نيويورك في 20 مايو 2021 – صرحت الإمارات العربية المتحدة عن بالغ قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة، ورحبت باتفاق وقف إطلاق النار، معربةً عن أملها في استمرارية هذا الاتفاق، بحيث يُسهم في استعادة الهدوء وبناء الثقة بين الأطراف في الوقت نفسه، وشكرت الأمين العام أنطونيو غوتيريش على ندائه من أجل وقف فوري لإطلاق النار ودعوته إلى جميع الأطراف إلى بدء حوار سياسي وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
جاء ذلك بيان أدلت به سعادة السفيرة لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أمام المناقشة العامة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الحالة في الشرق الأوسط وقضية فلسطين، بناءً على طلب من قبل كل من المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز.
وقد استهلت سعادتها بيانها بالإعراب عن تعازي دولة الإمارات لأسر جميع الذين قتلوا، لافتة إلى أن أحداث الأسبوعين الماضيين ذكرتنا للأسف بالحاجة الملحة لعقد حوار سلمي يهدف إلى إيجاد حل طويل الأمد لإنهاء الصراع. وقالت ” تُظهر أعمال العنف المستمرة في الأسبوعين الماضيين وتزايد اعداد الضحايا المدنيين ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حل عادل وشامل وسلمي للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة “.
كما أعربت سعادة السفيرة نسيبة عن قلقها البالغ إزاء الممارسات التي تم ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني منذ مطلع شهر مايو الجاري في انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك في المسجد الأقصى، والتهجير القسري للعائلات الفلسطينية من حي “الشيخ جراح”، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال. وشددت على أهمية امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وقيامها أيضا بحماية المدنيين الفلسطينيين، والكف عن بناء المستوطنات وهدم الممتلكات الفلسطينية في الأرض الفلسطينية المحتلة، ووقف التهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين.
وشددت السفيرة نسيبة على الأهمية الأساسية في الحفاظ على وضع مدينة القدس الشريف، امتثالاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وأكدت أيضا على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة دياناته وعلى أهمية احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية كوصي على الأماكن المقدسة في القدس والمحافظة على وضعها القانوني والتاريخي القائم. وجددت التأكيد على استعداد دولة الإمارات لدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى الدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط، وتحقيق حل الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، ومبادرة السلام العربية.
وعبرت السفيرة نسيبة عن القلق العميق الذي لا يزال ينتاب دولة الإمارات العربية المتحدة إزاء التدهور واسع النطاق للأوضاع الإنسانية والاقتصادية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي أشارت إلى أنها تفاقمت مع تفشي جائحة كوفيد -19 وأكدت على الحاجة الملحة للتوصل إلى حل دائم، مشددة في هذا السياق على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتقديم الدعم للشعب الفلسطيني وتوفير اللقاحات والمعدات الطبية اللازمة بشكل عاجل.
واختتمت السفيرة نسيبة بيانها، بالتعهد بأن تواصل دولة الإمارات العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال الفلسطينية والعربية والإسرائيلية التي تستحق العيش بأمان وكرامة في منطقة مستقرة ومزدهرة. وقالت ” لا ينبغي أن تكون حلقة العنف هذه هي الأحدث وإنما يجب أن تكون الأخيرة. لقد استغرق هذا الصراع وحلقات العنف هذه وقتاً طويلاً ولا يمكن وقفهما إلا عبر التوصل لسلام حقيقي ودائم. لا يمكن ولا يجب ترك شباب المنطقة، من كافة الأطراف، رهينةً لكراهية لا تنتهي بسبب عدم القدرة على الاعتراف بأن أشجع خطوة يمكن اتخاذها لإنهاء هذه الكراهية هي أن نبدأ في رسم مسار سلام دائم.”.