مشاركة

السيد الرئيس،

يَسُر دولة الإمارات أن تُقدم هذا البيان بالنيابة عن المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة.

بدايةً، تُرحب المجموعة العربية بالمنسق الجديد لعملية السلام في الشرق الأوسط السيد تور وينسلاند وتتمنى لهُ التوفيق في منصبهِ الجديد. كما تُعْرب المجموعة عن تقديرِها للسيد نيكولاي ملادينوف، المنسق السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط على جهوده الحثيثة خلال الأعوام الماضية.

وتُقَدر المجموعة العربية سعي جمهورية تونس الشقيقة، رئيس المجلس لهذا الشهر، بأن تكون مناقشة اليوم مختلفة عما سَبَقَها مِن حيث تركيزِها على حشد الدعم الدولي لتحقيق حلٍ سلمي وعادل للقضية الفلسطينية. فبالرغم من سعي المجتمع الدولي على مدى عقود لدعم الأطراف للتوصل إلى حلٍ سلمي وعادل وشامل للقضية الفلسطينية إلا أنَّ هذه الجهود تعثرت مِراراً وتَكراراً، مما تسببَ بالمزيد من المعاناة للمدنيين وتصاعُد التوترات والعنف مع غياب آفاق التقدم نحو حل الدولتين على حدود 1967. ونستذكر هنا التوقيع على اتفاقيات أوسلو وتأسيس اللجنة الرباعية الدولية وإطلاق مبادرة السلام العربية، فضلاً عن اعتماد مئات القرارات وعقد عشرات القِمَم والمؤتمرات الدولية.

وعليه، أصبحَ حتمياً على المجتمع الدولي النظر جِدياً في كيفية خلق زخَم دولي جديد لكسر الجمود في العملية السياسية وإعـادة إطلاق عملية سلام ذات مصداقية وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المتفق عليها دولياً والتي لا يمكن الاستغناء عنها.

وفي هذا السياق، تؤكد المجموعة العربية على ضرورة وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين على حدود 1967 وخلق بيئة مناسبة تتيح العودة إلى مفاوضات جِدية ضمن إطار زمني محدد تنهي الاحتلال الاسرائيلي وتحقق السلام العادل والشامل. ويتطلب هذا بشكل أساسي تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة لاسيما القرار 2334 (2016) وإيقاف التدابير غير الشرعية التي تُعرقل عملية السلام، وفي مقدمتها أنشطة بناء وتوسيع المستوطنات التي وصلت لمستويات غير مسبوقة وتَخَلّي اسرائيل تماماً عن أي خِطَط لضم أراضٍ فلسطينية لِما لَهُ من آثارٍ مدمرة على حل الدولتين. وفي هذا الصَدد، تُدين المجموعة العربية إعلان إسرائيل مؤخراً عن المُضي قُدُماً في خِطَطٍ لِبناء الاف الوَحدات الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

كما ينبغي وقف هَدْم ومُصادَرَة المُمْتَلَكات الفلسطينية والتهجير القَسري للسكان واستهداف المدنيين من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين وإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة وعرقلة حركة المواطنين الفلسطينيين والاعتقال التعسفي لألاف الفلسطينيين.  ونرفض الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تهدف إلى تغيير هوية القدس الشريف والتي تشكل انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن. ونُشدد على ضرورة الحِفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة في القدس وخصوصاً في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف.

عِلاوةً على ذلك، إن المجموعة العربية، وإذ تؤكد على مركزية قضية فلسطين للدول والشعوب العربية، تعيد التأكيد على دعمها لمبادرة الرئيس محمود عباس ودعوته للأمين العام للأمم المتحدة بالعمل بالتنسيق مع الرباعية الدولية ومجلس الأمن على عقد مؤتمر دولي يستنفر جهود الأطراف الدولية الفاعلة ودول المنطقة وصولاً لتفعيل آلية دولية متعددة الأطراف تحت مِظلة الأمم المتحدة لرعاية عملية السلام في الشرق الأوسط.

 وفي سياق الدعوة إلى تعزيز التنسيق بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية، تؤيد المجموعة ما قاله السيد ملادينوف في إحاطَتِهِ الأخيرة للمجلس بتاريخ 21 ديسمبر 2020 بأنه ” يجب على اللجنة الرباعية للشرق الأوسط – جنبا إلى جنب مع الشركاء العرب – والزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين، العمل معاً للعودة إلى مسار مفاوضاتٍ هادفة”. ونعيد التأكيد على جاهزية المجموعة العربية للعمل مع مجلس الأمن والرباعية الدولية للتوصل إلى حلٍ عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية.

كما تُعرب المجموعة العربية عن قلقِها إزاء الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية المُتَدَهوِرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي تَفاقَمت مع انتشار جائِحة فيروس كورونا المُسْتَجَد، حيث يُظْهِر آخر تقييم للأمم المتحدة حول الاحتياجات الإنسانية أنَّ حوالي 47 في المائة من السكان الفلسطينيين يحتاجون حاليًا إلى المساعدة. وعليه، تشدد المجموعة العربية على ضَرورة دعم الشعب الفلسطيني الشقيق لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة، بما في ذلك عَبْرَ دعم أجهزة الأمم المتحدة كالأونروا، وتؤكد المجموعة ضرورة توفير لُقاحات ضد فيروس كورونا للشعب الفلسطيني وتقديم ما يلزم له من مُستلزمات ومَعدّات طِبية لِمُواجَهَة الجائِحة وتشدد على مسؤولية إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في هذا الإطار.

ومن جانب آخر، تُشدد المجموعة العربية على أهمية إتمام المُصالَحَة الوطنية الفلسطينية وتمكـين الحكومـة الفلسطينية من تَحَمُّل مسؤولياتِها كاملةً في قطاع غـزة. وترحب المجموعة العربية في هذا السياق بالمرسوم الرئاسي الذي أصدرهُ فَخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية هذا العام، ونتطلع إلى قيام الأمم المتحدة والرباعية الدولية والمجتمع الدولي بدعم عقد هذه الانتخابات، بما في ذلك من خلال ضمان عدم وضع إسرائيل لأية عراقيل أمامها خاصة في القدس الشرقية ونؤكد أهمية دعم المشاركة السياسية للمرأة والشباب في كافة مراحلها. كما تدعم المجموعة العربية حُصول فلسطين على العُضوية الكاملة في الأمم المتحدة لتعزيز مكانَتِها القانونية والدولية.

وختاماً، تُطالب المجموعة العربية مجلس الأمن بِتَحَمُّل مسؤولياتِهِ في حِفظ الأمن والسلم الدوليين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافَة الأراضي الفلسطينية والعربية. وتؤكد المجموعة العربية أنه لا يوجد بديل لحل الدولتين، وتحقيق استقلال دولة فلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.