نيويورك – جددت دولة الإمارات التزامها في الدفع قدما بمسألتي المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، مؤكدة على إضفاء الطابع المؤسسي على مشاركتها في النظامين التشريعي والقضائي.
جاء ذلك خلال المداخلة التي ألقتها سعادة السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، وذلك أمام الفعالية التي نظمتها مؤخرا هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مقر المنظمة الدولية بنيويورك بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للمرأة تحت شعار “المساواة بحلول عام 2030: لنحث الخطى من أجل المساواة بين الجنسين”.
وقد أبرزت السفيرة نسيبة خلال مداخلتها دور قيادة دولة الإمارات في تقدم المرأة، قائلة: “عملت قيادة دولة الإمارات منذ تأسيس الدولة على جعل مشاركة المرأة الكاملة والفعّالة مبدأ راسخا في كل جانب من جوانب المجتمع، وذلك اعترافاً منها بأن المرأة شريكا مساويا في تنمية البلد”.
كما سلطت الضوء على إنجازات الدولة في مجال تمكين المرأة، وقدمت عرضا عن منجزات الدولة في تمكين المرأة، بما في ذلك الخطوات التي اتخذتها الدولة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين؛ قائلة ” لقد أضفت دولة الإمارات على مشاركة المرأة طابعا مؤسسيا في النظامين التشريعي والقضائي، مؤكدة أن الأخذ بوجهات نظر النساء يُعد شرطاً مسبقاً بهدف تهيئة مجتمعات فعّالة وعادلة. كما قمنا بإنشاء عدد من المؤسسات الوطنية المخصصة لتمكين المرأة”.
وأبرزت السفيرة نسيبة أيضا كيانات وخطط وسياسات دولة الإمارات المسؤولة عن تطوير المرأة ومنها، تشريع القوانين التي تنص على مشاركة المرأة في المجالس الحكومية، وتشكيل مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين. فضلاً عن ذلك، شددت على أهمية الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات، التي أنشئت تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قبل 13 عاما.
ولفتت السفيرة نسيبة للصلات القوية بين التعليم وتمكين المرأة والنمو الاقتصادي، مشددة على أن التعليم هو أولوية قصوى لجميع مواطني دولة الإمارات. موضحة أن “توفير التعليم يشكل حافزا كبيرا لجميع قطاعات العمل في الدولة، الأمر الذي يولّد حاجة كبيرة الى جميع العاملين المحليين، وكذلك الى التوازن بين الجنسين في أماكن العمل الذي من شأنه أن يعزز المواقف الإيجابية في المجتمع نحو منجزات المرأة”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد وجه بهذه المناسبة رسالة مصورة للمشاركين في الحفل، مستعرضا خلالها بعض التحديات والمشاكل التي تتعرض لها المرأة والتي لا سبيل لمعالجة إلاّ بتمكينها لتصبح عنصرا فاعلا في عملية التغيير، ولفت إلى الإنجازات التي حققتها منظومة الأمم المتحدة في مجال تحقيق المساواة والتوازن بين الجنسين.
كما تضمن هذه الفعالية كلمات من رئيس الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة موغنز ليكيتوفت، وكلمة من المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة فمزيلي ملامبو- نغويا.
وتضمنت أيضا حلقة نقاش بمشاركة كل من المندوب الدائم للبرازيل السفير أنطونيو دي اغياز باتريوتا، ورئيسة مجلس المنتدى السياسي العالمي باربرا آدمز، ونائبة الرئيس التنفيذية لشركة ماستركارد تارا ناثان، والممثلة شابة فاطمة بتاجيك، والناشطة في مجال مكافحة العنف ضد النساء مونيكا سنغ، ركزت جميعها على مسألة تحقيق المساواة بين الجنسين بحلول عام 2030، وهو الموعد النهائي المحدد من قبل الأمم المتحدة من أجل التحقيق الكامل لجدول الأعمال الخاص بأهداف التنمية المستدامة.
وقد دعا مديرو النقاش الحضور الى الإعراب عن الإرادة السياسية من أجل تحقيق المساواة الفعلية بين الجنسين خلال العد التنازلي وصولا لعام 2030.
ومن جانبها، ذكرت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، السيدة فمزيلي ملامبو-نغويا، أن “من المهم جدا تشجيع مشاركة المرأة على جميع المستويات وتعزيز حركة المرأة، وكذلك العمل مع الفتيان والرجال من أجل تمكين الدول وبناء اقتصادات أقوى ومجتمعات صحية”، الأمر الذي أيده مديرو النقاش.
والجدير بالذكر أن العديد من الفعاليات المشابهة أقيمت في جميع أنحاء العالم احتفالا بهذه المناسبة.