مشاركة

السيد الرئيس:

يسرني أن أتقدم لكم بالتهنئة على توليكم رئاسة لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار، وأتمنى لكم ولأعضاء اللجنة كل التوفيق والنجاح. كما أود أن أتقدم بالشكر وخالص التقدير الى رئيس لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي السيد ديفيد كندل ومديرة مكتب شؤون الفضاء الخارجي في الأمم المتحدة، السيدة سيمونيتا ديبوبو على جهودهم المتفانية لتعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء الخارجي. وأتقدم بجزيل الشكر الى السيد عز الدين أوصديق لإدارته الحكيمة والفاعلة لأعمال اللجنة خلال العامين السابقين.

السيد الرئيس:

يشهد الفضاء الخارجي تنامي مستمر في استخداماته وتطبيقاته التي أصبح لها دورا جوهريا في تحسين الحياة البشرية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفضلا عن أهميته في مجالات الاتصالات والملاحة والبث الإعلامي أصبح الفضاء الخارجي عاملا مهما لرصد تغير المناخ ومكافحة التصحر وإدارة الكوارث وتحسين إدارة الموارد الطبيعية للأرض. لذلك، فمن الضروري الاستمرار في استكشاف الفضاء وتطوير تطبيقاته وتعزيز البحث العلمي وتوفير الموارد التي من شأنها ان تتيح لنا استخدامه بطرق سلمية تعود بالنفع على العالم أجمع.

ونؤكد في هذا السياق على أهمية أن تعمل الدول على تنفيذ أنشطتها في الفضاء الخارجي بروح من المسؤولية والشفافية الكفيلة بتعزيز تدابير الثقة والأمن للفضاء. كما يجب تعزيز القانون الدولي المتعلق بالفضاء الخارجي بما يساهم في كبح سباق التسلح في الفضاء.

ومن هذا المنطلق، فقد اعتمدت بلادي مؤخرا وثيقة السياسة الوطنية التي تهدف الى بناء قطاع فضائي اماراتي قوي ومستدام يسهم في تنويع الاقتصاد ونموه، وتطوير القدرات العلمية، والتقنية العالية. كما تهدف الوثيقة الى التعريف بنهج حكومة دولة الإمارات وأولوياتها وطموحاتها في القطاع الفضائي، وتنسيق الجهود الوطنية من أجل تنظيم هذا القطاع وتعزيز دوره واستدامته. وتشمل الوثيقة مجموعة من المبادئ والتوجيهات للجهات المعنية حول الأنشطة اللازمة لدعم وتطوير القطاع الفضائي للدول، فضلاً عن التأكيد على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال.

وتعمل بلادي على ترجمة سياستها الوطنية للفضاء الخارجي الى واقع من خلال إطلاق جملة من المبادرات والمشاريع الهامة في هذا المجال أبرزها مشروع مسبار الأمل الى المريخ والذي يعد أول مشروع عربي إسلامي من نوعه ويهدف الى الإجابة على أسئلة علمية هامة لم يسبق لأي مهمة سابقة أن طرحتها من قبل في مجال استكشاف المريخ.

كما تعمل الدولة من خلال وكالة الإمارات للفضاء على تطوير وتنمية استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية في الدولة. وقد حققت الوكالة خلال وقت قصير فقط من إنشائها العديد من الإنجازات الهامة منها إعداد الخطة الاستراتيجية للنهوض بالقطاع الفضائي في دولة الإمارات، وتطوير الكوادر البشرية في هذا القطاع ورفع مستوى الوعي بأهميته. كما عقدت الوكالة مجموعة من الشراكات المحلية والدولية بهدف تعزيز الخبرات والقدرات الوطنية وتطوير التطبيقات الفضائية في العديد من المجالات. وقد تخطت الاستثمارات الإماراتية في مجال تكنولوجيا الفضاء حالياً عتبة 6 مليارات دولار.

وبعد انضمام دولة الإمارات الى عضوية لجنة استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية التابعة للأمم المتحدة في العام الماضي حرصت بلادي على المشاركة بفاعلية في أعمال اللجنة ولجانها الفرعية خاصة في المناقشات المتعلقة بالاتفاق على المبادئ التوجيهية بشأن استدامة أنشطة الفضاء الخارجي في الأمد البعيد. بالإضافة الى مشاركة الدولة في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية مثل “المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية” الذي عقد الشهر الماضي واستضافتها “ندوه الطيران المدني الدولي ومكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي حول الطيران والفضاء”في العاصمة ابوظبي والتي تعد ندوة استثنائية كونها تجمع بين مجتمع الطيران المدني ومجتمع الفضاء الخارجي من كافة أنحاء العالم لأول مرة خارج مقر منظمات الأمم المتحدة. وستستضيف بلادي المنتدى الدولي رفيع المستوى المعنون “الفضاء كدافع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة” والذي سيعقد خلال الفترة من 20 إلى 24 نوفمبر 2016 لمناقشة دور علوم وتكنولوجيا الفضاء في تعزيز النمو العالمي.

كما حرصت الدولة على اعتماد أكبر عدد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي من شأنها أن تعزز التعاون الدولي في مجال الفضاء، مثل معاهدة المبادئ المنظمة لأنشطة الدول في استكشاف واستخدام الفضاء، واتفاقية المسؤولية الدولية عن الأضرار التي تحدثها الأجسام الفضائية، واتفاقية تسجيل الأجسام المطلقة في الفضاء الخارجي، إضافة الى اتفاقيات دولية وإقليمية أخرى مثل اتفاقية الاتحاد الدولي للاتصالات واتفاقيات (إتسو) و(إمسو) و(عربسات).

وختاما، تتطلع دولة الإمارات إلى تعزيز الشراكات الدولية في مجال الفضاء الخارجي وتبادل أفضل الخبرات والممارسات بهدف ابتكار وسائل جديدة لخدمة البشرية.

وشكراً!