نيويورك – ذكرت سعادة لانا نسيبة، السفيرة والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة: “نحن ملتزمون بشكل مطلق بالحفاظ على التقدم الإنساني المحرز على الأرض والإسراع به”، وذلك في الإحاطة الإعلامية التي نظمتها البعثة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني في اليمن، واستضافها معالي السفير عبد الله المعلمي، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة. وقد حضر الإحاطة سعادة أحمد عوض بن مبارك، سفير الجمهورية اليمنية لدى الولايات المتحدة والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، وسعادة سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية بدولة الإمارات، والذي شارك عبر الهاتف.
وأشارت سعادتها إلى التقدم الذي تحقق في اليمن من قبل الأمم المتحدة والمانحين الآخرين في التحالف قائلة “لقد تضاعف عدد الأشخاص الذين تصلهم الأمم المتحدة من 3 ملايين شخص شهريا إلى 7 ملايين شهريا، وقد أثبتت خطة الاستجابة الإنسانية لليمن، من خلال الاستخدام الكامل لمنظومة الأمم المتحدة ومشاركة أكثر من 150 جهة شريكة في عملية التنفيذ، مقدار ما يمكن تحقيقه خلال فترة قصيرة عندما يتم توجيه التمويل والإدارة بالصورة الصحيحة”.
ولقد ساهمت دولة الإمارات في خطة الاستجابة الإنسانية لليمن في مطلع هذا العام بمبلغ 465 مليون دولار، والتي تُعد فصلا رئيسيا في جهود الاستجابة الإنسانية في هذا البلد، وتأتي في إطار الدعم الإماراتي لليمن على المدى الطويل، حيث بلغ إجمالي المساعدات المقدمة من دولة الإمارات إلى اليمن ما يقارب 4 مليارات دولار منذ عام 2015.
وأكدت السفيرة نسيبة على التكامل التام بين العمليات العسكرية والإنسانية للتحالف العربي في الحديدة، واستعرضت العناصر الخمسة للخطة الإنسانية التي وضعها التحالف للحديدة ولليمن ككل تحقيقا لهذا الهدف، والتي تشمل إيصال المعونات عبر الجسور الجوية والبرية والبحرية، وترميم ميناء الحديدة في حالة تدميره من قبل الحوثيين، وزيادة تدفق المعونات على مستوى البلاد باستخدام قنوات بديلة في حالة تعرض الميناء للخطر، إلى جانب إنشاء ممرات آمنة للمدنيين خارج مناطق النزاع؛ وتحديد مناطق فض النزاع لجعلها مناطق آمنة للمدنيين ومنظمات الإغاثة.
كما أدانت السفيرة نسيبة الأعمال الحوثية المتعمدة لزيادة حدة الوضع الإنساني وزيادة حدة الصراع من خلال تدميرها لشبكات المياه لنشر مرض الكوليرا، وزرع الألغام الأرضية بصورة عشوائية، وإعادة توزيع أماكن الألغام البحرية والأجهزة المتفجرة حول ميناء الحديدة، ونقل المقاتلين والأسلحة الى المناطق السكنية، ووصفت الحوثيين قائلة: “نحن نواجه جماعة سلحتها إيران، جماعة أقسمت بالفعل على اتباع اسلوب الأرض المحروقة مهما كلف الأمر، وهي جماعة تشكل 3 % فقط من سكان اليمن ولكنها تحتجز البلد بأكمله البالغ عدد سكانه 27 مليون شخص اتخذتهم كرهائن تحت تهديد السلاح”.
وشددت سعادتها على أن التحالف العربي يتعامل بجدية تامة مع التزاماته الإنسانية والتزاماته بموجب القانون الدولي الإنساني، وسلطت الضوء على ضرورة التمسك بهذه الالتزامات من قبل جميع أطراف النزاع قائلة: “إنني أطالب المجتمع الدولي بتطبيق نفس المعايير على ميلشيات الحوثيين. إن الشعب اليمني يستحق أن ينال احترام ودعم جميع الأطراف، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الشرعية تحرير اليمن من احتلال الحوثيين الذي لا يُحتمل وإنقاذه من المعاناة التي فرضها الحوثيون”.
كما جددت سعادة السفيرة نسيبة دعم دولة الإمارات لجهود الوساطة التي يبذلها المبعوث الخاص مارتن غريفيث قائلة: “ما زلنا نعتقد أن هذا الصراع لا يمكن أن ينتهي إلا بالتوصل لحل سياسي بقيادة اليمنيين وتحت رعاية الأمم المتحدة”.