يلقيه السيد/ باسل المشهراوي
ملحق دبلوماسي
10 أكتوبر، 2025
نيويورك
السيد الرئيس،
بدايةً أود أن أتقدم لكم بالتهنئة على انتخابكم لرئاسة اللجنة الرابعة لهذه الدورة، متمنين لكم التوفيق في إدارة أعمالها، ومتطلعين للعمل سوياً لتحقيق طموحاتنا المشتركة. والشكر موصول للرئيسة السابقة للجنة على دورها الفعال خلال الدورة السابقة.
ونؤكد على دعمنا لكم والتزامنا الانخراط الفاعل مع بقية الوفود للمضي قدماً بالبنود الهامة التي وليت لهذه اللجنة، ولكم أن تعولوا على دعم بلادي بشكل كامل، حيث تثمن دولة الإمارات الدور الهام الذي تضطلع به اللجنة في معالجة القضايا العالقة الخاصة بإنهاء الاستعمار. ولطالما ناصرت بلادي على الدوام الإعمال الكامل لمبادئ الميثاق، بما يشمل مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير.
كما أضم صوتي إلى بيان دولة الكويت بالنيابة عن أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
السيد الرئيس،
لا شك بأن القضايا المطروحة على بنود أعمال هذه اللجنة تشكل أهمية بالغة، ولا سيما لمنطقتنا، وبالأخص نظراً لتناولها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء المغربية والتي تتطلب الاهتمام وإيجاد حلول لها.
وفي ذات السياق، تؤكد دولة الإمارات على موقفها الثابت والراسخ في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير، وتجدد دعوتها لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بسلام وأمان جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، على أساس حل الدولتين.
وقد رحَّبَت بلادي باعتماد الجمعية العامة، وبأغلبية ساحقة، لـ”إعلان نيويورك” الصادر عن مؤتمر حل الدولتين، والذي يشكل خارطة طريق واضحة وملزمة نحو تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، عبر خطوات ملموسة ومحددة زمنياً، وندعو إلى العمل على تطبيق مضامين هذا الإعلان لتمهيد الطريق لحل مستدام للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ولا شك بأن الزخم الذي شهدناه خلال المؤتمر الدولي لحل الدولتين، والاعترافات المتنامية بدولة فلسطين، قد عكست جميعها إجماعاً دولياً على حل الدولتين، بوصفه الخيار الوحيد القابل للتحقيق لإنهاء هذا الصراع. وعليه، فإننا ندعو بقية الدول للاستثمار في مسار السلام والاستقرار في المنطقة.
السيد الرئيس،
تؤكد دولة الإمارات التزامها بأن تكون شريكاً بنّاءً في أي جهد دولي جاد لإنهاء الحرب وتحقيق السلام الشامل، إيماناً منها بأن الحوار البنّاء والدبلوماسية الفعّالة هما السبيل الوحيد لإيجاد حلول مستدامة تنهي المعاناة الإنسانية وتحقق الأمن والازدهار في المنطقة.
وفي هذا الإطار، رحبت دولة الإمارات بمقترح الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وإعلانه عدم السماح بضم الضفة الغربية، كما رحبنا ايضاً بإعلانه التوصل إلى اتفاق على المرحلة الأولى من إطار وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدين تقديرنا لجهوده في دعم هذا المسار ودفع الأطراف نحو تفاهمات عاجلة تنهي الحرب المأساوية، واستعدادنا للتعاون الإيجابي مع الولايات المتحدة وسائر الأطراف المعنية في العمل على تنفيذ بنود اتفاق شامل يضمن وقفاً مستدام لإطلاق النار، ويشمل معالجة الأوضاع الإنسانية الحرجة في القطاع، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، ويمهد الطريق أمام تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين.
وتشيد بلادي بمساعي دولة قطر وجمهورية مصر العربية وتركيا في تيسير هذا الاتفاق، كما نؤكد على أهمية التزام جميع الأطراف بالاتفاق، والعمل على استئناف عملية سياسية شاملة تؤدي إلى حل الدولتين، وتحقيق الأمن والسلام والازدهار لشعوب المنطقة.
السيد الرئيس،
في سياق البنود التي نناقشها اليوم، لا يفوتُنا أن نُجدد دعمَنا الكامِل للمملكة المغربية الشقيقة في سيادتها على الصحراء المغربية، مع تأييدِنا لمُبادرة الحُكم الذاتي في إطار الوحدة التُرابية المغربية، التي تتماشى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة.
كما تدعم بلادي جهود الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه الشخصي، السيد ستافان دي ميستورا، والرامية إلى إيجاد حل دائم، كما نؤكد على الدور المهم لبعثة المينورسو في مراقبة وقف إطلاق النار.
ونشيد بالنموذج التنموي الذي أطلقته المملكة المغربية لتحسين مستوى معيشة سكان الصحراء المغربية، والذي أسهم في رفع مؤشرات التنمية البشرية في المنطقة.
السيد الرئيس،
تؤكد دولة الإمارات التزامها الراسخ بمبادئ القانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وانطلاقاً من هذا النهج الثابت، تؤكد دولة الإمارات على حقها السيادي الكامل على جزرها الثلاث المحتلة: طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى، والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من أراضي دولة الإمارات. ونجدد مطالباتنا لإيران بإنهاء احتلالها لهذه الجزر، وأن تستجيب لدعواتِنا المتكررة لحَل هذا النزاع، عن طريق المفاوضات المباشرة، أو اللجوء إلى محكَمَة العدل الدولية.
وختاماً، السيد الرئيس، ستواصل بلادي التعاون معكم وسائر الدول الأعضاء في هذه اللجنة لتحقيق أهدافنا المشتركة.
وشكراً، السيد الرئيس.