مشاركة
إسطنبول – أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها ستزيد قيمة دعمها المالي الموجه للمساعدات الإنسانية إلى 15 فى المائة من ميزانية المساعدات السنوية المخطط لها على مدى السنوات الأربع المقبلة، وأشادت في هذا الشأن بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ” حفظه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدعم المتضررين من الأزمات الانسانية ورفع قدرات نظام العمل الانساني الدولي.
   كما أعلنت أنها ستضاعف بحلول عام 2020 مساعداتها غير المخصصة مقارنة بالمستويات المحققة في عام 2015 فضلا عن تنفيذ “صندوق الأثر الإنساني الدولي” بحلول عام 2017 والذي يتوافق مع أهداف المبادرة العالمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”.
   جاء ذلك خلال إعلان دولة الإمارات الذي ألقته معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة في الجلسة العامة بقمة العمل الإنساني العالمية الأولى التي نظمها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في مدينة إسطنبول التركية واختتمت أعمالها اليوم.
   وأكدت التزام الإمارات بالاضطلاع بمسؤولياتها والمساهمة في القيادة العالمية من خلال دعم تنفيذ كل مسؤولية من المسؤوليات الخمس الأساسية التي حددها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في خطته للعمل من أجل الإنسانية، معربة عن تأييدها للآمال المعقودة على نجاح مؤتمر القمة في الوصول إلى إجماع عالمي على برنامج العمل الإنساني والانتقال من مرحلة التنسيق إلى التعاون وتقريب الفصل بين المساعدات الإنسانية والتنموية وإيجاد وسائل جديدة ومحسنة لتمويل المساعدات والعمل الإنساني.
    وشددت معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي على اضطلاع دولة الإمارات بسبعة التزامات أساسية وقالت: “نأمل بأن تجعل مؤتمر القمة هذا نقطة تحول في تاريخ العمل الإنساني”، معربة عن دعم دولة الإمارات العربية المتحدة الكامل لأهداف القمة.
    وأكدت معاليها خلال إلقائها إعلان دولة الإمارات في الجلسة العامة بالقمة أنه في ظل تركيز أجندة القمة العالمية على تحسين الاستجابة الإنسانية على مستوى العالم فإن القمة تعد بمثابة دعوة للتجديد والإصلاح والتي لها أهميتها وضرورتها لمنطقتنا على وجه الخصوص وهي المنطقة التي تتمتع بإمكانات تنموية هائلة لكنها في الوقت نفسه مثقلة بالأزمات الإنسانية والصراعات الممتدة إلى جانب وجود نحو 30 مليون شخص نازح نزوحا داخليا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها.
    ولفتت معالي ميثاء الشامسي إلى أن “الأمل يحدونا جميعا بأن تكون هذه القمة لحظة تبن ودعم حقيقي لخطة عمل من أجل الإنسانية ويسرنا في هذا الصدد أن نشارككم بإعلان اضطلاع دولة الإمارات بسبعة التزامات أساسية نأمل في أن تضمن جعل مؤتمر القمة هذا نقطة تحول في تاريخ العمل الإنساني”، مؤكدة التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بمواصلة جهودها في اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية من خلال العمل يدا بيد مع المجتمع الدولي لحل وإنهاء الخلافات والصراعات إلى جانب العمل على التخفيف من آثار تغير المناخ وذلك عبر معالجة أسباب الأزمات الإنسانية من جذورها.
وتجاوزا لدورها كدولة مانحة ومركز للخدمات اللوجيستية قالت معالي ميثاء الشامسي إن دولة الإمارات تعلن التزامها بالعمل المباشر مع الحكومات والمجتمعات المحلية من أجل تطوير قدراتها الوطنية لمواجهة الأزمات حيث ظهرت قدرة دولة الإمارات هذه جلية من خلال عملها في دعم المجتمعات المتضررة من الصراعات في بعض الدول مثل اليمن وسوريا وفلسطين والعراق والصومال وأفغانستان.
      وأضافت معاليها إنه وللتمكن من تحقيق نتائج لصالح الجميع تلتزم دولة الإمارات بالتقريب بين المساعدات الإنسانية والتنموية في الدول التي تدعمها حيث يمثل العمل الذي قامت به الدولة في كل من اليمن وباكستان أمثلة واضحة على دعم دولة الإمارات للتعافي المبكر وتحقيق الاستقرار ودعم مبادرات التنمية طويلة الأجل.
     وحول النساء والأطفال والشباب وضمانا لعدم تخلف أي طرف عن ركب التنمية أكدت معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي أن دولة الإمارات تلتزم بمواصلة دعمها للدول المستضيفة لأعداد كبيرة من اللاجئين ودعم ومناصرة مبادرة ” كل امرأة وكل طفل في كل مكان” وتنادي بالمشاركة الواسعة في العمل الخاص بهذه المبادرة علاوة على ما سبق فإننا نؤمن بأن علينا التزاما أمام العالم بدعم الشباب لمساعدتهم في الاضطلاع بأدوار فاعلة وإيجابية في مجتمعاتهم ونحن ملتزمون بدعم الشباب والاستثمار فيهم من خلال توفير فرص التعليم والتدريب المهني في مواقع وحالات الأزمات.
      وعبرت عن التزام الإمارات بالعمل على جعل مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني بمثابة نقطة تحول في طريق العمل الإنساني وحثت كافة الأطراف على أن تحذو الطريق ذاته مشيرة الى أن مقياس نجاحنا كمجتمع دولي يتمثل في كيفية مساعدتنا ومدى تمكيننا للفئات الأكثر ضعفا فيه وعلينا جميعا ألا نفوت هذه الفرصة.
    وعلى صعيد مشكلات النساء والفتيات في إطار مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني أعلنت معالي الدكتورة ميثاء الشامسي دعم دولة الإمارات الكامل للالتزامات الأساسية الخمسة التي طرحتها القمة حيث تتضح السياسات الوطنية لدولة الإمارات فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين جلية في الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية وتعد مصدرا للإلهام والتحفيز على مستوى العالم.
    وأكدت أن قادة دولة الإمارات اتخذوا قرارا في وقت مبكر من مسيرتنا بضمان تحقيق المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء لضمان تمكن النساء والفتيات من الحصول على فرص متكافئة تساعدهم على الاستفادة من كافة إمكاناتهن حيث إن تحقيق دولة الإمارات لمؤشرات مطردة ومتطورة من النمو الاقتصادي وتمتعها بعقلية متفتحة ومرونة في إدارة كافة مجريات التنمية إنما تأسست على إتاحة الفرص والتقدير المتكافئ والمتوازن لكل من إسهامات الذكور والنساء من أبناء الدولة.
    كما أكدت معاليها اعتزام دولة الإمارات تطبيق أفضل الممارسات في حالات الأزمات الإنسانية للتمكن من دعم ورفع مكانة النساء والفتيات باعتبارهن شركاء وأطرافا فاعلة في العمل الإنساني – مثلما هن في مجال التنمية –  منوهة بمواصلة دولة الإمارات التعاون مع الشركاء الدوليين والمحليين في أربعة مجالات أساسية تتعلق بالنساء والفتيات في حالات الأزمات الإنسانية وهي منع وقوع العنف الجنسي في حالات الصراع حيث تدعم دولة الإمارات العمل الذي يقوم به صندوق الأمم المتحدة الإنمائي والذي يسعى لتعزيز قدرة الدول المتضررة لمواجهة مشكلة العنف الجنسي، فضلا على دعم دولة الإمارات لتنفيذ الخطط المعنية بالنساء وإرساء السلام وتحقيق الأمن.
   وأشارت إلى دعم دولة الإمارات للعمل الذي تقوم به هيئة الأمم المتحدة للمرأة لمكافحة التطرف في إطار الخطط المعنية بالنساء وإرساء السلام وتحقيق الأمن فيما تقود دولة الإمارات بتنفيذ العديد من عناصر هذه الخطة من بينها دعم قرار مجلس الأمن رقم 1325 والذي يقر بتأثير الصراع على النساء وكذلك الدور الذي يمكن أن يلعبه في تعزيز الأمن والسلام فيما تدعم الدولة مؤسسات التعليم في كل من اليمن وفلسطين ومخيمات اللاجئين في كل من الأردن والعراق وبناء وصيانة المستشفيات والعيادات وتوفير الخدمات الصحية وتنفيذ برنامج التحصين الموسع ضد شلل الأطفال فضلا عن التزام دولة الإمارات بدعم ومناصرة مبادرة “كل امرأة وكل طفل في كل مكان”.
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت دعمها الكامل للالتزامات الأساسية الخمسة التي طرحتها الحلقة النقاشية المعنية بمشكلات النساء والفتيات والتي تم تنظيمها كحدث أساسي في إطار المؤتمر.
    وقد شارك وفد الدولة من خلال محاور وأوراق عمل متعددة في العديد من النقاشات والاجتماعات والموائد المستديرة التي تم تنظيمها على هامش فاعليات القمة لاستعراض الإنجازات والرؤى الحاكمة للعمل الإنساني في دولة الإمارات في ظل توجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات.
    من جانبها أكدت سعادة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة أن القمة العالمية للعمل الإنساني تعقد في وقت حاسم جدا لمنطقتنا التي تعاني في تعاملها مع آثار حالات الطوارئ الإنسانية في جميع أرجائها، مشيرة الى أن تعهدات دولة الإمارات في إسطنبول تعكس مدى الجدية التي ننظر فيها الى المسؤوليات الإنسانية الملقاة على عاتقنا.
    وشددت على اضطلاع دولة الإمارات، ولاتزال بدور رائد في العمل الإنساني على الصعيد العالمي بفضل قيادتنا الحكيمة بشأن تقديم المساعدة وإشراك وكالات المعونة وتسهيل إيصال المساعدات عبر استضافة أكبر مركز للتخطيط والتنفيذ في العالم. وقالت إن دولة الإمارات ستفي بالتزاماتها على أتم وجه في السنوات المقبلة إذ علينا جميعا أن نتحمل حصتنا من المسؤولية بمساعدة المحتاجين أينما وجدوا في العالم.
   جدير بالذكر أن وفد الدولة إلى قمة إسطنبول ضم سعادة خليفة شاهين المرر سفير الدولة لدى تركيا وسعادة سلطان محمد الشامسي وكيل الوزارة المساعد بوزارة الخارجية والتعاون الدولي وسعادة خليفة المرزوقي القنصل العام لدولة الإمارات في إسطنبول وراشد محمد الحميري من وزارة الخارجية والتعاون الدولي وهدى الحساني مديرة مكتب وزيرة دولة وخولة علي الشامسي سكرتير ثالث من بعثة الإمارات في نيويورك، ومن المؤسسات الإنسانية والجهات المانحة الإماراتية كلا من سعادة طارق القرق المدير التنفيذي لمؤسسة دبي العطاء وموسى الهاشمي المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية وسهيل القاضي مدير فرع بهيئة الهلال الأحمر إلى جانب ممثلين عن كل من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة “القلب الكبير”.