نيويورك: استضافت بعثة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة يوم الخميس حلقة نقاش تحت عنوان “تنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن: مواءمة عمليات المراجعة الرفيعة المستوى”.
وتمحور موضوع النقاش حول ضرورة تنسيق جميع عمليات المراجعة الرفيعة المستوى الجارية حاليا داخل الأمم المتحدة لضمان أن تكون المساواة بين الجنسين محورا مركزيا في جميع جهود السلم والأمن.
والحلقة هي السادسة والختامية ضمن سلسلة حلقات نقاشية تعنى بالمرأة والسلم والأمن، استضافتها بعثة دولة الإمارات بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومعهد جورج تاون للسلام والأمن.
وجمعت الحلقة خبراء ومسؤولين في الأمم المتحدة رفيعي المستوى، من بينهم: نائب الأمين العام يان الياسون، والفريق روميو دالير، رئيس مؤسسة روميو دالير ومؤسس مبادرة روميو دالير للجنود الأطفال، والسفيرة ميلاني فيرفير، المدير التنفيذي لمعهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن، والدكتورة راضيكا كوماراسوامي، الكاتبة الرئيسية للدراسة العالمية بشأن قرار مجلس الأمن 1325 وعضو رفيع المستوى بمراجعة عمليات السلام، والسيد يوسف محمود، مستشار بمعهد السلام الدولي وعضو رفيع المستوى في الفريق المستقل المعني بعمليات حفظ السلام والفريق الاستشاري الرفيع المستوى للدراسات العالمية على SCR 1325 (2000)، والسيدة ساراس مينون، عضو فريق الخبراء الاستشاري المعني ببناء عمليات السلام، والسيد يانيك كيلمارك، مساعد الأمين العام ونائب المدير التنفيذي للسياسات والبرامج في هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وأكدت الممثلة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة لانا نسيبة في كلمة افتتحت بها حلقة النقاش على أهمية موضوع النقاش، قائلة إنه يأتي في مرحلة مهمة تتزامن مع اقتراب الذكرى السبعين على تأسيس الأمم المتحدة التي تواصل مواجهة العديد من التحديات الخطيرة سواء على مستوى الأمن أو التنمية في ظل تزايد الأسئلة بشأن فعالية المنظمة.
وقالت إن السياقات العالمية تتغير بسرعة بفعل خليط من العوامل السياسية والاقتصادية والأمنية مما يزيد من تفاقمها التأثير المتنامي للأطراف الفاعلة من غير الدول والتطرف العنيف، والضغوط الديموغرافية، والصراعات التي هجرت نحو 52 مليون شخص وهو أكبر عدد شهدته الصراعات منذ الحرب العالمية الثانية.
وأشارت إلى أن عددا من المراجعات العالية المستوى تجري حاليا لتعزيز قدرة منظومة الأمم المتحدة على التعامل مع التحديات المرتبطة بهذا السياق، مشيرة الى أن قمة التمويل من أجل التنمية التي ستعقد هذا العام في أديس أبابا، وقمة باريس بشأن تغير المناخ ومؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني يشكلون فرصة لإعادة تنظيم قدرات وطاقات الأمم المتحدة للنهوض بأجندة المرأة والسلم والأمن وتحقيق تأثير حقيقي.
وأوضحت أنه منذ اعتماد القرار في عام 2000 ومنذ أن تم الاعتراف لأول مرة بدور المرأة في عمليات السلام، كما ورد بتقرير الإبراهيمي قبل 15 عاما، تزايدت الأدلة التي تشير إلى أن إشراك المرأة في كل مرحلة من هذه العمليات يجعل المجتمعات أكثر استقرارا.
واختتمت السفيرة نسيبة كلمتها بتوجيه الشكر إلى أعضاء الحلقات النقاشية على مساهماتهم القيمة لمبادرة دولة الإمارات التي تعكس أهمية الشراكات في معالجة الأولويات التي يواجهها عالمنا اليوم.
ومن جانبه، أشاد نائب الأمين العام يان الياسون بالدور القيادي لدولة الإمارات فيما يخص اجندة المرأة والسلم والأمن. وتطرق الى تنامي الجماعات المتطرفة العنيفة التي تستهدف الفتيات والنساء مما يستوجب بذل المزيد لتعزيز المساواة بين الجنسين. وقال إن هيكلية عملية بناء السلام يجب أن تضع مسألة تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين في صميم أولوياتها”.
بدورها أشادت السفيرة ميلاني فيرفير، المدير التنفيذي لمعهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن، بدولة الإمارات لالتزامها نحو أجندة المرأة والسلم والأمن، مؤكدة أن سلسلة الحلقات أسهمت في بلورة مناقشات ثرية تتعلق في صميم الاجندة.
وتحدث الفريق روميو دالير، رئيس مؤسسة روميو دالير ومؤسس مبادرة روميو دالير للجنود الأطفال، حول أهمية الدور القيادي للمرأة في عمليات حفظ السلام وبناء السلام، موضحا ان قوات حفظ السلام التابعة لها واجب أساسي هو حماية السكان المحليين بما في ذلك النساء، لكن في كثير من الأحيان هناك سوء استعداد للتعامل مع الحالات المعقدة مثل تلك التي تستخدم العنف الجنسي ضد النساء كسلاح في الحرب.
بدورها، تحدثت راضيكا كوماراسوامي، الكاتبة الرئيسية للدراسة العالمية المتعلقة بالقرار 1325، عن تنوع وجهات النظر المتعلقة بترجمة تنفيذ القرار 1325 والتي تحث على ضرورة إشراك النساء اقتصاديا وسياسيا فضلا عن ضرورة توفير احتياجات البقاء الأساسية لهن في فترة ما بعد الصراع. وحثت على ضرورة اغتنام الفرصة لإيصال أصوات النساء وآرائهن في الدراسة العالمية لرفد القرار.
وأكد يوسف محمود، مستشار أول في معهد السلام الدولي على ضرورة تعزيز مشاركة المرأة في جهود السلام والأمن، مضيفا أن لا بد من تخصيص المزيد من الوقت لفهم تصورات النساء أنفسهن بشأن أسباب الصراعات ومن يسهم فيه وادراج ذلك ضمن المراجعات.
من جانبها، ناقشت ساراس مينون، عضو فريق الخبراء الاستشاري في فريق تصميم بناء السلام، كيفية أن الأخذ بالاعتبار مسألة المساواة بين الجنسين يمكن أن تثري عمليات المراجعة، مؤكدة أنه لن يتم تحقيق سلام شامل للرجال والنساء والفتيات والصبيان، ما لم يتم العمل على ضمان حقوق المساواة والعدالة، وجعل المساواة بين الجنسين في سلّم الأولويات.
وأكد مساعد الأمين العام يانس كيلمارك أنه في السنوات الأخيرة، ومشاركة المرأة في الجهود الإنسانية يجعل من الأخيرة أكثر فعالية، ويرسخ عمليات حفظ السلام ويسارع في تحقيق الانتعاش الاقتصادي. وشدد على أن هناك حاجة إلى الدعم المالي لتسريع كفل حقوق المرأة واعطاءها دورا قياديا، داعيا في الوقت نفسه مجلس الأمن إلى إنشاء آلية لتقييم تنفيذ اجندة المرأة والسلم والأمن.
وجرت مداخلة تفاعلية بين الحضور أشادت بدور دولة الإمارات في دعم أجندة المرأة والسلم والأمن، فيما جددت السفيرة التزام دولة الإمارات بالاستمرار في عملها في هذا المجال.