مشاركة

السيد الرئيس:

في البداية يسعدني أن أهنئكم على توليكم رئاسة أعمال اللجنة الأولى للدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة، وأن أؤكد على ثقتنا في قدرتكم على إنجاح أعمال هذه الدورة وعلى دعمنا الكامل لكم. كما يسرني أن أشكر سلفكم سعادة/ صبري بوقادوم، المندوب الدائم للجزائر، لإدارته أعمال هذه اللجنة خلال الدورة السابقة.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة تضم صوتها إلى البيان الذي ألقاه مندوب اليمن بإسم المجموعة العربية، وبيان مندوب اندونيسيا بإسم حركة عدم الانحياز.

السيد الرئيس:

إن أعمال هذه اللجنة هي فرصة للتوصل الى توافق لتحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي في ظل التحديات الأمنية الخطيرة التي يشهدها العالم. فعلى الرغم من الجهود الدولية والإقليمية الجادة، ما زلنا نعاني من الأزمات  بسبب أعمال تهريب الأسلحة واستخدامها من قبل الجهات الفاعلة من غير الدول واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الأبرياء وإجراء التجارب النووية.

وفي هذا الصدد، تعرب دولة الإمارات عن إيمانها بأهمية استخدام المحافل الدولية المعنية بنزع السلاح والأمن الدولي، حيث شهدنا العام الماضي تطوراً في المنظومة الداعية للتخلص من الأسلحة النووية من خلال عقد مؤتمر للتفاوض على معاهدة لحظر الأسلحة النووية والذي يعتبر أحدث مثال على حرص المجتمع الدولي للمضي قدما نحو إقامة عالم خال من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.

السيد الرئيس:

فيما يختص بمسألة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، فإن دولة الإمارات تؤكد على التزامها المستمر بدعم الحوار والتشاور وكافة الجهود التي تهدف إلى تحقيق تقدم نحو هذا الهدف. كما نأمل بأن يتم اتخاذ خطوات إيجابية وجادة لتنفيذ آليات ونتائج مؤتمر المراجعة لمعاهدة عدم الانتشار للعام 2010، وضمان عقد المؤتمر المؤجل الخاص بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط بمشاركة جميع البلدان في المنطقة. 

وفي هذا الشأن، تكرر بلادي دعوتها إلى إسرائيل للانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، حيث أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تنضم بعد إلى هذه المعاهدة.

السيد الرئيس:

إن دولة الإمارات تأتي في طليعة الدول الداعية الى نزع السلاح النووي وعدم الانتشار وتولي اهتماماً خاصاً لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وذلك من منطلق حرصها والتزامها بضمان الأمن العالمي. كما تتبنى دولة الإمارات سياسة واضحة وثابتة إزاء قضايا عدم الانتشار ونزع السلاح وتولي أهمية كبرى للانضمام إلى الاتفاقات الدولية المبرمة في هذا المجال وتنفيذها بشكل كامل، وضرورة اتباع نهج يقوم على الشفافية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، حيث تلتزم دولة الإمارات بالعمل بشكل وثيق ومطابق مع معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي هذا الخصوص، تعرب دولة الإمارات عن القلق البالغ من تواصل الانشطة النووية الإيرانية وتطوير برنامجها الصاروخي، وتؤكد على ضرورة الالتزام بالشفافية وأهمية التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل تعزيز الثقة حول الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي، حيث أنه لا يوجد أي مؤشر حتى الآن على تغيُر سلوك إيران العدائي في المنطقة أو الرغبة في التخلي عن طموحاتها النووية، ونؤيد إثر ذلك زيادة الرقابة على البرنامج النووي الإيراني ومواصلة تقييم الاتفاق وشروطه. كما ندعوها إلى الوفاء التام بالتزاماتها الدولية ومسؤولياتها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي والتوقف عن تقويض أمن المنطقة عبر دعمها للميليشيات وتهريب الأسلحة لها وذلك في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

السيد الرئيس:

إن دولة الإمارات تعتبر معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية المنبر الأساسي لتعزيز جهود عدم انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح النووي على الصعيد العالمي حيث مهدت السبيل لردع التجارب النووية. إلا أننا نشعر بخيبة الأمل لعدم دخول هذه المعاهدة حيز النفاذ حتى الآن، ونناشد الدول التي لم تنضم إليها بالإسراع بالتوقيع والتصديق عليها في أقرب وقت ممكن خصوصا دول الملحق الثاني منها، كما نحث كافة الدول على الاستمرار في وقف تجارب الأسلحة النووية.

وقد أدانت بلادي التجارب النووية التي أجرتها كوريا الشمالية مؤخرا، وشددت على أن هذه الأعمال لا تتفق مع أهداف معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية أو روح السلام والاستقرار الذي ننشده جميعا. كما نؤكد على ضرورة احترام كوريا الشمالية لالتزاماتها الدولية والتصرف بمسؤولية والتعاون من أجل الحفاظ على السلم والأمن في شبه الجزيرة الكورية وفي المنطقة.

وختاما السيد الرئيس، تؤكد دولة الإمارات على ضرورة تعميم منظور مراعاة الجنسين في قضايا نزع السلاح والأمن الدولي وهو الأمر الذي يتطلب العمل على زيادة تمثيل المرأة في جميع مستويات صنع القرار بالمؤسسات والآليات الوطنية والإقليمية والدولية المعنية.

وشكرا!