مشاركة

السيد الرئيس:

أود أن أتقدم بالشكر إلى رئيس لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي السيد ديفيد كندل، وأعضاء اللجنة، وإلى مدير مكتب شؤون الفضاء الخارجي في الأمم المتحدة على جهودهم المتفانية لتعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء الخارجي.   

لقد أدت التجارب العلمية في مجال الفضاء إلى إحداث تأثير إيجابي حقيقي في مجالات التكنولوجيا والبيئة، والزراعة والهندسة والاتصالات والملاحة، والعديد غيرها. ويعد الفضاء إرثاً للبشرية جمعاء، ويتطلب الحفاظ عليه واستدامة استخدامه، توطيد التعاون الدولي في أنشطة الفضاء وتعزيز تدابير الثقة والأمن بين الدول الأعضاء. ونؤكد في هذا الصدد على ضرورة استخدام الفضاء الخارجي بروح من المسؤولية والشفافية، وكبح سباق التسلح فيه.

السيد الرئيس:

تدرك دولة الإمارات بأن تطوير تكنولوجيا الفضاء ووضع أسس متينة له سيعود بالنفع على الحياة البشرية في شتى المجالات، إلى جانب تحفيزه النمو الاقتصادي للدول. لذلك، حرصت بلادي على بناء قطاع فضاء إماراتي قوي ومستدام، فأصبحت تمتلك من الموارد والخبرة العلمية والإرادة الوطنية ما يتيح لها المشاركة في استكشاف الفضاء.

وتعمل بلادي من خلال وكالة الإمارات للفضاء على تنظيم وتطوير قطاع الفضاء الخارجي، وإعداد أجيال تتمتع بكفاءات مهنية عالية، ومثال على ذلك الطالبة الإماراتية علياء المنصوري والتي فازت تجربتها العلمية الفضائية بمسابقة “الجينات في الفضاء” بأبوظبي حيث تم إطلاق صاروخ “فالكون ٩” الذي يحمل تجربتها من مقر وكالة ناسا الأمريكية إلى الفضاء.

وأطلقت وكالة الإمارات للفضاء السياسة الوطنية لقطاع الفضاء من أجل تحديد مبادىْ دولة الإمارات وطموحاتها ومنهجها في تطوير برنامجها الفضائي الوطني. كما تتولى الوكالة مسؤولية وضع “قانون الفضاء” في دولة الإمارات لتحديد الأطر القانونية والتشريعات الخاصة بقطاع الفضاء بما يتفق مع السياسات الاتحادية والقوانين الدولية واللوائح التنظيمية.

وحققت الوكالة إنجازات هامة في مجال بناء شراكات استراتيجية إقليميا وعالميا، حيث قامت بلادي ممثلة في وكالة الإمارات للفضاء بتوقيع أكثر من 16 اتفاقية تعاون مع أبرز وكالات الفضاء الدولية والجهات الحكومية المعنية إقليميا وعالميا.

ويتجسد التزامنا بتطوير قطاع الفضاء واستكشافه بطرق سلمية في شبكة العلاقات الدولية التي أسستها دولة الإمارات مع الجهات الرائدة في الفضاء الخارجي، فانضمت بلادي إلى مجموعة من المنظمات والهيئات العالمية، مثل “لجنة استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية” و”الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية“، وفريق استكشاف الفضاء إلى جانب اعتمادها العديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي من شأنها أن تعزز التعاون الدولي في مجال الفضاء ونحن في صدد تصديق “اتفاقية الإنقاذ”.

السيد الرئيس:

سيكون عام 2020 فريداً لقطاع الفضاء الإماراتي، حيث ستستضيف بلادي المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية في دبي والذي يعد أكبر المؤتمرات الفضائية الدولية، إلى جانب إطلاقها أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، لتكون بلادي واحدة من بين تسعة دول فقط تسعى إلى استكشاف هذا الكوكب. وتهدف مهمة “مسبار الأمل” إلى المساهمة في بناء المعارف العلمية والتطبيقات الفضائية وبناء قدرات بشرية إماراتية عالية الكفاءة، فبحلول عام 2020 سيساهم في هذه المهمة أكثر من 150 مهندس ومهندسة إماراتيين، وسيستفيد أكثر من 200 معهد بحثي ومركز دراسات من البيانات والنتائج التي سيوفرها المشروع.  

كما أطلقت بلادي سلسلة من المشاريع الهامة والمبادرات الرائدة في مجال استكشاف الفضاء الخارجي، وأبرزها إنشاء “مدينة المريخ العلمية” في دولة الإمارات لمحاكاة الحياة على كوكب المريخ وستكون نموذجاً يمكن تطبيقه على الكوكب. وستمتد هذه المدينة الفضائية الأولى من نوعها والأكبر عالميا، على مساحة مليون و900 ألف قدم مربع.

ويأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية المريخ 2117 التي أطلقتها بلادي هذا العام وتتضمن بناء أول مدينة بشرية على المريخ خلال مئة عام للمساهمة في توسيع آفاق الإنسانية في الفضاء الخارجي.

كما أننا نستمر في تعزيز الجهود العالمية الرامية إلى ضمان استدامة طويلة الأمد لقطاع الفضاء من خلال مشاركتنا في منتديات هامة منها المنتدى الرفيع المستوى لليونيسبيس + 50 ( 0UNISPACE+5)، بما في ذلك إستضافة المنتدى الدولي رفيع المستوى المُعنون “الفضاء كمحرك للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة” العام الماضي، والذي تَوَلّدَ عنه إعلان دبي 2016، كما يسرنا أيضاً إستضافة الدورة الثانية والأخيرة لهذا المنتدى والتي ستعقد في دولة الإمارات في الفترة 6-9 نوفمبر 2017 بالتعاون مع الأمم المتحدة. وهذا كله يعبر عن مدى حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون والتنسيق بين كافة الأطراف بما يساهم في دعم الدور الفاعل لصناعة علوم وتقنيات الفضاء في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.

وختاما سيدي الرئيس، تود دولة الإمارات من خلال هذه المداخلة التأكيد على نقطتين رئيسيتين:

أولاً: أهمية التعاون والتنسيق بين الحكومات وغيرهم من الشركاء في القطاع الخاص والأكاديمي، وغيرهم من المعنيين بالقطاع الفضائي، تحت مظلة سامية كمظلة الأمم المتحدة ومكتبها المعني بشؤون الفضاء الخارجي.

ثانيا: أهمية تعزيز دور القطاع الخاص، وتشجيع الاستثمار في صناعة الفضاء.

وشكرا، السيد الرئيس!