يلقيه السيد عبد الله خالد السويدي، والآنسة شمه فهد الذهلي
السيد الرئيس،
أعرب بدايةً عن تقديرنا لجهودكم في إدارة هذا الاجتماع، ونشكر أيضاً المقررين على تقديم تقاريرهم أمام اللجنة.
تلتزم دولة الإمارات بتحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة، وتولي في هذا الصدد أولوية قصوى لتعزيز وتنمية المجتمع، بما في ذلك تنمية الشباب، وتوفير الرعاية لكبار السن، ودعم أصحاب الهمم.
وفي إطار مناقشتنا اليوم بشأن القضايا الهامة التي تمس التنمية الاجتماعية، تؤكد دولة الإمارات على أهمية التعاون الدولي وتعزيز الجهود الجماعية وإنشاء الشراكات الإقليمية والدولية اللازمة لمواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه عالمنا اليوم، والاستفادة من فرص التقدم والابتكار التكنولوجي في إيجاد حلول مبتكرة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة للجميع.
السيد الرئيس،
نحن فخورون اليوم بتمثيل شباب دولة الإمارات في هذا المحفل الدولي الهام. فالشباب بالنسبة لدولة الإمارات هم شريك أساسي في بناء الوطن، وعماد التنمية والتقدم وصانعو المستقبل. ويأتي اهتمام الدولة بالشباب من منطلق إرث الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث قال رحمه الله: “ستعيش الأجيال القادمة في عالم يختلف تماماً عن ذاك الذي اعتدنا عليه، لذا فمن الضروري أن نعدّ أنفسنا وأولادنا لذاك العالم الجديد”.
ولهذا، حرصت بلادي على تعزيز الأطر المؤسسية التي تمكن الشباب من المشاركة في السياسات الوطنية، ومن أبرزها إنشاء مجالس شبابية على مستوى الدولة منذ عام 2017 لإيصال صوت الشباب في مختلف القطاعات. ويُعتبر وجودي اليوم ضمن برنامج مندوبي الشباب للأمم المتحدة مثالاً حياً لإشراك الشباب في عملية صنع القرار. كما أطلقت بلادي مؤخراً برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ والذي يعد أكبر مبادرة لتمكين شباب العالم من المشاركة في المفاوضات الدولية للتغير المناخي التي جرت في دولة الإمارات أثناء الدورة 28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية المناخ. وستستمر هذه المبادرة تحت رعاية أذربيجان في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، مما يسهم في استدامة هذه الجهود خلال المؤتمرات المستقبلية.
السيد الرئيس
يؤمن شباب دولة الإمارات بأن السبيل الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة والسلام والأمن في المجتمعات يتجسد في دمج وتمكين كافة فئات المجتمع من المشاركة في عملية التنمية الشاملة. وفي هذا السياق، تُعد حقوق وإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة أو كما نطلق عليهم في الإمارات “أصحاب الهمم” أمراً حيوياً. مبادرة “قادرون”، التي أُطلقت في دولة الإمارات في عام 2021، تعد إحدى المبادرات التي تسعى لاستقطاب أصحاب الهمم القادرين على العمل، وتشجيعهم على الانضمام لسوق العمل من خلال تمكينهم من شغل الوظائف التي تتناسب مع قدراتهم ومؤهلاتهم، مع ضمان حصولهم على الخدمات والمعدات المساندة، وتوفير بيئة عمل مشجعة وداعمة لهم.
كما تولي دولة الإمارات الرعاية اللازمة لكبار السن في الدولة والذين تم تغيير اسمهم إلى كبار المواطنين تقديراً لخبرتهم وإخلاصهم للوطن. وكجزء من رؤية الإمارات 2021 واستراتيجية مئوية الإمارات 2071، تم إنشاء السياسة الوطنية لكبار المواطنين والتي تهدف إلى توسيع خدمات الرعاية الصحية لتلبية احتياجات كبار السن، بما في ذلك من خلال توفير مرافق الرعاية الطويلة الأجل، وخدمات طب الشيخوخة، وبرامج الرعاية المنزلية. كما أطلقت وزارة تنمية المجتمع بالتعاون مع وزارة العدل “برنامج اختصاصيي حماية كبار المواطنين” تنفيذاً للقانون الاتحادي رقم 9 لسنة 2019، من أجل تدريب المتخصصين على تنفيذ إجراءات فعالة وفورية لحماية كبار المواطنين ومعالجة التحديات التي قد تواجههم في مختلف جوانب الحياة.
وختاماً السيد الرئيس، تؤكد دولة الإمارات على التزامها الراسخ بالتعاون مع جميع الدول الأعضاء لتمكين الشباب على المستويين الوطني والدولي. فنحن نؤمن بأن الاستثمار في شعوبنا، بما في ذلك شبابنا، وكبارنا، وأصحاب الهمم، هو استثمار للمستقبل، ليس فقط لأمتنا، بل وللعالم أجمع. فمن خلال روح الوحدة والمسؤولية المشتركة، نستطيع أن نصوغ مستقبلاً زاهراً ومستداماً للجميع، وهذا ليس مجرد طموح، وإنما ضرورة.
شكراً السيد الرئيس.