تلقيه الآنسة غسق شاهين
السيدة الرئيسة،
بدايةً، اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر لأيرلندا على عقد اجتماع اليوم في هذا الوقت المُلح، والشكر موصول للزملاء على إحاطاتهم الوافية، وإطلاعنا على آخر المستجدات.
كما سمعنا اليوم، قُتلت في 11 مايو الصحفية شيرين أبو عاقلة، وأصيب مراسل آخر أثناء تغطيتهما الصحفية من مدينة جنين بالضفة الغربية، في الأرض الفلسطينية المحتلة. وقد أدان مجلس الأمن عملية القتل، ودعا إلى إجراء تحقيق فوري وشفاف ونزيه وحيادي، مشدداً على ضرورة ضمان المساءلة عن ذلك.
وتعد شيرين أو عاقلة واحدة من بين 36 صحفياً قتلوا هذا العام، وفقاً لبيانات اليونسكو. وفي سياق الهجمات المتزايدة ضد الصحفيين، من المهم إعادة التأكيد على وجوب حمايتهم بما يتماشى مع القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني. وينبغي أن يبني مجلس الأمن على القرار 2222، وأن يعكس بشكل أفضل تلك الحقائق. ومن هذا المنطلق، أود أن أركز على المجالات التالية التي نأمل أن يتخذ المجلس ما يلزم من إجراءات بشأنها:
أولاً: نحتاج النظر في كيفية تأثير التعقيدات الناشئة في المشهد الرقمي، والذي يتطور بشكل متزايد، على مسألة حماية الصحفيين في النزاعات المسلحة، إذ تعمل التقنيات الرقمية، وتحديداً وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة، على تغيير طبيعة الصحافة، وتوسيع قاعدة الصحفيين وجمهورهم، فضلاً عن التأثير الذي تحظى به تقاريرهم.
وتعد هذه المنصات أيضاً مساحات للعداء المتزايد تجاه ما يسمى بـ “الأخبار المزيفة”، مما يؤدي إلى تضاؤل الثقة في عمل الصحفيين، وتعريضهم لخطر العنف المتزايد في العالم الواقعي. لذا، فنحن بحاجة إلى الضغط من أجل استجابات فعالة لمكافحة المعلومات المضللة على جميع المستويات، من أجل حماية الصحفيين، بما يشمل إشراك القطاع الخاص في ذلك من خلال وضع اللوائح، والتأكد من الحقائق، وتصنيف المعلومات، وحملات التثقيف الإعلامي.
ثانياً: يجب أن نأخذ في الاعتبار الأبعاد القائمة على نوع الجنس في ما يتعلق بالاعتداءات على الصحفيين، وذلك من أجل حمايتهم. وقد سلطت المقررة الخاصة للأمم المتحدة السيدة إيرين خان، الضوء على هذا الجانب في تقريرها الأول، والذي ركزت خلاله على العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، وخطاب الكراهية، والمعلومات المضللة التي تستهدف الصحفيات. فعلى سبيل المثال، ما حدث في أفغانستان في يونيو الماضي، فقد كان مقتل مذيعة الأخبار مينا كيري، جزءاً من اتجاه ينذر بالخطر في ما يتعلق بالهجمات المستهدفة، والتمييز، وخطاب الكراهية الموجه ضد الصحفيين الأفغان، وخاصة النساء منهم.
لا يمكن لنهج مجلس الأمن أن يكون فعالاً تجاه التدابير التي تهدف إلى حماية الصحفيين، ما لم تستجب تلك التدابير للمتطلبات الخاصة بنوع الجنس.
السيدة الرئيسة،
في الختام، تود دولة الإمارات التأكيد على دعمها للجهود المبذولة لتعزيز حماية الصحفيين في حالات النزاع المسلح، إذ ندرك ونقدر عمل جميع الصحفيين في الخطوط الأمامية للنزاع، والذين يخاطرون بحياتهم لتقديم تقارير دقيقة، حتى في ظل المواقف والظروف الصعبة.
وشكراً.