مشاركة

تلقيه: معالي سناء بنت محمد سهيل، وزيرة الأسرة

السيد الرئيس،

بدايةً، أود أن أشكركم على عقد الدورة التاسعة والستين للجنة وضع المرأة، كما أشكر الأمين العام للأمم المتحدة على تقريره، والشكر أيضاً موصول للمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة على قيادتها ودعمها الراسخ لأعمال اللجنة.

السيد الرئيس،

إن إعلان ومنهاج عمل بيجين لا يزال أحد أهم الأدوات التي يستخدمها المجتمع الدولي لتحقيق المساواة بين الجنسين. وفي هذا العام، نحتفل بالتقدم المحرز على مدى السنوات الثلاثين الماضية للنهوض بالنساء والفتيات، وتمكينهن، وحمايتهن في مختلف أنحاء العالم. ومن الأهمية بمكان أكثر من أي وقت مضى، أن يواصل المجتمع الدولي الوفاء بوعوده التي قطعها في بيجين عام 1995 تلك التي نبرمها اليوم.

وبفضل التوجيه والدعم المستمر من جانب سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، قامت دولة الإمارات بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات السياسية، والمبادرات العالمية، والشراكات الاستراتيجية التي أفضت إلى دعم وتمكين النساء والفتيات في الدولة، وإشراكهن ودمجهن في جميع المجالات وعلى كافة المستويات، وإلى جانب دعم تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين.

وأود في هذا السياق أن أسلط الضوء على المجالات الثلاثة التالية لما لها من أثر بالغ في التنفيذ الكامل والفعال والسريع لخطة عمل بيجين وتمكين النساء والفتيات حول العالم:

أولاً، تظل المساواة في الحصول على التعليم الجيد أفضل استثمار لتحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة، فالتعليم يُعد ركيزة أساسية لتهيئة النساء والفتيات للمشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة في مجتمعاتهن، وبناء مؤسسات حكومية قوية، واقتصاد متين، كما أن منح فرص متساوية في التعليم يساهم في كسر أو تفكيك الصور النمطية حول النساء والعادات الاجتماعية السلبية. وحرصت دولة الإمارات من خلال مناهجها الدراسية للفتيات والفتيان على رفع مستوى الوعي بشأن أهمية تعزيز المساواة بين الجنسين، ومنع جميع أشكال التمييز والعنف وخاصة ضد النساء والفتيات، وتمثيل النساء والرجال على قدم المساواة بعيداً عن الأدوار النمطية.

ثانياً، إن ضمان تمكين النساء والفتيات يستوجب أولاً حمايتهن من جميع أشكال العنف، بما يشمل العنف عبر الإنترنت. وخلال السنوات الماضية، عززت دولة الإمارات قوانينها لحماية النساء والفتيات من العنف المنزلي، والاتجار بالبشر، والتحرش في أماكن العمل، كما دعمت هذه القوانين بآليات رصد واستجابة تشمل وحدات الحماية، والخطوط الساخنة، والتطبيقات الإلكترونية، فالعنف ضد النساء والفتيات يجب ألا يكون له مكان في عالمنا اليوم.

ثالثاً، في الوقت الذي نتطلع فيه إلى المستقبل، لا بد أن تحظى النساء والفتيات بفرص متساوية وجاهزية كاملة للاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا الناشئة، لاسيما الذكاء الاصطناعي. وقد اعتمدت بلادي سلسلة

من القوانين والسياسات الجديدة التي تهدف إلى تحقيق هذه الغاية، وأطلقت برامج تدريبية لتمكين النساء والفتيات في مجال التقنيات الرقمية، إلى جانب تعزيز الشراكات مع مختلف الجهات المعنية من أجل إشراك النساء والفتيات في شبكة الإنترنت وحمايتهن. وتؤمن بلادي بأن إنهاء الفجوة الرقمية بين الجنسين يعد مطلباً أساسياً لتنفيذ جدول أعمال 2030 وما بعده.

وختاماً السيد الرئيس، يواجه النظام متعدد الأطراف تحدياً كبيراً في الحفاظ على مكتسبات المساواة بين الجنسين، خاصة مع تزايد الصراعات والأزمات وعدم الاستقرار حول العالم. وستظل دولة الإمارات شريكاً بناءً في دعم تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات في مختلف المجالات.  

وشكراً لكم.