مشاركة

السيد الرئيس،

يسرني أن أشارك في هذه المناقشة المهمة حول “ثقافة السلام”، والتي تُشكل ضرورة في وقتنا الحالي، لمحاربة العنف وخطاب الكراهية والتعصب الديني والفكري، من أجل عالم أكثر سلاماً وتسامحاً.

 كما أود أن أشكر الأمين العام على تقريره الأخير حول تعزيز ثقافة السلام والحوار، والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات من أجل السلام.

السيد الرئيس،

إن عام 2021 كان بمثابة اختبار للمجتمع الدولي، حيث ما زلنا نواصل التعافي من جائحة كوفيد-19 وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية، بغض النظر عن الحدود أو الأديان أو الجنس أو العمر. وفي هذا الصدد، تؤمن دولة الإمارات بأن تعزيز ثقافة السلام، أمر بالغ الأهمية لضمان إعادة البناء بشكل أفضل، وتشكيل مجتمعات أكثر مرونة وشمولية.

السيد الرئيس،

احتفلت بلادي قبل أيام بعامها الخمسين، ونتطلع إلى استمرار المسيرة بقوة وحيوية في الخمسين عاماً المقبلة، لتكون دولة الإمارات موطناً للتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وموطناً في المقدمة والطليعة، في تحقيق السلام والتسامح والرخاء، لسكانها ولسكان العالم أجمع.

إن التسامح والتعايش والتراحم بين البشر من القيم الإنسانية العظيمة المشتركة بين شعوب العالم، والتي حثت عليها مختلف الديانات على مر الأزمان، حيث تؤمن دولة الإمارات بأهمية الشمولية، من خلال ضمان انخراط جميع فئات المجتمع – وخصوصًا- الضعيفة منها، في جميع ميادين الحياة محلياً وإقليمياً ودولياً. ومن هذا المنطلق، أطلقت دولة الإمارات مبادرة “التحالف العالمي للتسامح” في إكسبو 2020، بهدف الدعوة إلى تكثيف الجهود الدولية، من أجل تعزيز ثقافة التسامح لدى كافة الأمم والشعوب، من أجل مجتمع عالمي أكثر سعادة، يعيش في سلام وأمن.

السيد الرئيس

في ظل التقدم الهائل في التقنيات ووسائل الاتصال بين البشر، يظل التحول الرقمي رفاهية في أجزاء كثيرة من العالم، وإذا أردنا أن نكون مستعدين للأزمات المستقبلية مثل جائحة كوفيد-19 وتداعيات تغير المناخ، يجب علينا توحيد الجهود العالمية، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وتحديد توجهات عالمية، تبث الإلهام والامل للشعوب، وتحثهم على العمل والإنجاز. ومن هذا المنطلق، وضعت دولة الامارات استراتيجية الحكومة الرقمية 2025، التي تعمل على التغلب على الفجوات الرقمية والحد من عدم المساواة، والحفاظ على مجتمع آمن ومستقر وسلمي، وتصميم مستقبل أفضل من أجل الإنسانية.

ومن جانب آخر، تعتز دولة الإمارات بالشراكة بين دبي العطاء واليونيسف، لتوسيع نطاق التحول الرقمي الذي تم إطلاقه العام الماضي، بهدف توفير الوصول إلى الاتصال الرقمي لكل شاب، ونرحب أيضاً بجهود اليونسكو والاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظومة الأمم المتحدة الأوسع في تعزيز التحول الرقمي.

السيد الرئيس،

إن وضع خطط واستراتيجيات وطنية مستقبلية، لضمان نشر السلام والتسامح من المسارات المهمة التي تتخذها الحكومات من أجل مستقبلٍ أكثر سلاماً، يساهم في دفع عجلة تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، حيث أن مصطلحات الحوار والتسامح والإدماج والرحمة، لا يمكن أن تخدم البشرية في حال لم يتم دعمها، من خلال إجراءات ملموسة وتعاون بين المجتمعات، وفي هذا الصدد، قدمت دولة الإمارات (مع كلٍ من جمهورية مصر العربية، ومملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية) مشروع قرار “اليوم العالمي للأخوة الانسانية” الذي يصادف 4 فبراير، والذي اعتمدته الجمعية العامة بالإجماع – ليدعو العالم  للاحتفال معًا بالقيم المشتركة على أساس التعارف والتعايش والتواصل الإيجابي بين البشر، من خلال المبادرات الوطنية والدولية ، لما فيه مصلحة الجميع في كل مكان.

وفي الختام، ستواصل دولة الإمارات جهودها ومبادراتها، كشريك للمجتمع الدولي في ترسيخ مبادئ السلام، من أجل أجيال أكثر تضامناً وتسامحاً، ولتحقيق التنمية المستدامة في سبيل عالمٍ خالٍ من الكراهية، يسوده السلام.

وشكرًا