السيد الرئيس،
أود بدايةً أن أعرب عن تقدير دولة الإمارات للجهود التي تبذُلُها الأمم المتحدة واللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف وشُعبة حقوق الفلسطينيين في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق.
السيد الرئيس،
لم تتوان دولة الإمارات منذ تأسيسها عن تقديم الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق، وهو ما كان جلياً سواء من حيث تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية أو عبر المواقف التاريخية التي ساندت فيها بلادي القضية الفلسطينية وساهمت عبرها في حماية أفق السلام. ومع احتفالنا يوم غدٍ بالعام الخمسين على تأسيسها، تؤكد بلادي أنها ستواصل خلال الأعوام القادمة موقفَها الثابت في دعم الجهود الرامية لتحقيق استقلال دولة فلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، ومبادرة السلام العربية.
لقد أثبتت الأحداث التي شهدناها في منتصف هذا العام في الأرض الفلسطينية المحتلة هشاشة الوضع القائم على الأرض وخطورة انبثاق نزاعات من شأنها التأثير على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط التي تعاني أصلاً من العديد من التحديات والأزمات التي أنهكت شعوبها وبددت مقدراتها. ومن هذا المنطلق، تؤكد بلادي على أهمية مواصلة العمل للدفع قُدُماً بعملية السلام في الشرق الأوسط والسعي لاستئناف محادثات مباشرة بين الطرفين للتوصل إلى حلٍ عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية بما يدعم أُسُس السلام في المنطقة ككل. ونشدد هنا بأن اتباع الوسائل السلمية ومنها الدبلوماسية والحوار تُعَد أفضل وسيلة لحل الخلافات وتهدئة التوترات بما يحقق السلام والأمن ويرسخ التعايش السلمي بين الشعوب على مدى بعيد.
ولكي تُكَلَل هذه الجهود بالنجاح، لابد من خلق بيئة مواتية للسلام عبر وقف أي ممارسات غير شرعية في الأرض الفلسطينية المحتلة ومنها بناء وتوسيع المستوطنات وتهجير السكان الفلسطينيين وهدم ومصادرة الممتلكات الفلسطينية. وفي هذا السياق، تؤكد دولة الإمارات على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم بمدينة القدس وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، باعتبارها مدينة لها أهميتها التاريخية والدينية لدى الديانات الإبراهيمية الثلاث. كما نشدد على ضرورة احترام وصاية المملكة الأردنية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس والحفاظ على وضعها القانوني والتاريخي القائم.
السيد الرئيس،
تُعرب دولة الإمارات عن قلقها البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة والتي تفاقمت مع انتشار جائحة كوفيد-19. ونشدد على ضرورة دعم القطاعات الحيوية في فلسطين، خاصة القطاعين الصحي والتعليمي، مع السعي أيضاً لتوفير فرص العمل خاصة للشباب الذين يعانون من مستوى بطالة مرتفع. ومن جانبها، تواصل بلادي التزامَها بتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، خاصة في فترة انتشار الجائحة، حيث ساهمت دولة الإمارات بأكثر من 890 مليون دولار أمريكي خلال الفترة من 2013 إلى 2021 لتمويل القطاعات الحيوية ودعم جهود التنمية في الأرض الفلسطينية المحتلة ووكالة الأونروا. كما أرسلت بلادي 340,000 لقاحاً وأكثر من 37 طناً من المساعدات الطبية العاجلة لآلاف العائلات الفلسطينية في قطاع غزة لتمكينهم من التصدي للجائحة. وتم رفع قدرات المستشفيات من خلال تقديم 30 سيارة إسعاف وجاري الانتهاء من انشاء مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني بسعة 200 سرير لعلاج حالات كورونا. بالإضافة إلى إرسال 1,768 طن من المساعدات الغذائية استفادت منها 40 ألف أسرة متأثرة من الأوضاع الإنسانية بسبب جائحة كورونا في قطاع غزة
وفي الختام، سنواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بشكلٍ فعال، من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين في منطقتنا والعالم. ونتطلع مع ما شهدته المنطقة من تأسيس علاقات جديدة فتحت آفاقاً للسلام والمصالحة، لاسيما بعد مرور عام على توقيع الاتفاق الابراهيمي، أن يتم تحقيق الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة وأن تنعم هذه الشعوب بالازدهار والنمو الاقتصادي، ليبدأ شبابُها بمرحلة جديدة مفعمةٍ بالتفاؤل بمستقبلٍ أكثر إشراقاً وأمناً.