السيد الرئيس:
يسرني بدايةً أن أهنئكم على توليكم رئاسة أعمال اللجنة الأولى للدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة، وأن أؤكد على ثقتنا بأنكم ستساهمون في إنجاح أعمالها وأود في هذا الصدد أن أؤكد لكم على الدعم والتعاون الكامل لوفد دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل إنجاح أعمال هذه اللجنة. كما أود اغتنام هذه الفرصة لأعرب عن تقديرنا لسلفكم، المندوب الدائم لهولندا، لإدارته لأعمال اللجنة خلال الدورة السابقة.
إن دولة الإمارات تضم صوتها الى البيانات التي ألقاها كل من مندوب دولة تونس باسم المجموعة العربية، ومندوب إندونيسيا باسم حركة عدم الانحياز، وممثل اليابان بالنيابة عن الدول الأعضاء في مبادرة نزع السلاح وعدم الانتشار.
السيد الرئيس:
إننا نجتمع اليوم في هذه اللجنة للتعبير عن هدفنا المنشود، ألا وهو تحقيق الأمن والسلم الإقليميين والدوليين في ظل تحديات أمنية خطيرة تهدد بضياع وإهدار ما تم إحرازه في مجالي نزع السلاح والأمن الدولي خلال العقود السبعة الماضية.
وفي هذا الصدد، تعرب دولة الإمارات عن إيمانها الراسخ بأهمية استخدام المحافل الدولية المعنية بنزع السلاح والأمن الدولي، مثل اللجنة الأولى، للتوصل الى توافق في مجال نزع السلاح، ودعم الجهود الدولية لإقامة عالم خالٍ من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل واعتبار تاريخ 26 سبتمبر يوما عالميا للقضاء التام على الأسلحة النووية.
السيد الرئيس:
إن دولة الإمارات تهتم اهتماما خاصاً بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وذلك من منطلق حرصها والتزامها بضمان الأمن العالمي، كما تنتهج سياسة وطنية ثابتة ومواقف واضحة تجاه قضايا نزع السلاح وعدم الانتشار، وهي بذلك تؤكد على أهمية اتباع نهج الشفافية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، والوفاء بالتزامات حظر الانتشار. ولذلك، فإن الانضمام الى الاتفاقيات الدولية المبرمة في مجالي نزع السلاح وحظر الانتشار وتنفيذها الكامل يعتبر أمراً ذا أهمية قصوى لبلادي.
إن دولة الامارات أعربت ولازالت تعرب عن قلقها من الانشطة النووية الإيرانية وتطوير برنامجها الصاروخي، وتؤكد على أهمية تعاون إيران الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ضوء الاتفاق الذي توصلت إليه مع الدول (خمسة زائد واحد).
كنا نأمل أن يكون الاتفاق حول برنامج إيران النووي دافعا لإيران لفتح صفحة جديدة وتعزيز الثقة حول الطبيعة السلمية البحتة لبرنامجها النووي، ولكن طهران لم تتوقف عن تقويض أمن المنطقة عبر خطابها التحريضي ودعمها وتسليحها للميليشيات، وتصنيفها المقلق كدولة راعية للإرهاب، وهذه كلها سياسات رفضت طهران أن تتخلى عنها. ومن هذا المنطلق ندعو إيران إلى الوفاء التام بالتزاماتها الدولية ومسؤولياتها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي.
السيد الرئيس:
تود دولة الإمارات إعادة التأكيد على أهمية اتخاذ خطوات مستقبلية بشأن إعلان منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، حيث أن إحراز تقدم في هذا الملف من شأنه أن يدعم الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط. ونذكر هنا بخيبة أمل وفد بلادي إزاء فشل مؤتمر المراجعة لمعاهدة عدم الانتشار عام 2015، وعدم انعقاد مؤتمر عام 2012 الخاص بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط.
ومن هذا المنطلق، تكرر بلادي دعوتها إلى إسرائيل للانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، حيث أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تنضم بعد إلى هذه المعاهدة.
السيد الرئيس:
تَعتَبِر دولة الإمارات معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية CTBT آلية هامة لتحقيق أهداف نزع السلاح النووي، وتعرب في هذا الصدد عن قلقها إزاء عدم إحراز أي تقدم بخصوص ادخال هذه المعاهدة حيز النفاذ.
كما تحث الدول على الوفاء بالتزاماتها الدولية والامتناع عن إجراء أي تجارب نووية. وقد أعربنا عن قلقنا العميق من تطوير كوريا الشمالية لإمكانياتها النووية والصاروخية وقيامها دورياً بإجراء تجارب تهدد أمن جيرانها والأمن والسلم الدوليين، وتتنافى بصورة صريحة مع أبسط قواعد القانون الدولي.
في الختام، ندعو المجتمع الدولي للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن تطوير عمل هذه اللجنة من أجل ضمان تعزيز السلم والأمن الإقليميين والدوليين. كما نتطلع إلى استعراض جهود دولة الإمارات بشأن نزع السلاح في المناقشات المواضيعية لهذه اللجنة.
وشكرا، السيد الرئيس!