تلقيه السيدة/ مريم النعيمي
نيويورك، 15 أكتوبر 2025
السيد الرئيس،
في البداية،
يسرّ الإمارات العربية المتحدة أن تعرب عن شكرها للجنة القانون الدولي على الجهود التي تبذلها في إطار عمل البند في جدول الأعمال المعنون “حماية الأشخاص في حالة الكوارث”. كما نثمن استمرار التعاون بين الدول الأعضاء لتعزيز الأطر القانونية والمؤسسية لحماية الحياة البشرية والكرامة الإنسانية في أوقات الأزمات.
وفي ظل ما يشهده العالم من تزايد للآثار الناجمة عن الكوارث الطبيعية والبشرية، وحالات الطوارئ المرتبطة بتغير المناخ، تجدّد دولة الإمارات إيمانها بأن الحماية الفعّالة للأشخاص في حالات الكوارث لا يمكن تحقيقها إلا من خلال تعزيز التعاون الدولي القائم على التضامن وتنسيق الجهود. وتحديث آليات التعافي الشاملة، والأطر القانونية ذات الصلة لضمان فعالية التعاون والاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية وحماية الفئات الأكثر ضعفًا.
السيد الرئيس،
في هذا السياق، ترحّب بلادي باعتماد الجمعية العامة القرار 79/128، والذي يُجسّد الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي لتعزيز تدابير فعّالة للحد من مخاطر الكوارث، والاستعداد والاستجابة لها. ولا يفوتنا، على وجه الخصوص، أن نُعرب عن دعمنا لما يوليه القرار من تركيز على التعاون الدولي، وبناء مجتمعات قادرة على الصمود والتعافي من الأزمات.
السيد الرئيس،
يلعب الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة دورًا أساسيًا في الاستجابة للكوارث الطبيعية، لا سيما في ظل إطلاق الحكومات لاستجابات معقدة تتطلب سرعة في جمع وتقييم المعلومات لدعم جهود التعافي. وعليه، فإننا في دولة الإمارات، وإذ نؤمن بأن التكنولوجيا يمكن أن تعزز هذه الجهود، فقد عملنا على تطوير منصة رقمية لدعم قدرة الحكومات على تنسيق الدعم الدولي بشكل أفضل بعد الكوارث. وتعمل هذه المنصة كنقطة مركزية لتبادل المعلومات، وتدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتمكين الدول المتضررة من تحديد نوع وكميات المساعدات المطلوبة في المواقع المتأثرة وفي الوقت المناسب.
وفي هذا السياق، ننتهز هذه الفرصة لتسلّيط الضوء على الدور الحيوي الذي تضطلع به النساء والفتيات في جميع مراحل إدارة الكوارث، بدءاً من مشاركتهن في فرق الإنقاذ وصولا إلى قيادتهن مجتمعاتهن. فصمودهُنّ ومعرفتهُنّ تُعدّ من الأصول القيّمة للاستجابة الفعّالة والتعافي على المدى الطويل. إلا أن فرص مشاركتهن تبقى محدودة. لذا، تواصل دولة الإمارات الدعوة إلى المشاركة الكاملة والمتساوية والفعّالة للنساء والفتيات على جميع المستويات، كشريكات أساسيات في المجتمع وجزء لا يتجزأ من إدارة الأزمات الفعّالة والمستدامة.
السيد الرئيس،
تُواصل دولة الإمارات التزامها العميق بالعمل الإنساني. ومن خلال التنسيق مع الشركاء الدوليين، قمنا بتقديم إمدادات من المساعدات الطارئة والشاملة، شملت الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والدعم الطبي. ومؤخرًا، شملت استجابتنا المنسّقة شحنات جوية وبحرية تجاوزت 167 طنًا متريًا من المساعدات، لدعم نحو 80,000 شخص من المتضررين. كما قمنا بنشر فرق إماراتية متخصصة في البحث والإنقاذ في عدة مناطق، أسهمت بشكل مباشر في عمليات الإنقاذ والاستقرار. وتُجسّد هذه الاستجابة التزامنا الراسخ بالمبادئ الإنسانية ودعم المجتمعات المحتاجة، بغضّ النظر عن الموقع الجغرافي.
وفي هذا السياق أيضا، نفخر بتسليط الضوء على الإنجازات البارزة التي تعكس ريادة دولة الإمارات في مجال الاستعداد للكوارث، بما في ذلك استضافتها في أبو ظبي لقمة إدارة الأزمات والطوارئ العالمية 2025، وإطلاقها خلال هذه القمة “معرض جاهزية الأجيال”، الذي يهدف إلى بناء الوعي وتعزيز قدرات الاستجابة للأزمات لدى الأطفال والطلاب، من خلال الأنشطة التفاعلية والمواد التعليمية، بما يسهم في تعزيز استعدادهم لمواجهة أي تحديات طارئة في المستقبل. كما نؤمن بأن الاستعداد مسؤولية مشتركة، يجب أن تشمل أيضا جميع فئات المجتمع، ليس فقط النساء والفتيات، بل أيضًا الشباب والأسر والمجتمعات بأسرها.
السيد الرئيس،
في الختام، تُجدّد دولة الإمارات العربية المتحدة تأكيدها على التزامها الراسخ ببناء القدرة العالمية على الصمود، من خلال التعاون والابتكار والشمول. وهو ما يتطلب، ليس فقط الجاهزية العملية، بل أيضًا وضوحًا قانونيًا. ولهذا، فإننا ندعم، من حيث المبدأ مواصلة تطوير الأطر القانونية الدولية التي تُحدّد حقوق الأشخاص المتضررين ومسؤوليات الدول، والمبادئ المنظمة للمساعدات الإنسانية عبر الحدود.
شكرًا لكم، السيد الرئيس.