مشاركة

تعهدت الإمارات العربية المتحدة بمواصلة اتخاذها لكافة التدابير اللازمة بما في ذلك تبني وتنفيذ أفضل الممارسات وأحدث الأنظمة العالمية لمكافحة العلاقة بين الجريمة المنظمة والإرهاب الدولي، بما في ذلك عبر مكافحة غسيل الأموال وتعزيز أمن الحدود بهدف الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

جاء ذلك خلال البيان الذي أدلى به السيد سعود حمد الشامسي، القائم بالأعمال ونائب المندوبة الدائمة في بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ذلك أثناء المناقشة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن الدولي “الثلاثاء”، برئاسة “بيرو”، حول “الصلات القائمة بين الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة، في إطار البند المدرج على جدول أعمال المجلس المعنون “الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين” .

وأوصى السيد الشامسي عبر بيانه الأمم المتحدة، التركيز عند تنفيذها لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى تعزيز قدرات الدول على فهم وتنفيذ التزاماتها الجديدة المترتبة عليها في إطار نصوص هذه القرارات، ومحاسبة الدول المنتهكة لهذه القرارات، بما فيها الدول الممولة والداعمة للجماعات الإرهابية، فضلا عن العمل على تعزيز الفهم الأفضل للعلاقة ما بين الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة، لا سيما في السياقات الخاصة بكل منطقة في إطار تبادل المشورة مع دول هذه المناطق حول أنجع سبل مكافحة هذه الجرائم.

كما لفت السيد الشامسي للأهمية الكبيرة التي توليها دولة الإمارات لمسألة مكافحة الإرهاب بما في ذلك علاقته المتنامية مع الجريمة المنظمة، حيث يستفيد الإرهابيين من الاتجار بالأفراد والأسلحة والممتلكات الثقافية والموارد الطبيعية وعمليات الخطف والسطو على المصارف بهدف تمويل عملياتهم ودعم أنشطتهم الإرهابية. وشدد على أن القضاء على هذه الآفة يتطلب تجفيف كافة مصادر الدعم المالي واللوجستي ومن ضمنها الجريمة المنظمة.

كما استعرض موقف دولة الإمارات الداعم لجهود تعزيز تبادل أفضل الخبرات والممارسات المعمول بها للتصدي للصلات القائمة بين الإرهاب والجريمة المنظمة، وبحث سبل تعزيز التعاون بين المنظمات الإقليمية والدولية ودون الإقليمية، مستعرضا في هذا السياق المبادرات والإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات لعرقلة الصلات القائمة بين الإرهاب والجريمة المنظمة خاصة في مجال الدعم المالي، مما أسهم في تصنيفها الإمارات ضمن أفضل 5 دول في العالم على صعيد الالتزام بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

ونوه إلى أنه على المستوى المحلي، حرصت الدولة على تعزيز أطرها القانونية واسعة النطاق، لمكافحة تمويل الإرهاب وتنفيذ أحدث التوصيات الصادرة عن فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية (فاتف)، وأعطى مثالا على ذلك إصدارها المرسوم بقانون اتحادي رقم (20) لسنة 2018 حول مواجهة جرائم غسيل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة. كما نوه أيضا إلى اللجنة الوطنية التي أسستها حكومة الإمارات لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، ضمن المصرف المركزي الإماراتي، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تسعى إلى حماية نظامها المالي المحلي عبر تطبيق أحدث الأنظمة العالمية وأكفئها، وذلك عبر تجهيز وحدات الاستخبارات المالية بالمعدات والخبرات اللازمة لتكون قادرة على تحليل التعاملات المشبوهة والتحقيق فيها؛ معربا في هذا الصدد عن فخره لأن تكون الإمارات العربية المتحدة أول دولة في منطقة الخليج تقوم بتدشين برنامج “goAML” لجمع وتحليل المعلومات المالية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وذلك بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

وتطرق السيد سعود الشامسي إلى الجهود التي تبذلها الدولة لدعم جهود مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي، بما في ذلك انضمامها إلى المعاهدات والاتفاقيات الإقليمية والدولية المتعلقة بمكافحة تمويل الإرهاب، ومشاركتها برعاية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مثل القرار 2347 المعني بمكافحة التدمير والاتجار غير القانوني للتراث الثقافي من قبل الجماعات الإرهابية في حالات النزاع المسلح والذي جاء في أعقاب إنشاء دولة الإمارات بالتعاون مع فرنسا ومنظمة اليونسكو “التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع”.

ولفت إلى أن الإمارات العربية المتحدة تعد من الدول المؤسسة لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تلعب دوراً هاما في تبادل المعلومات بين وحدات الاستخبارات المالية لمكافحة تمويل الإرهاب في المنطقة.