السيدة الرئيسة،

أود أن أشكر المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة السيد أنطونيو فيتورينو، ونائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السيدة كيلي كليمنتس، على إحاطاتيهما القيمتين.

كما استمعنا من المتحدثين اليوم وخلال كافة اجتماعاتنا بشأن أوكرانيا منذ بدء الصراع قبل شهرين تقريباً، فإن التكلفة البشرية للحرب مروعة. وكمثالٍ ملموس على الخسائر التي خلفها الصراع، فقد فرً أكثر من ربع الأوكرانيين من منازلهم خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة – 90 بالمئة منهم من النساء والأطفال.

إننا ندعو جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني. كما نكرر التأكيد على أن الوقف الفوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء أوكرانيا يعد اساسياً للمضي قدماً نحو حلٍ سلميٍ للحرب. ونرحب في هذا الصدد بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة الى التوصل لهدنة إنسانية لمدة أربعة أيام بحيث تتيح فتح سلسلة من الممرات الإنسانية. سيساعد هذا في الحفاظ على الأرواح والحيلولة دون معاناة المدنيين والتخفيف منها وحمايتهم.

وعلى نطاق أوسع بشأن الوضع الحالي، أود التركيز على أربع نقاط:

أولاً، يظل الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع بشكلٍ مستدام. وتدعم دولة الإمارات المفاوضات الجارية بين الطرفين، كما ندعم كافة المساعي المبذولة بحسن نية للتوصل إلى حلٍ سلمي للصراع. ويجب أيضاً ضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة في جميع جهود السلام، نظراً إلى دورها الهام في بناء السلام بشكلٍ أكثر استدامة وأمداً.

ثانياً، إن المعاناة الإنسانية الناجمة عن هذا النزاع تتطلب توفير العديد من الموارد لتقديم المساعدات اللازمة للمحتاجين. ونُشيد على وجه الخصوص بحسن استضافة الدول المجاورة وغيرها من الدول لأعداد كبيرة من اللاجئين، ولا سيما بولندا ورومانيا اللتان استقبلتا معاً أكثر من 3.4 مليون أوكراني، وكذلك مولدوفا التي استقبلت أكثر من 400 ألف لاجئ أي ما يمثل 15٪ من إجمالي سكانها. كما نثني على جهود الاتحاد الأوروبي في دعمه المستمر للدول التي تتحمل العبء الأكبر من أزمة اللاجئين.

كما تُقدر دولة الإمارات وتُقر بجهود كل من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة في دعم اللاجئين في الدول المضيفة لهم، حيث إن عملهم هذا ضروري لتوفير الرعاية المستمرة للاجئين وطمأنتهم لاسيما في ظل الخسائر التي تكبدها العديد منهم في الحرب. ونكرر هنا دعوتنا بالسماح للمدنيين بالإجلاء بأمانٍ وطواعيةٍ من المناطق المتأثرة بالصراع وكذلك بوصول المساعدات الإنسانية الى المحتاجين، وفقاً للقانون الدولي.

ثالثاً، نؤكد على ضرورة اتباع نهج استجابة يراعي منظور المرأة في جميع الجهود الإنسانية المبذولة في أوكرانيا والدول المضيفة. ونعرب في هذا الصدد عن قلقنا بشكلٍ خاص إزاء التقارير المتزايدة عن حالات الاتجار بالبشر. إن ضمان وضع أنظمة واضحة على المعابر الحدودية لفحص مقدمي المساعدات وكشف الأنشطة الاجرامية للمتاجرين بالبشر ومنعها وقمعها يعد أمرا ضروري للحفاظ على سلامة النساء والأطفال. ويجب أن تشمل الاستجابة الإنسانية في هذا الصدد أصوات النساء، حيث يقدمن منظور مختلف يفيد عمليات توفير وايصال المساعدات الإنسانية والخدمات وتنفيذ البرامج ذات الصلة، وينبغي وضع احتياجاتهن في صميم هذه الجهود.

رابعاً، يتعين علينا معالجة تداعيات الصراع في أوكرانيا على العالم بشكلٍ عاجل وفعال، حيث تعد هذه المسألة ضرورية لاسيما مع الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، بما في ذلك في العديد من الدول المدرجة على جدول أعمال هذا المجلس.

وفي الختام، يجب ألا ندخر جهداً في إنهاء الصراع والمأساة الإنسانية المستمرة وذلك عبر اتباع الدبلوماسية، حيث ستدعم دولة الإمارات أي مبادرات تسعى لتحقيق هذه الغاية.

وشكراً، السيدة الرئيسة.