نيويورك – عقدت سعادة السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، إحاطة مع عدد من المراسلين في الأمم المتحدة، تناولت فيها الحملة العسكرية والإنسانية لتحرير الحديدة والتي تُجري بناءً على طلب الحكومة الشرعية اليمنية من قبل قوات المقاومة اليمنية المشتركة وبإسناد من القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن.
وقد شارك سعادة السفيرة لانا نسيبة في هذه الإحاطة كل من معالي خالد اليماني، وزير خارجية الجمهورية اليمنية، ومعالي السفير عبد الله المعلمي، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، وبالإضافة إلى معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، وذلك عبر الهاتف.
وذكرت سعادة السفيرة “أود أن أؤكد على مدى جدية التحالف العربي التعامل مع التزاماته الإنسانية، وكذلك مع التزاماته بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”. وأضافت سعادتها بأن “هذه العملية قد تمثل نقطة تحول في إحلال السلام في بلد مزقته الحرب منذ عام 2014 عندما استولى الحوثيين المدعومين من إيران بعنف على العاصمة صنعاء”، موضحة أنها لا تستطيع التعليق على المدة التي يُحتمل أن تستغرقها العمليات، ولكنها أكدت على أن “كل الخيارات مطروحة”.
وشددت سعادة السفيرة نسيبة أن العملية في الحديدة هي حملة عسكرية وإنسانية على حد سواء، وتُعد خطوة حاسمة نحو التوصل إلى حل سياسي للنزاع، وذكرت بأن “هذه العملية مدروسة وتم تخطيطها وتنفيذها بعناية، وإن قوات التحالف العربي تتحرك بشكل محسوب، وسيُتم إعطاء الحوثيين الفرصة للتراجع ونزع السلاح والعودة إلى عملية التفاوض”، وأضافت “نؤمن بأن هذه العملية ستخلق الظروف الملائمة لتحقيق تقدم في عمل المبعوث
الخاص للأمم المتحدة، ودعم خطته للسلام.”
كما أكدت على أن التحالف العربي على اتصال وثيق ومنتظم مع المبعوث الخاص لليمن، السيد/ مارتن غريفيث وأن التحالف العربي يدعم جهوده بشكل كامل لتحقيق السلام في اليمن، وذكرت سعادة السفيرة أن التحالف العربي كذلك على التواصل المستمر مع السيد/ مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة ورئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، وجميع رؤساء وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الرئيسية العاملة في اليمن.
كما أشارت سعادة السفيرة نسيبة إلى العناصر الرئيسية الخمسة التالية التي تعتمد عليها خطة الطوارئ الإنسانية للتحالف العربي:
- فض النزاعات والعمل على تحقيق الاستقرار بشكل سريع لجعلها مناطق آمنة أمام المدنيين ومنظمات الإغاثة الإنسانية.
- تحديد ممرات آمنة للمدنيين للخروج من مناطق النزاع.
- ضمان سلامة وكرامة فئات السكان المدنيين الأكثر ضعفاً، وخاصة النساء والأطفال، وأكدت سعادتها في هذا السياق على أن 60٪ من مساعدات التحالف العربي مخصصة لصالح الأطفال.
- ضمان استمرارية البنية التحتية المدنية والمرافق الأساسية للبلديات في الحديدة وصلاحيتها للعمل على المدى الطويل، بما في ذلك الميناء والمطار.
- تحقيق زيادة كبيرة في حجم البضائع الواردة إلى الحديدة وباقي أنحاء اليمن.
وقد أكد معالي خالد اليماني، وزير الخارجية اليمني، أن عملية تحرير الحديدة، بمساعدة من التحالف العربي، هي قرار سيادي للرئيس اليمني، وشدد على استعداد الحكومة الشرعية في اليمن والتحالف العربي للدخول في حوار يستند إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخاصة القرار 2216 (2015). كما رحب بخطة السلام التي قدمها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، وأعرب عن أسفه لاستمرار رفض الحوثيين لهذه المقترحات ومحاولاتهم تصعيد المواجهة، مضيفاً أن الإيرانيين الذين يدعمون الحوثيين هم جزء من المشكلة، ولن يكونوا جزءاً من الحل.
ومن جانبها، فقد شددت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي والتي تتولى الإشراف على خطة الطوارئ الإنسانية، على أهمية وجود خطط تفصيلية ومرنة قابلة للتعديل المستمر حسب الأوضاع على الأرض، كما سلطت الضوء على تكامل الشقين العسكري والإنساني للحملة، وعلى التواصل المستمر للتحالف العربي مع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بشأن المسائل المتعلقة بإيصال الخدمات.
كما تحدث المندوب الدائم للسعودية معالي السفير عبد الله المعلمي مؤكدا على أن عملية تحرير الحديدة تتم بناءً على طلب الحكومة الشرعية في اليمن، وأن التحالف العربي يدرك مسؤوليته تجاه سكان الحديدة واليمن، مشيراً إلى أن العملية يتم تنفيذها لحماية الأرواح وتقليل الضرر الواقع على الممتلكات الخاصة والبنية التحتية الحيوية. كما أشار إلى الطرق المختلفة لإدخال المعونات إلى اليمن والتي تشمل تسعة موانئ يمنية بالإضافة إلى ميناءين في المملكة العربية السعودية.
والجدير بالذكر أن تمت الإحاطة بحضور ممثلون عن وكالات رويترز وأسوشيتد برس ونيويورك تايمز وسي إن إن وفورين بوليسي، ووكالة الأنباء الفرنسية وسي بي إس نيوز والعربية، ووكالة أنباء الإمارات، وقناة الحرة.