دعت الإمارات العربية المتحدة المجتمع الدولي ومجلس الأمن للضغط بشكل جاد على إيران لحملها على وقف تدخلاتها التوسعية المزعزعة للاستقرار في المنطقة والكف عن دعمها وتسليحها للمليشيات الإرهابية والطائفية في الدول العربية.
جاء ذلك خلال البيان الذي أدلى به السيد سعود حمد الشامسي، نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، أمام المناقشة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، أمس “الثلاثاء”، حول البند المتعلق بالحالة في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن إيران باتت تشكل القاسم المشترك بين الصراع في سوريا واليمن، وتتسبب في خلق المزيد من التهديدات والتوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
وأعطى السيد الشامسي أبرز مثالا على ذلك، الدعم المستمرة لإيران للمليشيات الحوثية في اليمن، بما في ذلك تزويدها بالأسلحة والصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار، والتي من خلالها ترتكب هذه المليشيات أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني وتهدد دول الجوار والملاحة الدولية وتنهب المعونات الإنسانية، داعيا مجلس الأمن لإتخاذ موقفا حازما تجاه هذه المسألة. وأعلن عزم دولة الإمارات مواصلة جهودها ضمن تحالف دعم الشرعية لإعادة الأمن والاستقرار لليمن وتلبية الاحتياجات الإنسانية ودعم العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة بغية التسريع بالوصول إلى حل سياسي دائم ومستدام يستند على القرار 2216. وجدد في هذا السياق دعم الإمارات لجهود المبعوث الأممي الرامية للتوصل لتسوية سياسية شاملة في اليمن، مؤكدا على التزام التحالف بتنفيذ اتفاق ستوكهولم وقراري مجلس الأمن 2451 و2452، في وقت تواصل فيه المليشيات الحوثية خرقها للاتفاق بشكل يومي ومتكرر.
كما شدد السيد الشامسي على ضرورة انتقال المجتمع الدولي من مرحلة إدارة الأزمات إلى اتباع نهج متكامل لحل النزاعات ومنع نشوبها والسعي الجاد لإحلال السلام وإعادة الاستقرار، مجددا موقف دولة الإمارات المتواصل في تعاونها مع شركائها الإقليميين والدوليين لتحقيق الاستقرار والتقدم في المنطقة، بما في ذلك مواجهة الإرهاب والتطرف، ورفض التدخلات الإقليمية، وتفعيل الدور العربي في حل القضايا العربية، وتعزيز قيم الاعتدال والتسامح.
وحول تطورات القضية الفلسطينية، أكد السيد الشامسي خلال بيانه على أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية والفلسطينية والتوصل الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية هو شرط أساسي لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مشددا على ضرورة توقف إسرائيل عن ممارساتها غير الشرعية، وفي مقدمتها بناء وتوسيع المستوطنات، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، وإصدار قانون القومية اليهودية، التي تقوض جميعها حل الدولتين وتشكل عقبة أمام مساعي السلام. ودعا المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته في اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بالدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط، مشيدا في هذا الخصوص بالجهود المصرية في تحقيق المصالحة الفلسطينية. وحث المجتمع الدولي على مواصلة دعمه للشعب الفلسطيني في كافة المجالات، معلنا عزم الإمارات مواصلة تقديم دعمها للشعب الفلسطيني حتى انتهاء محنته وقيام دولته، لافتا إلى أن مساهمة دولة الإمارات خلال عامي 2017 و2018 بـ 173 مليون دولار.
كما نوه السيد سعود الشامسي أيضا للتأثير الإيراني السلبي المزعزع للاستقرار والمعرقل لأي حل سياسي في سوريا، مشددا في هذا السياق على ضرورة خروج كافة المليشيات الإرهابية والطائفية المدعومة من إيران من سوريا، وأعرب عن دعم الإمارات لجهود المبعوث الأممي للتوصل لحل سياسي بقيادة وملكية سورية في إطار قرار مجلس الأمن 2254، مشددا في هذا الخصوص على محورية تفعيل الدور العربي في هذه الجهود.
وبالشأن الليبي، أعرب السيد الشامسي عن ترحيب ودعم الإمارات للجهود التي بدأها المبعوث الأممي لتنفيذ خطة عمل الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية، وبالتقدم الذي أحرز بهذا الشأن، بدءًا بعقد ملتقى وطني مطلع العام الحالي بمشاركة كافة الأطياف الليبية. وأعرب عن قلق الإمارات إزاء تفاقم خطر تمدد الجماعات الإرهابية في ليبيا، داعيا الى دحر تقدم هذه الجماعات في كافة المناطق والمنشآت الحيوية، وبذل المزيد من الجهود الدولية لإعادة الأمن والاستقرار في ليبيا.