مشاركة

السيدة الرئيسة،

بدايةً، أشكر الممثل الخاص للأمين العام السيد فولكر بيرثيس على إحاطته بشأن آخر المستجدات في السودان وعلى مساعيه الحثيثة، وننتهز الفرصة لنؤكد على أهمية الجهود المشتركة لبعثة يونيتامس والاتحاد الأفريقي والإيقاد، في تيسير المحادثات السودانية-السودانية غير المباشرة التي انطلقت هذا الشهر. كما أرحب بممثل السودان، السفير الحارث محمد في أول اجتماعٍ لَهُ في المجلس.

وبينما ننظر في تجديد ولاية بعثة “يونيتامس” في أوائل شهر يونيو، والتي نتطلع إلى أن تتم المشاورات بشأنها بشكل بنّاء، أود أن أشير إلى ثلاثة جوانب رئيسية:

أولاً، وفيما يتعلق بالعملية السياسية، ترحب دولة الإمارات بالجهود الثُلاثية المُتضافرة، وتواصلها مع القوى السياسية وأصحاب المصلحة في السودان، إذ يجسد هذا النهج الدور الهام للمنظمات الإقليمية في مساعدة السودان على التوصّل إلى توافق في الآراء وتفاهم مشترك بشأن المسارات الرئيسية للعملية الانتقالية في السودان، والتي تشمل الترتيبات الدستورية الانتقالية، وتشكيل الحكومة، فضلاً عن تحديد جدولٍ زَمَني للانتخابات.

ونرى بأنَّ إطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين مؤخراً يُعَد خُطوةً في اتجاه بناء الثقة بين الأطراف السودانية، وساهَمَ في تمهيد الطريق للحوار غير المباشر الجاري حالياً بين الأطراف، ونشدد هنا على أهمية مشاركة النساء بشكل هادف وكذلك إشراك الشباب في جميع المراحل لإحراز تقدمٍ خلال الفترة الانتقالية على نحوٍ مستدام. كما تؤكد دولة الإمارات على أهمية أن تتم العملية السياسية بقيادة سودانية بما يحقق تطلعات الشعب السوداني.

ثانياً، وفي سياق الأوضاع الاقتصادية المُقلقة، نرى بأنَّ المساعدات الإنمائية وحُزْمات تخفيف الديون التي تقدمها المؤسسات المالية الدولية والمانحون الدوليون الآخرون إلى السودان تُعَد ضرورية لمنع اقتصاده من الانهيار.

ويتعين على المجتمع الدولي أثناء بحثِهِ أفضل السُبُل لمساعدة السودان خلال العملية السياسية، أنْ يأخذ في عين الاعتبار الظروف الاقتصادية المُلِحّة وتأثيرَها المتَفاقِم على كافة نواحي الحياة للشعب السوداني. فوفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، سَيُعاني تسعة وثلاثون في المئة من السكان من انعدام الأمن الغذائي بحلول سبتمبر المقبل، بينما وصَلَت نسبة تمويل خُطة الاستجابة الإنسانية الحالية إلى ثلاثة عشر في المئة فقط. كما أَنَّ مواصلة تعليق المساعدات الدولية يؤثر سلباً على الحالة الاقتصادية المتدهورة في السودان، والتي تفاقَمَت أيضاَ إثْرَ التوترات الجيوسياسية الحالية وتغير المناخ واضطراب الموسم الزراعي.

ثالثاً، ندرك الخطوات الهامة التي اتخذها السودان لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة، بما في ذلك عبر بَذْلِه جهودٍ لتهدئة التوترات في منطقة دارفور، على إثر الاشتباكات الأخيرة التي أدت إلى وقوع العديد من الضحايا.

ونُقَدّر في هذا الشأن الجهود التي تبذُلُها الحكومة لإحراز المزيد من التقدم بشأن الترتيبات الأمنية الانتقالية لدارفور بموجب اتفاق جوبا للسلام، بما في ذلك التشغيل التدريجي للَّجنة الدائمة لوقف إطلاق النار في دارفور، والتي تضطلع بدورٍ هام في التحقيق في انتهاكات وقف إطلاق النار.

وفي الختام، تواصل دولة الإمارات التأكيد على الحاجة إلى دعم السودان في سعيه إلى تحقيق سلامٍ وأمنٍ مُستدام، بما في ذلك من خلال معالجة الظروف الاقتصادية التي تؤثر بشكلٍ خاص على المستضعفين. ونكرر دعوتَنا للمجتمع الدولي، بما في ذلك هذا المجلس، الى دعم تطلعات الشعب السوداني، بما يحترم سيادة السودان واستقلالَهُ وسلامتَهُ الإقليمية ووحدتَهُ الوطنية.

وشكراً، السيدة الرئيسة.