أكدت قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوضع حد لمعاناة الأطفال والنساء اللاجئين في مختلف أنحاء العالم.. مشيرة إلى ضرورة أن تكون الحقوق الأساسية للاجئين في مقدمة أولويات المجتمع الدولي لتوفير حياة كريمة وآمنة لهم ومنحهم الأمل والثقة بمستقبل أفضل.
جاء ذلك خلال لقاء سموها مسؤولي المنظمات الدولية المعنية باللاجئين وقادة العمل الإنساني على المستوى الدولي بالتزامن مع اجتماعات الدورة السنوية التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
والتقت سمو الشيخة جواهر القاسمي ثلاثة من أعضاء فريق الإدارة العليا في الأمم المتحدة وبحثت معهم سبل الوصول إلى آلية عمل مشترك بين جميع المنظمات والهيئات المعنية بشؤون اللاجئين لتوحيد الجهود وتعزيزها لتقديم خدمات أكبر للاجئين خاصة الأطفال وتفادي تكرار الجهود لذات الفئة للاستفادة المثلى من جميع الموارد المالية والبشرية في توسيع نطاق هذه الخدمات وضمان استمراريتها.
وقالت سمو الشيخة جواهر القاسمي إن قضية اللاجئين يجب أن تتجاوز مسألة توفير الخيام والمساعدات الإنسانية لتصبح أولوية على أجندة قادة المجتمع الدولي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرة الى أن تضافر جهودهم جميعا وراء هذا القضية سيسهم في عدم تحويلها إلى أزمة طويلة الأمد تسبب المعاناة للسكان الذين أجبروا قسرا على مغادرة أوطانهم والتخلي عن ممتلكاتهم ومقتنياتهم ليتحولوا إلى أرقام في مخيمات المعاناة والبؤس في مختلف أنحاء العالم.
وأشارت سموها إلى أن المحافظة على كرامة الإنسان حق تكفله الشرائع السماوية قبل القوانين والأعراف وعلى العالم أن يتحرك بقوة لتخفيف معاناة اللاجئين خاصة الأطفال الذين بات المستقبل أمام كثير منهم باهتا لا يبعث على التفاؤل والأمل.
وطالبت سموها العاملين في المنظمات الدولية والمجتمع المدني باتخاذ المزيد من التدابير والإجراءات الرامية إلى عدم إطالة أمد التهجير والتشريد من خلال الدعوة إلى السلام والكف عن النزاعات والحروب.. مؤكدة أن التطوير العمراني والتكنولوجي يجب أن يقترن بالتطوير الإنساني خاصة أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في مناطق نزاعات ودول فقيرة.
استلهت سمو الشيخة جواهر القاسمي اجتماعاتها بلقاء مع سعادة غوردون براون رئيس وزراء المملكة المتحدة سابقا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للتعليم العالمي وعرضت سموها خلاله رؤيتها لسبل التصدي للتحديات الإنسانية العالمية المرتبطة باللاجئين وخاصة ما يتعلق بحمايتهم وتوفير احتياجاتهم كما ناقشت سموها مستجدات قضية اللاجئين في سوريا والدول المجاورة لها.
وأكدت سموها التزامها بدعم اللاجئين السوريين والمشردين داخليا من الأطفال واطلعت سموها المبعوث الخاص على الإنجازات التي حققتها حملة القلب الكبير خاصة المرحلة الثالثة منها والتي ركزت على توفير الدعم اللازم لتعليم أكثر من 1.2 مليون طفل لاجئ سوري.
وقدمت سموها لسعادة غوردون براون دعوة رسمية لحضور حفل افتتاح مؤتمر – الاستثمار في المستقبل – مشيرة إلى أهمية اطلاع الشباب اليافعين على ما تتعرض إليه المنطقة حاليا وقضية اللاجئين والانعكاسات السلبية على المنطقة والدور المنوط بهم خلال هذه الفترة تحديدا لدعم الانسان في كافة أنحاء العالم من خلال الانخراط في العمل الإنساني.
وقال براون في ختام الاجتماع إن التزام سمو الشيخة جواهر القاسمي بتحسين حالة الأطفال اللاجئين لا سيما مساعدتهم في الحصول على حقهم بالتعليم من خلال حملة القلب الكبير كان له تأثير إيجابي هائل واليوم نحن ملتزمون بالعمل معا لبذل المزيد من الجهد للأطفال النازحين عن بلدانهم بسبب الصراع وإشراك الشباب في هذه الحملة الرامية لوصول التعليم إلى الجميع.
كما التقت سمو الشيخة جواهر القاسمي سعادة فاليري آموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ واستمعت منها إلى آخر تطورات أوضاع اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط واطلعت على الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتوفير المساعدات الإنسانية والآليات التي تتبعها المنظمة الدولية لمواجهة التحديات التي تعيق وصول هذه المساعدات إلى قطاعات أوسع من اللاجئين والنازحين نتيجة الحروب والصراعات.
وأكدت سموها ضرورة توحيد جهود المنظمات الدولية لإيصال المساعدات والتخفيف من أعباء الدول المضيفة للاجئين، مشيرة إلى أن حملة القلب الكبير تمكنت حتى الآن من جمع حوالي 15 مليون دولار أمريكي أسهمت في توفير احتياجات عدد كبير من اللاجئين والنازحين داخليا في سوريا إلى جانب المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين في الأردن والعراق ولبنان ومصر.
واختتمت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة اجتماعاتها مع أعضاء فريق القيادة العليا بالأمم المتحدة بلقاء مع سعادة زينب بانغورا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في النزاعات واستمعت سموها إلى موجز عن أحدث تقارير الأمم المتحدة الخاصة برصد حالات العنف الجنسي الذي يواجه اللاجئين خاصة الأطفال منهم في ظل انعدام سيادة القانون.
وطالبت سموها بضرورة إطلاق حملات توعية بين اللاجئين حول ضرورة الإبلاغ عن حالات الاعتداءات الجنسي التي يتعرضون لها لمقاضاة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتها من العقاب، مؤكدة أن العنف الجنسي ينبغي أن يدرج ضمن جرائم الحرب باعتباره وسيلة لإذلال السكان وإجبارهم على مغادرة أوطانهم.
وأشارت إلى أن العنف الجسدي والجنسي سيكون واحدا من أبرز الموضوعات التي تناقشها جلسات مؤتمر -الاستثمار في المستقبل- الذي ستحرص الشارقة على الخروج بتوصيات فاعلة منه تسهم في حفظ سلامة وكرامة الأطفال اللاجئين حول العالم.
وقالت زينب بانغورا “نتطلع إلى العمل جنبا إلى جنب مع سمو الشيخة جواهر القاسمي لمنع حالات العنف الجنسي ضد الأطفال اللاجئين وغيرهم من الفئات الضعيفة.. إن الالتزام والمشاركة من شخصيات رائدة على المستوى العالمي مثل سمو الشيخة جواهر القاسمي لا يقدر بثمن حيث ستساهم جهود سموها في وضع حد لهذه الجرائم بحق الإنسانية”.
وركزت سمو الشيخة جواهر القاسمي خلال لقاءاتها الثلاثة مع مسؤولي الأمم المتحدة على أن استضافة الشارقة لمؤتمر -الاستثمار في المستقبل- للمرة الأولى في المنطقة ستسهم في إشراك قادة المجتمع المدني بالعالم في صياغة رؤية مشتركة حول كيفية تخفيف معاناة اللاجئين خاصة الأطفال واليافعين من بينهم بالاعتماد على الموارد المتاحة محليا وبمساعدة الشباب والطلاب الجامعيين وهو ما يسهم في تقليل الضغط على المنظمات الدولية ويزيد من التضامن الإقليمي في تقديم المساعدة والعون للاجئين والحد من المشكلات التي سببها لهم اللجوء.
كانت “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” اختارت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي أول مناصرة بارزة للمفوضية في شهر مايو 2013 تقديرا لجهود سموها في رفع الوعي العام حول اللاجئين وعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وتركيزها على الأطفال بصفة خاصة واعترافا دوليا بالالتزام الذي تبذله سموها في التخفيف من معاناة النساء والأطفال المتضررين من الحروب والنزاعات واهتمامها بإطلاق المبادرات الرامية إلى رفع مستوى الوعي حول قضايا اللاجئين وحشد الموارد لدعم المساعدة الإنسانية للاجئين والمشردين داخليا وأبرزها حملة القلب الكبير.
ونجحت الحملة التي أطلقت في شهر يونيو 2013 أي بعد شهر واحد من تعيين سموها مناصرة بارزة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جمع حوالي 15 مليون دولار أمريكي حتى الآن أسهمت في سد احتياجات مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من خلال توفير الرعاية الصحية الطارئة والمواد الإغاثية الأساسية والملابس والبطانيات والمأوى والغذاء.
وانتقلت الحملة من مراحل الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التعليم وذلك في سياق الجهود الرامية إلى إعادة الأطفال اللاجئين السوريين إلى المدارس لاستكمال تعليمهم بعد أن تعطلت دراستهم جراء الحرب.
جدير بالذكر أن مؤتمر الاستثمار في المستقبل الذي تنظمه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وحملة القلب الكبير تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة سيعقد يومي 15 و16 أكتوبر المقبل في إمارة الشارقة ويهدف إلى مناقشة سبل حماية الأطفال واليافعين اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.