السيد الرئيس:
نود في البداية أن نتقدم بالشكر للمتحدثين على استعراضهم لتقارير الأمين العام الشاملة والمعروضة أمام اللجنة. وقد أُحطنا علماً بالتقرير المعني بروابط تنمية الشباب بالتنمية المستدامة وبالتوصيات الواردة فيه.
ونود نحن شباب الإمارات أن نرحب بالتقدم الذي تم إحرازه في العديد من المجالات ذات العلاقة بتنمية الشباب وبالسياسات والمبادرات التي تم اعتمادها لتمكينهم، فمنح الثقة للشباب سيساهم بلا شك في تمكين جميع المجتمعات. أما فيما يتعلق بالتحديات الواردة في التقرير، يؤمن شباب دولة الإمارات بأنه من الممكن معالجها إذا تم إشراك الشباب بشكل مباشر في معالجتها.
ففي عالمنا اليوم، يعيش نحو 1.8 مليار من سكان العالم الذي تقل أعمارهم عن 24 عاماً، كما تشهد أكثر البلدان فقراً أسرع معدلات لنمو الشباب. وفي منطقتنا العربية، 60٪ من السكان تقل أعمارهم عن 30 عاماً، ويمثل كل ذلك فرصة هائلة لخلق إمكانات حقيقية لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في منطقتنا، فالاستثمار في الشباب، وخلق الفرص لهم سيحدد مستقبل هذا الجيل، وسيعزز من قدرته على التأثير بشكل أساسي على مسار منطقتنا.
إن أبرز تلك التحديات التي يواجهها الشباب هو عدم تمكنهم من إيصال أصواتهم وآرائهم وأفكارهم في مختلف القضايا التي تهمهم وتساهم في تشكيل مستقبلهم. ولذلك يرى شباب دولة الإمارات أن الأساس في مواجهة التحديات يبدأ بتمكين الشباب وإشراكهم في عملية صنع القرار، فنحن من يجب عليه مواجهة التحديات، والبحث عن أفضل السبل لمعالجتها، وليس انتظار الحلول أو التقاعس عن القيام بمسؤولياتنا.
السيد الرئيس:
تؤمن دولة الإمارات بأن الشباب شريك أساسي في بناء الوطن، وهم عماد التنمية والتقدم وصانعوا المستقبل بكل تحدياته. ويأتي اهتمام الدولة بالشباب من منطلق إرث المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في قوله: «إن علينا أن نفتح الآفاق أمام طموحاتهم، ونزيل العقبات من طريقهم، ونعطيهم خبرة الأجيال وعصارة الأفكار».
ولذلك قامت بلادي بعدة خطوات لضمان تمكيننا وإشراكنا في عملية صنع واتخاذ القرار والإسهام في بناء مستقبل مستدام للدولة، وقد جاء تعيين وزيرة دولة تُعنى بشؤون الشباب في 22 من عمرها كخطوة هامة وجادة في تعزيز هذا التوجه.
كما حرصت بلادي على وضع الاستراتيجيات والسياسات التي تعزز من مشاركتنا، حيث أطلقت دولة الإمارات العام الماضي الأجندة الوطنية للشباب، والتي تهدف إلى تهيئة البيئة المناسبة لمساعدتنا على تحقيق تطلعاتنا وكامل إمكانياتنا وتعزيز الروح الريادية لدينا، وجعلنا نموذجا يُحتذى به على مستوى العالم، وقد تم ذلك بعقد حواراً وطنياً هدف إلى أن يكون لدينا دوراً محورياً في صياغة هذه الأجندة.
وقد سعت دولة الإمارات لتعزيز مشاركة الشباب من خلال تقوية الأطر المؤسسية، وذلك عن طريق إنشاء مجالس شبابية على مستوى دولة الإمارات، يضم نخبة من الشباب والشابات وذوي الاعاقة ليكونوا مستشارين للحكومة في قضايا الشباب.
كما يتم تنظيم حلقات شبابية لتكون منصة للشباب لعرض التجارب الناجحة، ومناقشة أهم المواضيع والاتفاق على أفضل الحلول. ولا تقتصر استضافة الحلقات الشبابية على جهة معينة؛ بل هي متاحة لمختلف المنشآت من القطاعين العام والخاص وذلك لضمان إدماج منظور وآراء الشباب في جميع السياسات وفي مختلف الميادين. وأثبتت هذه الحلقات أنها وسيلة فعالة لتحديد الثغرات ومناقشة التحديات، وتطوير أفكار مبتكرة حيث أنه منذ إطلاقها، قامت معظم المؤسسات في الدولة بعقدها بشكل تلقائي، وبلغ عددها 47 حلقة، وتم العمل على أكثر من 6 مشاريع كمخرجات لهذه الحلقات، الأمر الذي يثبت أنها قناة هامة لإشراك الشباب في عمليات صنع السياسات.
السيد الرئيس:
لقد حرصت دولة الإمارات على مشاركة تجاربها مع جميع الدول من أجل بناء الشراكات الإقليمية والدولية حيث لم تقتصر الجهود في تمكين الشباب على المستوى المحلي بل شمل دعم الشباب العربي، حيث تم إطلاق سبع مبادرات هذا العام، أبرزها: تأسيس مركز الشباب العربي، وإطلاق ملتقى ومنصة فرص للشباب العربي، وتوفير بعثات تعليمية لهم، وذلك حتى يصنع الشباب العربي نموذجاً عالميا في بناء الإنسان والأوطان والتنمية بإحسان، وأن ينعم بحياة صحية وآمنة، وينافس بتعليمه وينشر المعرفة، ويفخر بهويته وثقافته العربية.
كما حرصت بلادي على اشراكنا في عملية صناعة القرار على الصعيد الدولي، من خلال تضميننا للمشاركة في أعمال الجمعية العامة عبر تطوير برنامج “الإمارات للمندوبين الشباب“. ونود أن نرحب في هذا الصدد بتعيين السيدة جاياتما فيكراماناياكي كمبعوثة للأمين العام للأمم المتحدة للشباب، وأن نشيد بجهودها في تطوير قطاع تنمية الشباب في بلدها الأم، ونتطلع إلى عمل بلادي معها ومع فريقها على عدد من المبادرات المعنية بالشباب خلال الفترة القادمة.
ختاما السيد الرئيس، نحن بحاجة إلى توفير البيئة المناسبة والإمكانيات التي تسهم في تمكين الشباب حتى نرى نماذج ناجحة في جميع أنحاء العالم. ونتطلع إلى تبادل خبراتنا والعمل مع شركائنا في المنطقة لخلق قنوات مدروسة وفعالة للتواصل مع الشباب التي تسمح لهم بالتعبير عن مخاوفهم وتبادل وجهات نظرهم.
وشكرا!