يلقيه السيد عبدالله سعيد العجيلي
السيد الرئيس،
أود أن أهنئكم على توليكم رئاسة اللجنة السادسة، وأتمنى لكم ولأعضاء فريقكم النجاح في أعمال هذه الدورة.
تؤكد دولة الإمارات أنه يجب علينا جميعاً تعزيز جهودنا في مكافحة الإرهاب، حيث يمثل اليأس والحرمان أرضية خصبة لاستقطاب الأفراد إلى صفوف الجماعات الإرهابية، وأن الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي والسياسي تُعد من الأسباب العميقة التي تؤدي إلى انتشار التطرف، الأمر الذي يتطلب منا فهم هذه العوامل ومعالجتها بشكل جذري. وفي ظل التهديدات المتزايدة، هناك حاجة ماسة لتضافر الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز تدابير مكافحة الإرهاب وضمان عالم أكثر أمناً واستقراراً للجميع. لذا، يجب أن تعالج استراتيجيات مكافحة الإرهاب الوطنية والدولية هذه الأسباب الجذرية من خلال تعزيز برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتشجيع كافة فئات المجتمع على المشاركة، وخاصةً الشباب، كما يجب تعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي والتفاهم المتبادل بين الأديان والثقافات لبناء مجتمعات سلمية قادرة على الصمود. تدعو دولة الإمارات المجتمع الدولي للوقاية من التطرف كخطوة أولية لمكافحة الإرهاب من خلال تعزيز قيم التسامح واتخاذ تدابير الوقاية اللازمة لبناء مجتمعات سليمة ومتماسكة قادرة على مواجهة جميع التحديات.
وفي هذا السياق، تشجع دولة الإمارات على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2686 بشأن “التسامح والسلام والأمن”، والذي شاركت بلادي في صياغته مع المملكة المتحدة وتم اعتماده بالإجماع في 14 يونيو 2023. فهذا القرار يُعزز نهج الأمم المتحدة في منع الصراعات من خلال مكافحة خطاب الكراهية والتطرف وأشكال التعصب الأخرى ذات الصلة، ويُشجع على التسامح والتعايش السلمي، من خلال اتباع نهج شامل يضم الأمم المتحدة والمجتمع بأكمله.
:التصدي لاستخدام التكنولوجيا لأغراض إرهابية
السيد الرئيس،
تؤمن بلادي بأن على المجتمع الدولي برمته اتخاذ إجراءات استباقية على المستويات الوطنية لمواجهة التطرف والإرهاب، وخاصة في ظل التطور التكنولوجي واستغلال التكنولوجيا لأغراض إرهابية. وفي هذا الصدد، أعدت لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن، برئاسة دولة الإمارات، في عام 2023 “مبادئ أبوظبي التوجيهية” بشأن التهديدات التي تشكلها أنظمة الطائرات بدون طيار المستخدمة لأغراض إرهابية، والتي تم اعتمادها بموجب إعلان دلهي المتعلق بمكافحة استخدام التقنيات الجديدة والناشئة للأغراض الإرهابية. ومن شأن هذه المبادئ أن تساعد الدول الأعضاء على منع ومكافحة استخدام الطائرات بدون طيار للأغراض الإرهابية بشكل فعال. وتتطلع دولة الإمارات إلى مواصلة التعاون مع الدول الأعضاء لتعزيز وتنفيذ ودعم مبادئ أبوظبي التوجيهية.
وفي هذا الإطار، تبرز أهمية التعامل مع التكنولوجيا الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، فإن الاستخدام غير المنضبط لهذه التقنيات من قِبل الجماعات الإرهابية يشكل خطراً كبيراً، حيث يمكن أن تُستخدم لتطوير أسلحة متقدمة، أو لتعزيز الدعاية والتجنيد عبر الإنترنت. لذا، يجب أن نتبنى استراتيجيات فعالة لمراقبة وتوجيه استخدام هذه التقنيات لضمان عدم وقوعها في أيدي المتطرفين، وبالتالي حماية الأمن والسلم الدوليين. وعليه، ندعو المجتمع الدولي لتوحيد جهوده لضمان استخدام هذه الابتكارات في تعزيز الأمن والسلام، مما يتطلب التزاماً جماعياً ورؤية واضحة لمواجهة هذه التحديات.
السيد الرئيس،
وبناءً على ما تقدم، تؤكد دولة الإمارات على أهمية تعزيز الأطر القانونية الوطنية والدولية لمواكبة التطورات السريعة في طبيعة التهديدات الإرهابية، بما في ذلك توفير التمويل اللازم لضمان التنفيذ الفعال لهذه الأحكام القانونية، ونشدد على ضرورة تسريع وتيرة إيجاد توافق دولي لتعريف الإرهاب، وتسريع جهود صياغة واعتماد اتفاقية شاملة لمكافحة الإرهاب الدولي، مع التأكيد على أن دولة الإمارات مستعدة للعمل مع جميع الدول لتحقيق ذلك.
وفي هذا الصدد، أود الإشارة هنا إلى أن بلادي انضمت إلى أكثر من 15 اتفاقية دولية وإقليمية، وأصدرت قوانين تُجرم الإرهاب، بالإضافة إلى مساهمتها في إنشاء منصات مثل مركز صواب ومركز هداية. كما قادت خلال عضويتها في مجلس الأمن جهوداً مهمة في مكافحة الإرهاب وترأست اللجنة المعنية بذلك.
كما يود وفد بلادي التنويه على ضرورة تعزيز التعاون الدولي، بما في ذلك تبادل المعلومات وتعقب الإرهابيين والمقاتلين الأجانب، واتخاذ تدابير استباقية لمنع الهجمات والأنشطة الإرهابية. نؤكد على أهمية عدم إفلات الأنشطة الإرهابية من العقاب، حيث إن التعاون مع المنظمات الدولية، مثل الإنتربول، يُعد بالغ الأهمية لضمان منع ومكافحة ومحاكمة الأعمال الإرهابية بشكل فعال.
وفي الختام، تؤكد دولة الإمارات على التزامها بالجهود الإقليمية والدولية لمنع الإرهاب ومكافحته، ومواصلة العمل من أجل بناء عالم أكثر أمناً وصموداً وازدهاراً.
وشكراً السيد الرئيس،