مشاركة

تلقيه: الآنسة الجود النعيمي

الملحق الدبلوماس ي

نيويورك، 13 أكتوبر 2025


يرجى المراجعة عند الإلقاء

السيد الرئيس،

في هذه اللحظة الحاسمة التي يمر بها المجتمع الدولي، تؤكد دولة الإمارات التزامها الثابت بجدول أعمال التنمية المستدامة ألفين وثلاثين، كما تضم دولة الإمارات صوتها للبيان الذي أدلت به مجموعة ال 77 والصين، وبيان المجموعة العربية.

تشكّلُ أهداف التنمية المستدامة البوصلة التي توجّهُ الرؤية الوطنية لدولة الإمارات وشَراكاتها الدولية. وعلى الصعيد الوطني، تقوم رؤيتنا لعام ألفين وواحدٍ وسبعين على خطةُ المِئة عام التي تضمن أن يكون الابتكار والاستدامة أساس كل قطاعٍ من قطاعات مستقبلنا. أما على الصعيد الدولي، فتظل دولة الإمارات من أبرز الدول التي تقدم المساعدات الإنمائية لدول الجنوب العالمي،

وخاصةً للدول المعرّضة لتغير المناخ والدول الأقل نمواً، وذلك انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن التضامن العالمي هو المفتاح لتحقيق خطة عام ألفين وثلاثين.

وفي هذا الصدد، تؤكد بلادي أن تغير المناخ لا يزال يشكل التحدي الأهم لتحقيق الاستدامة. ولهذا السبب قدمت دولة الإمارات مساهماتها المحددة وطنياً في وقتٍ مبكرٍ، بما يتماشى مع استراتيجيتها لتحقيق (NET ZERO) بحلول عام ألفين وخمسين. ونحن على أملٍ بأن تستفيد هذه الجلسة من الزخم الذي حققه مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين ومؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، وأهداف اتفاق الإمارات، مؤكدين دعمنا القوي لمؤتمر الأطراف الثلاثين المقبل، الذي تستضيفه البرازيل، شريكتنا في ترويكا رئاسات مؤتمرات الأطراف.

إن أحد الأهداف “الأساسية لاتفاق الإمارات” هو مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة على مستوى العالم، ونأمل بأن نشهد المزيد من الجهود متعددة الأطراف لتحقيق هذا الهدف. واستناداً إلى استراتيجيتنا الوطنية للطاقة، تظل دولة الإمارات ملتزمةً بتوسيع نطاق الوصول إلى الطاقة بأسعارٍ معقولة وموثوقة ومستدامة في جميع أنحاء العالم.

كما ينبغي للعمل المناخي أن يسير جنباً إلى جنب مع حماية التنوع البيولوجي. ومن هذا المنطلق، تفخر دولة الإمارات باستضافة مؤتمر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة المنعقد حالياً في أبوظبي، وستواصل تعزيز مبادرة استعادة سواحل أشجار المانغروف، مما يوضح كيف يمكن للحلول القائمة على الطبيعة حماية المجتمعات والنظم البيئية على حدٍ سواء.

ويجب علينا أن نأخذ في اعتبارنا أيضاً أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة وتيرة الكوارث الطبيعية وشدتها، وهو ما يهدد بتقويض مكاسب التنمية التي تحققت بشق الأنفس. وبصفتنا رئيس مجموعة دعم الحد من مخاطر الكوارث التابعة للأمم المتحدة، فإننا ملتزمون بالعمل مع الدول الأعضاء لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتحسين الاستعداد للكوارث، وتمويل المخاطر.

وفي منطقتنا العربية، نؤكد على التهديد المتزايد الذي تشكله العواصف الرملية والترابية، والتي تعرّض الصحة للخطر وتعطل النظم الغذائية. وإدراكاً لهذا التحدي المتزايد، تدعو دولة الإمارات إلى الاستمرار في إحراز تقدم في تنفيذ نتائج قمة الأمم المتحدة لنظم الأغذية ومؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والذي تستضيفه المملكة العربية السعودية الشقيقة، من أجل تعزيز استعادة الأراضي وتعزيز القدرة على الصمود في المناطق المتضررة.

من المؤكد أن التصحّر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأزمة ندرة المياه، التي تشكل أحد الاختبارات الحاسمة لعصرنا. لذلك ستستضيف بلادي في ديسمبر ألفين وستةٍ وعشرين، وبالتعاون مع السنغال، مؤتمر الأمم المتحدة للمياه، والذي نأمل بأن يسهم في تعزيز التعاون الدولي بشأن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة وضمان الوصول العادل إلى المياه النظيفة والصرف الصحي للجميع.

وأخيراً، السيد الرئيس،

تُدرك بلادي أن التنمية المستدامة تتعلق في الأساس بالشعوب، ولهذا السبب تستثمر دولة الإمارات في التعليم من أجل التنمية المستدامة وتمكين الشباب، من خلال العديد من المبادرات، مثل مجلس الشباب العربي لتغير المناخ، وإلى جانب عملنا لإضفاء الطابع المؤسسي على دور الشباب في رئاسة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، مما يسلط الضوء على أصوات الشباب ويجعلهم شريكاً في جهودنا المشتركة لإيجاد الحلول.

السيد الرئيس،

إن تحقيق خطة عام ألفين وثلاثين يتطلب الطموح والابتكار والتضامن، وقد اختارت دولة الإمارات هذا النهج إرثاً راسخاً، ونحن مستعدون للعمل مع جميع الشركاء لجعله نجاحاً مشتركاً.

وشكراً.