تلقيه الآنسة فاطمة يوسف، سكرتير أول
شكراً السيد الرئيس.
كما أشكر مقدمي الإحاطات على بياناتهم الهامة في اجتماعنا اليوم بمناسبة مرور 25 عاماً على اعتماد الجمعية العامة قرارها بشأن إعلان وبرنامج عمل ثقافة السلام، والذي أصبح بموجبه مصطلح ثقافة السلام هو الأساس للعديد من الجهود والمناقشات التي دارت في هذه المنظمة حول كيفية جعل هذا العالم أكثر أماناً وازدهاراً.
وبهذه المناسبة، أود أن أسلط الضوء على ثلاثة جوانب أساسية لتعزيز ثقافة السلام وبرنامج العمل الخاص بها:
أولاً: من المهم ضمان حق التعليم لجميع الأطفال، بما في ذلك الفتيات، وإدماج ثقافة التسامح والسلام في البرامج التعليمية، خاصة في مناطق النزاع التي يعاني فيها الأطفال من الآثار والصدمات العميقة الناجمة عن مشاهد القتل والدمار. فالتعليم هو الذي سيكفل لهم مستقبلاً واعداً، وسيتيح لهم القيام بأدوار بنّاءة في مجتمعاتهم ويساهم في إبعادهم عن دوامة النزاعات.
ثانياً: لقد أصبح الشباب هم الأكثر استهدافاً من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية، مما يستوجب التركيز عليهم وتخصيص برامج ومشاريع تهدف لتوعيتهم حول المساعي الظلامية لتلك الجماعات، وتثقيفهم حول السلام، لحمايتهم من براثن هذه الجماعات، إلى جانب توظيف ما يمتلكه الشباب من قدرات وطاقات هائلة لدعم جهود السلام والترويج لمبادئ التسامح، ومنحهم أدواراً قيادية تمكنهم من وضع حلول مبتكرة لمواجهة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة وآثارها المدمرة على المجتمعات.
ثالثاً: علينا اغتنام الفرص التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة والناشئة ومنها تقنيات الذكاء الاصطناعي في التصدي لخطاب الكراهية والمعلومات المغلوطة والمضللة، كما يجب الاستفادة من هذه التقنيات في تعزيز الحوار وتشجيع التواصل بين الثقافات والمجتمعات المختلفة لردم الهُوَّة التي تصبح في كثير من الأحيان دافعاً نحو الصدام والنزاع. وفي هذا السياق، تثمن بلادي الفرص الهامة التي تتيحها مسارات قمة المستقبل والميثاق الرقمي العالمي وإعلان الأجيال المقبلة لتأطير العمل الدولي في هذه المجالات وعلى نحوٍ يساهم في تقليص الفجوة الرقمية وإتاحة استخدام الفضاء الرقمي من قبل الجميع وبشكل عادل.
وفي كل هذه المسائل، تبرز أهمية قرار مجلس الأمن رقم 2686، وقرار الجمعية العامة رقم 77/318، واللذان يقدمان خارطة طريق عملية للدول الأعضاء والأمم المتحدة حول كيفية تعزيز مبادئ التسامح وثقافة السلام.
وأود أن أختتم بياني بمقولة راسخة منذ قرابة 79 عاماً وردت في ديباجة الميثاق الأساسي لمنظمة اليونسكو وهي: “إذا كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام”.
وشكراً السيد الرئيس.