مشاركة

السيد الرئيس:

أود في البداية أن أعرب عن تأييد وفد دولة الإمارات للبيان الذي أدلت به حركة عدم الانحياز وبيان جامعة الدول العربية حول “وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى” (الأونروا). كما يسرني أن أعرب عن خالص شكرنا وتقديرنا الى المفوض العام للوكالة والى موظفي الأونروا لما يبذلونه من جهود دؤوبة تساهم في تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الخدمات اللازمة لهم من تعليم، وصحة، وبنية تحتية.

السيد الرئيس:

تلعب الأونروا دورا هاما في تقديم المساعدات الحيوية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني خاصةً في ظل تعرض منطقتنا الى موجات من العنف واندلاع الصراعات التي فاقمت من أزمة اللاجئين. وكما أشار المفوض العام للوكالة في تقريره، فإن هناك حالة من اليأس والخوف وانعدام الأمن تسري في أوساط اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما دفع الكثير منهم الى النزوح عبر مسارات خطيرة داخل المنطقة وخارجها. كذلك، فإن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والتشريد القسري للسكان وازدياد عمليات الهدم للمنازل قد أدى الى تردي مستويات المعيشة للفلسطينيين وزيادة الطلب على خدمات الأونروا.

وعليه، فلابد من الاستمرار في تقديم المساعدة للوكالة وزيادة عدد الجهات المانحة لتتمكن من الاستجابة لاحتياجات اللاجئين في فلسطين والبلدان الأخرى بالسرعة والفعالية اللازمتين. وفي هذا السياق، تواصل دولة الإمارات دعم الأونروا من خلال تقديم 1.8 مليون دولار أمريكي كمساهمة طوعية في الميزانية التشغيلية لبرامج الوكالة.

وخلال تعرض الوكالة لأخطر ازمة مالية في تاريخها عام 2015 والتي هددت بتأجيل العام الدراسي في أكثر من 600 مدرسة قامت دولة الامارات بالاستجابة لحالة الطوارئ بتقديمها مبلغ 15 مليون دولار. بالإضافة لمساعدات أخرى بلغت حوالي 5 مليون دولار لدعم البرامج التعليمية وتوفير اللوازم المدرسية للطلاب اللاجئين والتخفيف من الاثار النفسية التي يتعرض لها الطلاب نتيجة للصراعات المسلحة. كما يتضمن ذلك تقديم مساعدات غذائية للاجئين الفلسطينيين المتضررين من الصراع في سوريا، حيث تشرد مئات الآلاف منهم بينما يعاني الآلاف ممن بقي في المخيمات من العنف والصراع.

كما تساهم دولة الإمارات في تطوير أنشطة الوكالة من خلال اللجنة الاستشارية للأونروا والتي أصبحت الدولة عضوا فيها منذ عام 2014، بالإضافة الى انضمامها عام 2015 الى اللجنة الاستراتيجية لتعبئة الموارد التابعة للأونروا والتي تهدف الى المحافظة على الاستقرار المالي للوكالة لتتمكن من تأدية خدماتها.

السيد الرئيس:

نظراً الى أهمية التعليم الذي يعد بمثابة الأمل لأكثر من نصف مليون طالب وطالبة للاجئين في فلسطين والدول المجاورة فقد حرصت دولة الإمارات على دعم مشاريع التعليم بتقديم مبلغ وقدره 15 مليون دولار أمريكي للفترة 2016-2017.

وبينما تسهم هذه المساعدات في توفير احتياجات اللاجئين الا أننا نؤمن بأن معاناتهم لن تنتهي الا من خلال التوصل الى حل جذري ودائم لقضية اللاجئين والتي تعد جزء لا يتجزأ من تسوية القضية الفلسطينية. ويتوجب على المجتمع الدولي مضاعفة جهوده لوقف انتهاكات إسرائيل وإنهاء احتلالها للأراضي العربية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية خاصة قرار الجمعية العامة رقم 194. 

وختاماً السيد الرئيس، تشيد دولة الإمارات مرة أخرى بدور الأونروا في تقديم المساعدات للاجئين وحماية مستقبلهم خاصة فئة الشباب، لمنع استغلال الجماعات المتطرفة والإرهابية الظروف الصعبة التي يعيشها الشباب من أجل تجنيدهم. كما نقدر الجهود والتضحيات التي يقدمها موظفي الوكالة لتأدية مهامهم ومساعدة اللاجئين.   

شكرا!