أود بدايةً أن أهنئكم على توليكم رئاسة أعمال اللجنة الثانية خلال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة، متمنين لكم التوفيق والنجاح خلال ترأسكم لأعمال اللجنة.
السيد الرئيس،
يقف العالم الآن أمام نقطة تحول، بينما تواصل كافة الدول مرحلة التعافي من جائحة كوفيد-19، والتي أثرت على كل دول العالم بدون استثناء. تعمل دولة الإمارات بشكل مستمر على تدارك وتخطي جميع العقبات المتوالية جراء الجائحة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو التنموي أو الإنساني. تستمر دولة الإمارات بالعمل جنباً إلى جنب مع جميع الدول لحماية مكتسباتنا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي ضوء ما تقدم، ظهر جلياً أهمية الترابط الدولي، بما فيه من منفعة مشتركة لنا جميعاً، وضرورة تطوير وتقوية العمل الدولي المشترك في سبيل إنجاح مرحلة إعادة البناء بشكل أقوى وأكثر استدامة بعد الجائحة.
لقد رأينا جميعاً العواقب الوخيمة التي تحملها الحروب والنزاعات على العالم. وتؤثر هذه الإضطرابات بطريقة سلبية على هدفنا المشترك، وهو العمل نحو تنمية مستدامة وخضراء، وتوفير المعيشة الكريمة لشعوبنا.
ومن أولويات بلادي خلال أعمال اللجنة الثانية:
أولاً، تمكين المرأة وضمان أن تكون جزء لا يتجزأ من مرحلة النمو الاقتصادي، حيث تستمر بلادي على العمل نحو إبراز الدور الهام والمحوري للمرأة والاستفادة منه في مواصلة بناء المجتمع الإماراتي واقتصاد الدولة وسياستها الخارجية وكذلك في الاقتصاد العالمي والمحافل الدولية. وقد توجت هذه الجهود في تحقيق المرأة الاماراتية انجازات هامة على مختلف الأصعدة.
ثانياً، ترى دولة الإمارات أهمية تطوير المنظومة التعليمية. وعليه، تم الإعلان في شهر يوليو من هذا العام عن مشروع “مدارس الأجيال” الذي يهدف إلى تطوير المدارس الحكومية في دولة الإمارات. لقد بدأ العمل على تطبيق نموذج “مدارس الأجيال” شهر سبتمبر2022، ويعتمد على تطبيق دمج دقيق بين المناهج الوطنية المعتمدة في اللغة العربية والتربية الأخلاقية والمجتمعية، وبين المناهج الدولية في المواد العلمية مثل العلوم والرياضيات وغيرها. تم بدء تطبيق هذا النظام التعليمي الجديد دون أي رسوم إضافية، حيث تكفلت حكومة دولة الإمارات بكافة المصاريف التشغيلية ورسوم الطلبة، رغبةً منها بالاستثمار طويل المدى في الشباب.
ثالثاً، تؤكد دولة الإمارات على أهمية مواصلة وتنمية التعاون الدولي الذي يهدف لمواجهة التهديدات العالمية، ومن ضمنها الفقر والجوع. وبهدف تحقيق ذلك، بتقديم ما يقارب 10 آلاف طن من المساعدات والإمدادات الغذائية والطبية إلى الدول التي تحتاجها منذ بداية العام الجاري، والذي يعكس جدية نظرتنا اتجاه مساعدة كافة الدول والشعوب دون أي تحيز أو تفرقة.
رابعاً، تستمر دولة الإمارات على إعطاء الأهمية للتصدي لظاهرة تغير المناخ وما يترتب عليها من تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية. ومن إنجازات دولة الإمارات بهدف الإرتقاء بوعودها حول هذا الأمر، قامت المحطة الثالثة في براكة بإمارة أبوظبي ببدء المرحلة التشغيلية بتاريخ 23 سبتمبر2022 ، وهو إنجاز جديد يعزز من دور محطات الطاقة ويقربنا من تحقيق الحياد المناخي. وعلى صعيد مشابه، بدأنا بالتركيز على الاستعداد لاستضافة مؤتمر الأطراف المتعددة باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الثامن والعشرين “COP-28” والذي سيعقد في دولة الإمارات بين السادس والسابع عشر من نوفمبر في عام 2023. ونتمنى لجمهورية مصر العربية الشقيقة النجاح في استضافة مؤتمر الأطراف المتعددة السابع والعشرين “COP-27” والمزمع عقده الشهر المقبل في شرم الشيخ. ونأمل من خلال استضافتنا العام المقبل متابعة المساهمة نحو تحقيق رؤية تحييد أثر الكربون بحلول عام 2050.
السيد الرئيس،
أختتم كلمتي أمامكم بالتأكيد على أن دولة الإمارات ستواصل جهودها وعملها باتجاه حصاد تقدم ملموس في كافة القضايا العالمية الملحة، ساعيةً بالوقت ذاته على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وشكراً لكم.