السيدة الرئيسة،
أشكر كلاً من الممثل الخاص السيد جيمس سوان والممثل الخاص السفير فرانسيسكو ماديرا، على إحاطَتَيْهِما الشاملتين. ونرحب كذلك بمشاركة الصومال في اجتماع اليوم.
ويَسُرُّني أنْ أنضم إلى زملائي في المجلس في تهنئَة فخامة حسن شيخ محمود على انتخابِهِ رئيساً للصومال، ونتمنى لهُ كلَّ التوفيق خلال فترة ولايتِه. كما ترحب دولة الإمارات بانتهاء العملية الانتخابية في الصومال، باعتبارها خُطوةً جوهرية في مَسار الصومال نحوَ إحلال السلام والاستقرار. وفي سياق المرحلة التاريخية الحاسِمة التي يمر بها الصومال، لابُدَّ من مُضاعَفَة التركيز على مُعالَجَة التحديات المُلحَّة التي يواجِهُها، ومنها الإرهاب وتداعيات الجفاف. من جانِبِها، ستواصِل بلادي الوقوف مع الشعب الصومالي في سَعْيِهِ لبناء دولة مستقرة تَنْعَم بالسلام والرَّخاء، وبما يُلَبّي تطلعاتِهم المُشتَرَكة.
وفي ظل المستجدات الحالية، أود التركيز على ثلاث مسائل:
أولاً، نكرر تأييدَنا لدعوة الأمين العام بشأن ضرورة الاستمرار في تقديم المساعدات الأمنية للصومال، لتعزيز قُدُراتِه في التصدي للتهديدات الخطيرة التي تُشكلها حركة الشباب الإرهابية على أمن واستقرار البلاد، ففي الأسابيع القليلة الماضية وَحْدَها، واصَلَت حركة الشباب شَنَّ هجماتٍ إرهابية أَضَرَّت بالصوماليين، وسعت إلى إضعاف نفوذ قوات الأمن الصومالية، مِمّا يُهَدّد بعرقَلَة وتعطيل جهود تنفيذ أولويات بِناء الدولة.
ونؤكد مجدداً على دعمِنا لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) والتي تظل شريكاً مُهماً في التصدي لحركة الشباب والجماعات المُتَنَسِّبَة لداعش في الصومال، ونُشَدّد كذلك على ضرورة ضمان نقل المسؤوليات الأمنية من البعثة إلى قوات الأمن الصومالية بشكلٍ مُنظَّم وفعّال لتجنب خَلْق أي فراغ يُمَكّن حركة الشباب من بَسْطِ نفوذِها وتوسيع نطاق انتشارِها.
وينبغي كذلك التنويه بأنَّ حركة الشباب لا تمثل تهديداً للصومال وشعبِهِ فقط، بل تُقَوِّض أيضاً السلام والاستقرار في المنطقة، وهو ما كانَ جلياً في الهجمات العابِرة للحدود التي شَنَّتْها حركة الشباب ضد البلدان المجاورة، ومنها كينيا، إذْ تُدين دولة الإمارات هذه الأعمال الارهابية وتؤكد على تضامُنِها مع شعب كينيا. كما تدعم بلادي كافة الجهود، ومنها الشراكات الدولية، التي تسعى إلى وضعِ حدٍّ للتهديدت المتنامية والعابرة للحدود التي تشكلها حركة الشباب على إفريقيا.
ولانزال نشعر بالقلق إزاء وجود تقارير حول تهريب أسلحة بين الصومال واليمن، والتي قد تقع في يد الجماعات الإرهابية ومنها حركة الشباب وجماعة الحوثي، مما يُهَدِّد استقرار المنطقة والتجارة الدولية وأمن المِلاحة البحرية. ونشدد في هذا الإطار على الدور الهام للقوات البحرية المشتركة في مكافحة تهريب الأسلحة على سواحل الصومال، وذلك بالتعاون مع حكومة الصومال تماشياً مع القرار 2607.
ثانياً، تُثير الحالة الإنسانية المتردية في الصومال العديد من الشواغل، لاسيما مع استمرار تفاقُمِها جَرّاء ارتفاع مستويات الجَفاف وانعدام الأمن الغذائي الحاد، وتأثيرِها بشكلٍ خاص على النساء والأطفال. فَوفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، نَزَحَ ما يقارب ثمانمئة ألف شخص بسبب الجَفاف منذ أوائل العام الماضي، بينما أفادت مفوضية شؤون اللاجئين مؤخراً أنَّ أكثر من أربعة ملايين شخص يعانون من أزمات الأمن الغذائي.
وعليه، تدعو بلادي المجتمع الدولي إلى مضاعفة مساعداتِه الإنسانية إلى الصومال مع تيسير وصولها بأمان ودون عوائق. وبدورِها، أعلنت بلادي الإسبوع الماضي عن تقديم مساهماتٍ جديدة للصومال بلغت ما يقارب 11 مليون دولار أمريكي، بما في ذلك مساعدات من قِبَل مؤسساتٍ إنسانية في الدولة.
ثالثاً، نود تسليط الضوء على الحاجة الماسَّة لقيام بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) وفريق الأمم المتحدة في الصومال والشركاء الآخرين بالبناء على الأعمال المُبْتَكَرة في مجالَي تَغَيُّر المناخ وبِناء السلام في الصومال. إنَّ تنسيق الاستثمار في مجالات الأغذية والمياه والخدمات الأساسية في المجتمعات الهشة تُعَد من أفضل الاستثمارات التي يمكن أنْ تقوم بها الأمم المتحدة والشركاء إذْ من شأنها أنْ تساهم في إحلال الاستقرار ودعم جهود التعافي. ونود أنْ نخص بالذكر النموذج المتطور الذي تستخدِمُهُ بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال (UNSOM) من حيث توجيه القطاع الخاص للاستثمار في تطوير البنية التحتية للطاقه المتجددة والتي ستستخدم من قِبَل كُلٍّ من قوات حفظ السلام والمجتمعات المُضيفة لها، مِمّا سيترك إِرثاً قَيِّماً بعدَ انتهاء عمليات السلام.
وأخيراً، نؤكد مجدداً على التزام دولة الإمارات بتعزيز السلام والازدهار والاستقرار في الصومال. كما نُشيد بالجهود الحَثيثة لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) وجميع البلدان المساهمة بقوات في هذه البعثة والتي تواصل دفعَ الثمن الأكبر من مساعي تحقيق السلام في الصومال. ونُعرب كذلك عن تأييدِنا لولايَتَيْ مكتب الأمم المتحدة لدعم بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (UNSOS) وبعثة بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال (UNSOM).
وشكراً، السيدة الرئيسة.