مشاركة

معالي السيد بان كي-مون، الأمين العام للأمم المتحدة:

معالي السيد سام كوتيسا، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة:

أصحاب السعادة، السيدات والسادة:

طاب مساؤكم!

يسرني أن أرحب باسم زملائي وضيوفي الكرام من بلدي العزيز بكم في احتفال بعثة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني.

يحتفل الإماراتيون في جميع أنحاء العالم غداً، الموافق 2 ديسمبر، باليوم الذي توحد فيه بلدنا في عام 1971. إن دولة الإمارات بلد حديث المنشأ – 43 عاماً فقط – ونحن فخورون بالتقدم الذي أحرزناه حتى الآن في هذا الوقت القصير.

أنه لمن دواعي سروري أن أرى العديد من زملائي من الأمم المتحدة في حفل الاستقبال اليوم، وكذلك العديد من أصدقائنا من أنحاء مختلفة من هذه المدينة الحيوية. إن علاقتنا بمدينة نيويورك ليست محددة بعلاقتنا بالأمم المتحدة، ولهذا السبب اخترنا الاحتفال باليوم الوطني هنا في هذا الموقع التاريخي والأساسي

في مدينة نيويورك. إن هذه المكتبة تتحلى بمكانة خاصة لنا جميعا، حيث يعود تاريخها الى أكثر من 100 عام وتحتوي على العديد من الكتب التي تشغل فيها أكثر من 125 ميلاً من مساحتها. يعتبر الإماراتيون مدينة نيويورك بلدهم الثاني— بطابعها المتنوع، وروح العمل فيها واهتمامها بالصحة والتعليم والفنون. ولهذه الأسباب كان من السهل علينا بناء روابط ثقافية واجتماعية تمسّ حياة الناس اليومية في الإمارات ونيويورك، على سبيل المثال:

  • سيفتتح متحف غوغنهايم في عام 2016 مقره الأول في الشرق الأوسط في مدينة أبوظبي.
  • في شهر مايو الماضي، احتفلت جامعة نيويورك في أبوظبي بتخرج دفعتها الأولى. كما تم قبل أشهر قليلة افتتاح حرم جامعي في أبوظبي يجمع تصميمه بين تصاميم البناء في منطقة غرينج في مدينة نيويورك، والعمارة الإسلامية التقليدية.
  • الشراكة في الابتكار بين مصانع نيويورك العالمية ومبادلة، التي تقع على بعد ساعة من هنا.
  • كما توجد صلة مباشرة بيننا عن طريق الرحلات الجوية التي تصل الى أكثر من 70 رحلة أسبوعيا بين الإمارات العربية المتحدة ومطار جون ف. كندي (جي أف كي) في نيويورك.

إن مواضيع الابتكار والتنمية والصحة والتعليم والفنون يتردد صداها في الأمم المتحدة أيضا – ونحن نواصل العمل مع شركائنا في الأمم المتحدة والمجتمع الدبلوماسي الأوسع في عدد من القضايا التي تكتسي أهمية كبيرة على المستوى العالمي وعلى مر الأجيال.

وفي وقت تواجد العديد من زملائنا في مؤتمر قمة التغير المناخي في ليما هذا الأسبوع، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشيد بجهود الأمين العام بان كي-مون، ولا سيما بالتعاون الوثيق بيننا في قمة القادة لتغير المناخ المنعقدة في أبوظبي، التي أرست أسس قمة تغير المناخ الناجحة في شهر سبتمبر الماضي. ونرى في هذا الشأن ضرورة التوصل الى اتفاق عالمي عن تغير المناخ في باريس في العام المقبل.

ونرى أيضا بأن النماذج المتعلقة بالطاقة والاقتصاد والبيئة يتعين تصميمها بصورة أكثر استدامة وانصافا، ليس فقط في مدننا ومنطقتنا، بل أيضاً في جميع أرجاء العالم. ولهذا السبب فإننا نعمل مع شركائنا من الأمم المتحدة، ولا سيما مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد سام كوتيسا، بشأن جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015.

وبالطبع، فإن جزءا هاما من هذا العمل سيركز على تحقيق المساواة بين الجنسين – في مجال التعليم وفي مكان العمل وفي عملية صنع القرار وفي الاقتصاد. إن شراكتنا مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة تدعم هذا الهدف، الذي يعتبر مركز سياساتنا الوطنية.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أصبحت الدروس وأفضل الممارسات بشأن بالحكم، أولوية للعديد منا. وتحقيقا لهذا الهدف، يعقد نائب رئيس دولتنا، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قمة اجتماع في فبراير وذلك لتبادل الأفكار عن الكيفية التي يمكن للتكنولوجيا مساعدة الحكومات في مواجهة التحديات الأساسية على سبيل المثال، الثقة والقيادة والأمن والابتكار.

كما اتخذنا موقفاً فعّالا ضد المتشددين، إلى جانب عدد من الدول الأعضاء. وفي الوقت الذي يحاول فيه المتشددون تشويه الدين الإسلامي، ستواصل الإمارات العربية المتحدة في كونها مثالاً للاعتدال والتسامح في الشرق الأوسط وخارجه. إن الدين الإسلامي دين يدعو الى إشاعة السلام واحترام الآخرين، وهذا واضح في تنوع الفئات السكانية في بلدنا التي تعكس ايماننا بهذا المبدأ، إذ يعيش ويعمل المئات من الناس من مختلف الجنسيات في البلد.

إن هذه المبادئ ستسود ونحن على ثقة بذلك، وذلك لصالحنا ولمستقبل ورفاه مجتمعنا. وبدلا من أن أخبركم عن مبادئ الاعتدال والتسامح، أود أن أمنحكم فرصة لتروا ذلك بأعينكم. إنني أدعوكم لتسيروا عبر ممرات المكتبة لتشاهدوا “روح الاتحاد”، وهو معرض يتضمن مجموعة صور لعدد من الفنانين الإماراتيين عن التقدم الذي أحرزه بلدنا الذي حافظ في الوقت نفسه على ثقافتنا وتراثنا.

وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن خالص شكري الى مُنظِمة هذا المعرض، الآنسة عائشة ستوبي، والى فريقي الخاص على تنظيم هذا الحفل والى فريق مكتبة مدينة نيويورك العامة على تعاونهم الوثيق ودعمهم لنا.

وقبل أن أختتم كلمتي، أود أن أرحب من بين الحضور بشخص يعتبر شريكاً هائلا في المجال الإنساني بالنسبة لمنطقتنا، ولا سيما في ضوء الأزمات الراهنة؛ السيدة فاليري آموس. لقد طلب مني وزير خارجيتي أن أشكركم بصورة خاصة على جهودكم وقيادتكم لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية – إننا نقدر بشكل كبير جهودكم وصداقتكم لدولة الإمارات ولمنطقتنا، ونشكركم على قضائكم هذه الأمسية الخاصة معنا.

أتقدم لكل واحد منكم، بالنيابة عن الإمارات العربية المتحدة، بالشكر الجزيل على حضوركم هنا للاحتفال باليوم الوطني. أتمنى لكم قضاء وقت ممتع.