تم إطلاق مصطلح “أصحاب الهمم” أول مرة عام 2017، بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تمكين الأفراد من ذوي الإعاقة، وتسليط الضوء على إنجازاتهم ومساهماتهم في المجتمع.
وعلى الصعيد الدولي، حققت الإمارات الكثير من الإنجازات، حيث تواصل في الأمم المتحدة جهودها في تعزيز الدمج، وذلك من خلال مصادقتها على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRPD)، ودعمها قرار مجلس الأمن رقم 2475 لعام 2019 والخاص بحماية الأشخاص ذوي الإعاقة في النزاعات المسلحة، وضمان تقديم المساعدة دون عوائق.
وتعد دولة الإمارات مشاركاً فاعلاً في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتتعاون باستمرار مع المنظمات التي تكرس أعمالها من أجل رفع أصوات ذوي الإعاقة. كانت الإمارات العربية المتحدة في طليعة المناقشات حول التقنيات الجديدة والناشئة، وتقاطع النوع الاجتماعي والإعاقات في البيئات الإنسانية، بهدف خلق مستقبل أكثر شمولاً.
كما دعمت دولة الإمارات جهود المجتمع الدولي، لضمان حماية ورفاهية المدنيين في حالات النزاع، لا سيما الفئات الأكثر ضعفاَ. في مايو 2021، أبرمت الإمارات العربية المتحدة اتفاقية مع إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة، تضمنت التزاماً بتعزيز أصوات الأشخاص ذوي الإعاقة في عمليات السلام. الأمر الذي يتماشى مع دعوة الدولة إلى انتهاج سياسات إلزامية ضمن وكالات الأمن والمساعدات، للعمل معاً على دمج عوامل النوع الاجتماعي والتقدم في العمر والإعاقة، من أجل تحديد الاحتياجات والاستجابات الإنسانية المطلوبة.
وخطت دولة الإمارات خطوات جديدة في تعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المنزل، حيث أطلقت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي في سبتمبر 2020، استراتيجية أصحاب الهمم 2020-2024.
وتهدف الاستراتيجية إلى تمكين ما يقارب 20 ألف شخص من أصحاب الهمم الذين يعيشون في أبوظبي، وذلك من خلال السياسة العامة والبرامج في مجالات الصحة وإعادة التأهيل والتعليم والتوظيف والرعاية الاجتماعية، والضمان الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية والرياضة. يدعم ما تقدم السياسة الوطنية للدولة، فيما يتعلق بتمكين أصحاب الهمم، والتي تحدد كذلك إجراءات معينة، تسعى حكومة الإمارات إلى تحقيقها في السنوات القادمة.
وكانت دولة الإمارات قد أعطت الأولوية لدعم أصحاب الهمم خلال جائحة كوفيد-19، حيث أطلقت “البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم“، فضلاً عن برنامج لتقديم المساعدة لأصحاب الهمم في بيوتهم، وخاصة الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية ومن يعتنون بهم.
واستضافت دولة الإمارات دورة الألعاب العالمية الخامسة عشرة للأولمبياد الخاص في عام 2019، والتي أقيمت لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تنافس أكثر من 7500 رياضي من مختلف أنحاء العالم. وقد كان الحدث التاريخي تجسيداً لالتزام الدولة بدعم أصحاب الهمم، والحرص على دمج هذه الفئة في المجتمع بكل شرائحه.
ستعمل دولة الإمارات خلال عضويتها في مجلس الأمن 2022-2023، على تعزيز قيم التعاطف والتمكين والقبول. لقد قطعت دولة الإمارات شوطاً كبيراً في تمكين أصحاب الهمم من المشاركة الكاملة في المجتمع، وأصدرت تشريعات اتحادية تضمن لهم المساواة وتكافؤ الفرص.