قامت سعادة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والسفير كاها إيمنادزه المندوب الدائم لجورجيا لدى الأمم المتحدة، بزيارة رسمية مؤخرا إلى كل من الهند والصين على التوالي، وذلك استجابة إلى دعوتين وجهت إليهما من قبل حكومتي البلدين، بصفتهما الرئيسين المشاركين في المفاوضات الحكومية الدولية المعنية بإصلاح مجلس الأمن، للاطلاع على مواقف البلدين فيما يتعلق بهذه المسألة قُبيل انعقاد الاجتماع الأول للمفاوضات الحكومية الدولية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في مطلع فبراير القادم.
وأوضحت سعادة لانا زكي نسيبة بأنها والرئيس المشارك مندوب جورجيا، أجريا مناقشات بناءة للغاية على المستويات الحكومية في كل من الهند والصين، مؤكدة على أن شكل المشاورات التي تمت عكست بوضوح مدى جدية البلدين، ولا سيما إزاء مسألة إصلاح مجلس الأمن، ومستقبل الأمم المتحدة والتعددية على نطاق أوسع.
وقالت “سوف نسعى جاهدين لتلبية التوقعات العالية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتيسير هذه العملية بطريقة شفافة وموثوقة نيابة عن رئيس الجمعية العامة”.
وقد شمل برنامج عمل سعادة السفيرة نسيبة والسفير إيمنادزه، خلال زيارتهما للعاصمة الهندية “نيودلهي” إجراء مشاورات بناءه مع وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج، ووزير الدولة للشؤون الخارجية م.ج.
أكبر، ومديرة الشؤون الغربية بوزارة الخارجية روتشي غاناشيام، وعدد آخر من المسؤولين في الوزارة، تركزت على الإستماع إلى وجهات نظر الهند وموقفها بشأن مسألة إصلاح مجلس الأمن.
في حين شملت اجتماعات الجانبين في “بكين” بالصين، لقاء كل من وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ونائبة لي باودونغ، ومدير عام إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات في وزارة الخارجية لي جونهوا، وآخرين من كبار المسؤولين، وقد تبادل الجانبان وجهات النظر حول المسائل المتصلة بإصلاح مجلس الأمن، كما ناقشا أيضا دور الأمم المتحدة والقضايا المتعددة الأطراف الأوسع نطاقا.
وخلال تواجدها بوزارة الخارجية عقدت سعادة نسيبة اجتماعا ثنائيا مع المدير العام لإدارة شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا السيد دينج لي، وذلك بمشاركة سعادة علي عبيد علي الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية حيث تناول الجانبين بحث القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وقد حرص السفير الظاهري خلال الاجتماع على شكر السيد دينغ على تعاون بلاده في تيسير بدء سريان العمل بمذكرة التفاهم بين البلدين، المعنية بالتنازل عن تأشيرة الدخول لجميع حاملي جوازات السفر الإماراتيين والتي دخلت حيز النفاذ بتاريخ 16 يناير الجاري، لافتا إلى قوة الشراكة المتزايدة بين البلدين.
وتضمنت زيارة الرئسين المشاركين للصين أيضا، لقاء نائب حاكم مقاطعة شنشي في مدينة شيآن، السيد وي تسنغجون، وهي واحدة من المناطق الصينية التي تمثل مهدا للحضارة والتاريخ الصينيين، وخلال تواجدهما في هذه المدينة زارا الرئيسان كل من متحف “جيش تيراكوتا” المدرج في قائمة مواقع التراث العالمية التابعة لليونسكو، فضلا عن مسجد “شيان” الكبير.
وكانت سعادة السفير نسيبة خلال لقاءاتها مع وزيري خارجية الهند والصين، قد حرصت على نقل تحيات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، مؤكدة على “أن كلا البلدين يُعتبران شريكين رئيسين للإمارات العربية المتحدة وأصدقاء مقربين لها على أعلى المستويات”.
وفي تصريحاتها مع ختام الزيارة للبلدين، أشارت سعادة السفيرة نسيبة إلى “أن الإمارات العربية المتحدة تقدر بشكل كبير شراكاتها الوثيقة والاستراتيجية مع كل من الهند والصين”، لافتة بشكل خاص إلى التقدم المحرز خلال السنوات الأخيرة في العديد من المجالات بهذا الخصوص. كما وأكدت على أهمية تطوير هذه العلاقات الثنائية الهامة لما ستحققه من فائدة للإمارات والبلدين المعنيين والمجتمع الدولي بأسره، وأيضا لما ستعكسه متانة هذه العلاقات الثنائية بوضوح على شراكاتها البناءة في المحافل المتعددة الأطراف، كمنظمة الأمم المتحدة.