مشاركة

تلقيه: الآنسة فاطمة يوسف، مستشار

السيد الرئيس،

أود أن أتقدم بجزيل الشكر إلى جمهورية كوريا على تنظيم هذا الاجتماع الهام، كما أشكر مقدمي الإحاطات على ما قدموه من بيانات قيمة يوم أمس.

وفي مستهل هذا البيان، فإن دولة الإمارات تدين وبأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي السافر والجبان الذي استهدف دولة قطر الشقيقة يوم أمس، والذي يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر، واعتداءً خطيراً على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

السيد الرئيس،

لا يزال حفظ السلام يشكّل الركيزة الأساسية لعمل الأمم المتحدة، إذ يجسّد روح التعاون متعدد الأطراف، ويعكس الجهود الجماعية المشتركة الهادفة إلى صون السلم والأمن الدوليين.

وبعد مرور ثمانين عامًا على تأسيس منظمة الأمم المتحدة، تبرز الحاجة إلى تعزيز قدرات عمليات حفظ السلام وتمكينها من مواكبة المتغيـرات، وفي هذا الصدد، ترى دولة الإمارات أهمية التركيـز على أربعة محاور رئيسية:

أولًا: تعزيز كفاءة وفعالية عمليات حفظ السلام، وذلك من خلال صياغة ولايات دقيقة وقابلة للتنفيذ، بما يتواءم مع الاحتياجات الفعلية على الأرض، إلى جانب وضع آليات فعّالة للرصد والتنسيق بما يضمن التنفيذ المتكامل لهذه الولايات ضمن الأطر الزمنية المحددة. وكل ذلك ينسجم مع مبادرة الأمم المتحدة 80، ويشكل خطوة أساسية لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد، وتعزيز الأثر الملموس على الأرض، وترسيخ مبادئ المساءلة والشفافية.

ثانيًا، يجب النظر لعمليات حفظ السلام كركيـزة أساسية ضمن المنظومة الأشمل للسلام المستدام، والتي تشمل الوقاية من النزاعات وتسويتها وبناء السلام. ومن هنا، أود الإشارة إلى قرار مجلس الأمن رقم 2686 بشأن التسامح والسلام والأمن والذي أكد على أهمية هذا النهج المتكامل، من خلال الربط بين مختلف هذه المراحل لضمان نجاح عمليات حفظ السلام. وفي هذا السياق، ننتهز هذه الفرصة للإعراب عن تقدير دولة الإمارات لجهود إدارة عمليات السلام، مع تأكيدنا على أهمية مواصلة العمل على تنفيذ ولايات بعثات حفظ السلام وتعزيز اتساقها مع المنظومة الأوسع للسلام المستدام.

ثالثاً، لابد من الدفع قدماً بالمبادرات الشاملة لبناء القدرات، سواء من خلال البرامج التدريبية، أو تعزيز الاستفادة من التقنيات الناشئة كالذكاء الاصطناعي، بما يسهم في نجاح بعثات حفظ السلام وتعزيز أثرها الميداني. وفي هذا الصدد، تستضيف بلادي مبادرات رائدة، مثل ورشة عمل أداء رؤساء مكونات الشرطة التابعة للأمم المتحدة، التي نظّمتها لأربع سنوات متتالية، وستُعقد دورتها المقبلة في أكتوبر من العام الجاري، حيث تسهم هذه المبادرات في رفع كفاءة ومرونة عمليات السلام وتحقيق نتائج أكثر شمولاً واستدامة.

رابعًا: لا يمكن بناء استراتيجيات فعالة ومستدامة لحفظ السلام دون إشراك المجتمعات المحلية، بما في ذلك النساء والشباب، بوصفهم شركاء رئيسيين في صنع السلام. وتعد مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن، التي أُطلقت بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، نموذجاً عملياً لذلك، حيث أسهمت هذه المبادرة في تدريب العديد من النساء العاملات في مجال حفظ السلام.

وختاماً، السيد الرئيس،

 تؤكد دولة الإمارات أن الإصلاح المستمر لعمليات حفظ السلام هو استثمار في مستقبل أكثر أمنًا وسلاماً، وتجدد التزامها بدعم الجهود الرامية إلى تطوير عمليات حفظ السلام وتعزيز تكاملها مع مسارات بناء السلام والتنمية.


وشكراً، السيد الرئيس.