مشاركة

السيد الرئيس:

أود في البداية أن أتقدم بإسم الإمارات العربية المتحدة بالتهنئة إلى فرنسا على رئاستها لمجلس الأمن. كما أود أن أشكر كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والممثلة الخاصة لقضايا الأطفال والصراع المسلح السيدة فيرجينيا جامبا، وكذلك السيد مُبِين شيخ على الإحاطات التي قدموها اليوم.

السيد الرئيس:

تؤمن دولة الإمارات أن أولويتنا يجب أن تكون تعزيز السلم والاستقرار لضمان مستقبل أفضل للأجيال الشابة. ولذلك فإن مناقشتنا اليوم تتسم بأهمية بالغة ذلك لأن أطفالنا هم أكثر من يعاني من أزمات المنطقة الناتجة عن التطرف والإرهاب واستمرار التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

إننا نرحب بتركيز المناقشة على الانتهاكات التي ترتكبها جهات فاعلة من غير الدول وذلك من منطلق شعورنا بالقلق البالغ تجاه خطورة الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات المتطرفة والإرهابية المدعومة من قبل دول مارقة ضد الأطفال في كل من سوريا والعراق وأفغانستان والصومال، وليبيا واليمن. وبالنسبة لهذه الجماعات وخصوصا داعش، فإن قتل الأطفال وتجنيدهم واختطافهم والاعتداء عليهم جنسيا واستخدامهم كدروع بشرية يُعتبر من الأساليب المتعمدة التي تقع في صميم عملهم.

لقد وصلت الانتهاكات ضد الأطفال إلى أكثر مناطق الأزمات حدة ورسوخا في المنطقة وهي الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث مازال الأطفال هناك يعانون من آثار الاحتلال والتعرض للاحتجاز والقتل والتشويه وخاصة في الضفة الغربية.

وبالرغم من كل هذه الأزمات، لدينا قناعة راسخة بأن هناك إمكانية للتوصل إلى حلول سياسية شاملة لهذه الأزمات، ونحن نؤيد الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة في هذا الصدد.

السيد الرئيس:

فيما يتعلق بالحالة في اليمن، أود أن أشير إلى أن دولة الإمارات عضو في تحالف استعادة الشرعية في اليمن الذي تم انشائه عام 2015 بناء على طلب الحكومة اليمنية الشرعية من أجل حماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال، من انقلاب الحوثيين. ولقد حرص التحالف منذ إنشاءه على الاستمرار في تنفيذ وتعزيز إطار عمل لحل سياسي للأزمة اليمنية مبني على قرار مجلس الأمن رقم 2216 ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

إن دولة الإمارات تدين الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها الحوثيون المدعومون من قبل إيران، والتي شملت تجنيد واستخدام الأطفال كجنود ودروع بشرية، واستخدام المستشفيات المدنية والمدارس في الأغراض العسكرية، وزرع الألغام الأرضية وشن الهجمات على حدود المملكة العربية السعودية الشقيقة، مما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوف المدنيين وحدوث عمليات نزوح داخلية فضلا عن تدمير المؤسسات المدنية الحيوية.

ويبذل التحالف جهودا متواصلة لتخفيف آثار الصراع على الأطفال لإيمانه بأن خسارة أي طفل هي خسارة فادحة. لذلك، وبالإضافة الى وضع تدابير عامة للحماية، اتخذ التحالف إجراءات محددة لمواجهة تجنيد الحوثيين للأطفال وذلك من خلال إعادة تأهيل الأطفال الجنود وتأمين عودتهم الآمنة والسريعة ليكونوا تحت رعاية الحكومة اليمنية من أجل لم شملهم مع أسرهم بالتنسيق مع اليونيسيف.

ونؤكد في هذا الصدد على أن التزام دولة الإمارات بحماية الاطفال هو التزام شامل لا يقتصر على اليمن وحده، حيث أن جهودنا الرامية إلى تلبية الاحتياجات الطبية العاجلة وضمان صحة وسلامة الأطفال المتأثرين بالنزاع على المدى الطويل شملت أيضا إنشاء مستشفى ومراكز طبية متخصصة للنساء والأطفال، ومأوى للأيتام والأطفال المنفصلين عن والديهم بسبب الحرب في العراق، وكذلك توفير التعليم والتدريب المهني للأطفال النازحين المُقيمين في الملاجئ بالعراق والأردن.

السيد الرئيس:

إن الحديث عن أي انتهاكات تُرتكب ضد الأطفال على يد جهات فاعلة من غير الدول يجب أن يشمل التصدي لاستغلال الفتيات واخضاعهن عبر استخدام أساليب العنف الجنسي والجنساني، بما في ذلك الاتجار بالبشر والرِق الجنسي والزواج القسري والحمل القسري بهدف نشر الرعب في المجتمعات المحلية وتحقيق مصادر للدخل. ولذلك يتعين على المجتمع الدولي الاستمرار في الالتزام بالتنفيذ الكامل لجدول أعمال المرأة والسلام والأمن، وأن يجعل التركيز على منع نشوب الصراعات والمشاركة الجادة للمرأة جزءً لا يتجزأ من استجابته الكاملة.

وختاما السيد الرئيس، تود دولة الإمارات المساهمة بالاقتراحات التالية بهدف تعزيز نتائج التقارير المقبلة المعنية بحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة:

أولا: التأكد من اعتماد التقرير وآلية الرصد التابعة له على مصادر مستقلة وموثوقة تتناول بشكل متوازن الانتهاكات المرتكبة في جميع أنحاء النزاع.

ثانيا: ضمان إجراء مشاورات متواصلة وشاملة مع الدول وذلك على النحو المنصوص عليه بقرار مجلس الأمن رقم 1612 من أجل تجنب المعلومات المُضللة وتيسير إجراء تقييمات دقيقة وشاملة.

وأخيراً، ترحب دولة الإمارات بالتعاون والتشاور الذي تقوم به السيدة فيرجينيا جامبا ومكتبها مع الدول الأعضاء. كما نرحب بزياراتها إلى مقر التحالف، مؤكدين في هذا الصدد على التزامنا بمواصلة العمل مع مكتب السيدة جامبا ودعمنا وتقديرنا العميق لولايتها العالمية العادلة والضرورية.

وشكرا!