مشاركة

السيدات والسادة الزملاء،

بدايةً، أود أن أشكر رئيس الجمعية العامة سعادة السيد عبد الله شاهد على دعوتنا لهذا الاجتماع اليوم، لنواصل التركيز على أزمة الغذاء العالمية، ونؤيد في هذا الصدد البيان الذي أدلت به الصين باسم مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية.

و تلتزم دولة الإمارات بمعالجة أزمة الجوع ومنع تفاقمها في العالم من خلال التعاون والعمل الجماعي، وذلك بصفتنا دولةً مانحة عالمية، وعضواً منتخباً في مجلس الأمن، ورئيساً لمؤتمر الدول الأطراف في دورته الثامنة والعشرين. أود أن أشير إلى أربعة مجالات أعتقد أنه يمكننا من خلالها إحراز تقدمٍ فوريٍ وطويل الأجل.

أولاً: نرحب بالجهود المبذولة لتسهيل تصدير وإنتاج المنتجات الغذائية والزراعية التي تأثرت بالصراع في أوكرانيا، ونأمل أن يساعد التقدم الأخير في التخفيف من تأثير الصراع على الأمن الغذائي. وبينما يُعد هذا حلاً حاسماً على المدى القريب، إلّا أنه يجب علينا أيضاً أن نواصل التشديد على أهمية التقدم المستمر في هذا الصدد.

ثانياً: كما كان الوضع خلال بداية الجائحة، فإننا نُريد من مؤسساتنا المالية الدولية تعزيز دعم شبكات الضمان الاجتماعي. وبالتالي فإن النهج الدولي للتمويل العام يجب أن يكون سخياً ومُصمَّماً لمنع أي تراجع في التنمية في الدول والمجتمعات ذات الدخل المنخفض وغير المسؤولة عن الأزمة الغذائية.

ثالثاً: يجب أن تكون أزمة الغذاء الحالية بمثابة حافز لزيادة الاستثمار في الغذاء والمياه في الدول الهشة. وسواءً أردنا أن نسمي ذلك التكيف مع المناخ أو منع النزاعات، فهناك تدخلات مُثبتة كالمحاصيل المقاومة للجفاف والري المتطور ومجالس إدارة المجتمع، والتي يمكن العمل بها لتحديد مستوى الأزمات الغذائية الحالية والمستقبلية والتخفيف من حدتها. كما نشجع مجموعة الدول السبع على النظر إلى “التحول في استخدام الطاقة” الخاصة بها، كنموذج لزيادة الاستثمار في الغذاء والماء في الدول الهشة على مدار الثمانية عشر شهراً القادمة.

رابعاً: يجب أن نواصل زيادة الاستثمار في ابتكار النظم الغذائية، فقد أطلقت دولة الإمارات والولايات المتحدة في العام الماضي “مهمة الابتكار الزراعي للمناخ” مع أكثر من 200 شريك حكومي وغير حكومي، ساهموا بأربعة مليارات دولار لمعالجة ظاهرة التغير المناخي وأزمة الجوع العالمية باستخدام الوسائل التكنولوجية الجديدة. كما نهدف إلى جمع 4 مليارات دولار إضافية بحلول الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف. وندعو أي شركاء جدد للانضمام إلينا وضمان أن تولّد النظم الغذائية إمداداً متزايداً، وتُظهر قدراً أكبر من القدرة على الصمود.

وشكراً لكم.