السيد الرئيس
يود وفد الامارات العربية المتحدة ان يضم صوته الى بيان المجموعة العربية، وكذلك إلى بيان حركة عدم الانحياز، وبيان مجموعة مبادرة عدم الانتشار ونزع السلاح NPDI.
السيد الرئيس،
مضى أكثر من 70 عاماً على أول استخدام للأسلحة النووية في الحروب، وقد أظهر هذا الحدث للعالم مدى البشاعة والتأثير الكارثي لهذه الأسلحة على الانسان والبيئة، مما يحتم على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات أكثر حزماً ومصداقية لتحقيق اهداف نزع السلاح النووي ومواجهة التحديات الأمنية التي تقوض الجهود الدولية في مجال نزع السلاح، والعمل على تعزيز منظومة حظر الانتشار النووي.
تولي دولة الإمارات اهتماماً خاصاً لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) حيث أنها تشكل حجر الزاوية لنظام عدم الانتشار ونزع السلاح النووي، وأن الأولوية يجب أن تكون للتنفيذ الكامل لبنودها ولقرارات مؤتمرات مراجعة المعاهدة. ومن هذا المنطلق تؤكد بلادي على التزامها المستمر بدعم الحوار والتشاور وكافة الجهود التي تهدف إلى تحقيق تقدم نحو هذا الهدف. كما نأمل بأن يتم اتخاذ خطوات إيجابية وجادة لتنفيذ آليات ونتائج مؤتمر المراجعة لمعاهدة عدم الانتشار للعام 2010، وضمان عقد المؤتمر المؤجل الخاص بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط بمشاركة جميع البلدان في المنطقة.
وفيما يتعلق بحالة الجمود في مؤتمر نزع السلاح في جنيف، فإننا ندعو إلى ضرورة التحرك نحو إبرام اتفاقية لحظر إنتاج المواد الانشطارية لأغراض الأسلحة النووية FMCT في أقرب وقت.
السيد الرئيس،
تعتبر معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية اداة مهمة لدعم جهود عدم انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح النووي على الصعيد العالمي حيث مهدت السبيل لردع التجارب النووية ، وتؤكد دولة الإمارات من هذا
المنطلق على أهمية دخول هذه المعاهدة حيز النفاذ، كما تدعو دول الملحق 2 إلى التوقيع والتصديق على هذه المعاهدة لضمان دخولها حيز النفاذ في أقرب وقت ممكن.
كما نحث كافة الدول على الاستمرار في وقف تجارب الاسلحة النووية والوفاء بالتزاماتها الدولية. وتعرب دولة الامارات عن قلقها العميق من استمرار كوريا الشمالية في تطوير قدراتها النووية والصاروخية وندين بشدة قيامها دورياً بإجراء تجارب نووية تهدد أمن جيرانها والأمن والسلم الدوليين.
السيد الرئيس،
تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية الدور المركزي لنظام الضمانات، وآلية التحقق التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضمن الحد من العواقب الوخيمة للانتشار النووي، وإسهاماتها في الأمن والسلم الإقليمي والدولي, حيث يشكل نظام الضمانات حجر الاساس لنظام حظر انتشار الأسلحة النووية ويحظى بدعم غالبية دول العالم، ويشير وفد بلادي هنا الى اهمية البروتكول الإضافي لنظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أننا نؤمن بأن تنفيذ الدول الكامل للضمانات والالتزام بقواعد عدم الانتشار هو شرط أساسي لتطوير برامجها النووية، وفي هذا الصدد فإننا نحث جميع الدول التي تدور تساؤلات حول طبيعة أنشطتها للامتثال بشكل تام لالتزاماتها الدولية، واتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة الشواغل الدولية التي تتعلق بأنشطتها النووية.
وفي هذا السياق، تعرب دولة الامارات عن القلق البالغ من تواصل الانشطة النووية الإيرانية وتطوير برنامجها الصاروخي، كما وتأمل بأن ينعكس تنفيذ بنود الاتفاق النووي الإيراني وخطة العمل الشاملة المشتركة الـJCPOA على سلوك إيران في المنطقة، وتجدد دولة الإمارات العربية المتحدة التأكيد على أن تقيد إيران وتنفيذها الكامل والشفاف لخطة العمل الشاملة المشتركة JCPOA أمر أساسي لبناء الثقة والمصداقية في الأنشطة النووية الإيرانية. وفي هذا الصدد تدعم دولة الإمارات الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في التعامل مع السياسات الإيرانية المقوضة للأمن والاستقرار.
السيد الرئيس،
وفي الختام يؤكد وفد بلادي على أن الضمان الوحيد لعدم استخدام الاسلحة النووية أو التهديد باستخدامها هو التخلي الكامل عنها، وهو الهدف الذي يتطلب تخفيض كمي ونوعي لجميع انواع الاسلحة النووية وفق إطار شفاف وذو مصداقية.
وشكرا السيد الرئيس