكل يوازن بين الحاجة إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة والفصل بين ثاني أكسيد الكربون والنمو الاقتصادي والتكيف مع تغير المناخ وإشراك المجتمع المحلي من مواطنين ومقيمين للقيام بدورهم في معالجة ما يمكن أن يكون أكبر التحديات البيئية والمجتمعية والاقتصادية للبشرية.

وأكدت على التزام الهيئة بدعم حماية تراثنا الطبيعي والحفاظ عليه، وقالت “ستظل الهيئة مساهما نشطا ومتعاونا لضمان الوصول الفعال إلى البيانات البيئية الموثوقة التي من شأنها تزويد صناع القرار بالمعلومات التي تضمن أن تكون التنمية المستدامة المسؤولة طريقنا للمستقبل”.

جدير بالذكر بأن توقيع اتفاقية باريس يعد خطوة مهمة ضمن الجهود العالمية الرامية إلى إبقاء ارتفاع حرارة الأرض دون درجتين مئويتين عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية ومن الضروري أن تتعاون جميع الدول المشاركة في الاتفاقية والتي أكدت على التزامها بالعمل لتحقيق مساهماتها المستهدفة على الصعيد الوطني والوصول إلى أهدافها المرجوة للحد من تداعيات تغير المناخ.